* كان طبيعياً أن نغضب للهلال وخروجه المبكر من دوري أبطال أفريقيا على يد فريق متواضع مثل الأهلي الليبي، موجع حد النزيف أن تنسف آمالك على مرأى ومسمع منك، وأن نرى عيبنا في نقص القادرين على التمام، ونجرجر أذيالنا بعد سنوات طويلة كان فيها الهلال يتحكم في تفاصيل المجموعة، ويعتبر عقبة كؤود في وجه الخصوم، ولكن هي كرة القدم وتصاريفها، فبمثلما ابتسمت لنا زمناً طويلاً فها هي تدير ظهرها إلينا الآن، ولن تكون نهاية المطاف بكل تأكيد..!! * خرجنا نحن منذ أن توالت القرارات غير المدروسة من مجلس الكاردينال وهو يستغنى عن " عظم الفريق" من الأساسيين وأصحاب الخبرات الذين تربوا في الهلال، وعرفوا كيف يتعاملون مع كل جولة، ليتركهم المجلس يغادرون بوهم بناء فريق جديد عماده الشباب، وكنا ندرك أن الخطة فاشلة، وأن الشباب بلا خبرة سيكون وبالاً على الهلال وعلى اللاعبين أنفسهم لأنهم سيدفعون ثمن عدم تأهيلهم أمام الجمهور الذي لا يعرف سوى عافية فريق الكرة فقط..!! * قد يقول قائل: وماذا فعل اللاعبون الذين غادروا لنتحسر عليهم؟، لتكون الإجابة أنهم ظلوا على الدوام في الأدوار المتقدمة أفريقياً، وأهدونا النقاط التراكمية التي منحت المريخ هذا التبجح بالتأهل إلى دور الستة عشر، ومنحت الخرطوم والأهلي شندي حق المشاركة في الكونفدرالية ولو لم يفعلوا غير هذا لكفاهم..!! * كانت لطمة الخروج قوية، وقاسية، وها نحن نعيش إحساس المريخ طوال عشر سنوات من الخروج المذل، ولا نكاد نبتلع التجربة مرة واحدة لمرارتها، وهنا يكمن الفرق بين أن تكون هلاليا لا ترضى الخسارة، وبين أن تعتاد حتى يصبح " جلدك تخين وما فارق معاك شي"، وهنا تكمن عظمة الأسياد.!! * لعل الخروج يكون بداية لتصحيح مفاهيم الكاردينال حديث العهد بالكرة وإدارتها والضليع في إدارة المال، هي فرصة ليغلق الرجل خزائنه وليفكر " تفكير كورة" وإن عجز، ففي الهلال قامات إدارية متشبعة بكيفية إدارة الكرة والعيون الفاحصة التي تعرف خامات اللاعبين..!! * لعل الكاردينال عرف الآن أن المال وتغيير مدرب كل 24 ساعة، وإيقاف لاعب كل يومين لا يعني نجاح الفريق، ولعله عرف أن الاستقرار على مدرب قدير واحد وتشكيلة متكاملة هي سر تفوق مجلس الأرباب صلاح إدريس الذي صنع هلالاً أهدى الانتصارات والبهجة للجماهير، ولم تجد المجالس من بعده صعوبة في الثبات حتى بدأت عمليات التخريب في عهد البرير وما زالت تلقي بظلالها حتى الآن بدليل هذا الخروج..!! * إن كان الكاردينال يفكر في النجاح وبناء الفريق فالصربي ميشو يستطيع ذلك، لما له من خبرة أفريقية، ومعرفة عميقة بالقارة السمراء، واللاعبين السودانيين والأجانب، خصوصاً ونحن على أعتاب التسجيلات في مايو المقبل، لذلك فإن أي قرار بالإبقاء على الجهاز الفني الحالي واعتبار ذلك نوعاً من الحكمة الإدارية، سيقود الهلال إلى مهالك لا حدود لها، وسندفع الثمن لموسمين آخرين أو تزيد..!! * الكاردينال يدفع دفع من لا يخشى الفقر، تلك حقيقة لا يتناطح فيها عنزان، ولكنه دفع غير مدروس، وبقرارات فجائية، لا تحمل في جوفها أي نوع من بعد النظر أو الأفق الواسع، لذلك كان الناتج صفراً لأن كل القرارات جاءت مضروبة في صفر عدم الدراسة والتخطيط..!! * لا شيء يمكن أن يداوي جرح الخروج المبكر للهلال من الأبطال إلا بخطوات التصحيح المدروسة، وبناء الفريق فيما تبقى من موسم والتخطيط لموسم 2017 بهدوء، ولا نريد أن نعيد نغمة " الاعتماد على الشباب كلياً" لأننا ببساطة لم نصنع الشباب، ولم يتدرجوا في التعليم، لذلك فإن شعار الهلال يبقى ثقيلاً على إمكانياتهم، ويمكن أن يشاركوا في القوام الرئيس للفريق بواحد أو اثنين حتى يدركوا حجم المسؤولية، فبتلك الطريقة صنعنا مساوي وبشه وخليفة وهم الآن أسماء لا تنسى في البيت الأزرق، صنعهم ذكاء وحكمة الأرباب حينذاك..!! * لا نطلب من الإدارة أن تطوي ملف الخروج، لأن طيه يعني أن ننسى الوجع الذي عشناه أمس الأول ونواعده مجدداً في الموسم الجديد، بل نطالب بأن يبقى الجرح مفتوحاً حتى نطببه ونتجنبه ولا نرمه على فساد ليكون مقتل الهلال بإهمال طبيبنا، لأننا نعشم أن يكون ما حدث كبوة وليس عادة " زي ناس المريخ"..!! * ترى هل سيواصل الكاردينال حديثه عن المال أم أنه سيرتب أوراقه للاستعانة بالخبراء والإداريين وليس على شاكلة لجنة دبي الفنية؟، وهل يا ترى سيقف أشرف على نتائج ما حدث حين انشغاله بالجوهرة والكشافات أم أن ثورة التصحيح ستبدأ؟..!! * نتمنى أن لا يتجاهل الكاردينال مقترح الاستعانة بالصربي ميشو مع صوت شكر للجهاز الفني الحالي، لأن طموح الهلال أكبر من إمكانياتهم بكثير..!! * ليس سيئاً هذا الخروج، إن استلهمنا العبر وصححنا المسار، وسننتظر تأكيد أن نرى هلالاً يملأ العين..!! * بالتوفيق لسيد البلد..!! * أقم صلاتك تستقم حياتك..!! * صلّ قبل أن يصلى عليك..!! * ولا شيء سوى اللون الأزرق..!