على المجلس اختيار لجنة فنية من قدامى المحاربين لإخضاع التجربة للدراسة والتحليل كتب: عاصم وراق هناك الكثير من المشكلات والملفات الشائكة في أنديتنا الرياضية على المستويات التنظيمية والإدارية والمالية والفنية الأمر الذي يفرض العمل على فتح وطرق أبواب هذه الملفات بين تارة وأخرى سعياً لإيجاد حلول لها وعدم تجاهلها.وعلى سبيل المثال مشكلة المحترفين الأجانب من لاعبي كرة القدم في أنديتنا وتحديداً نادي الهلال الذي خرج من باب الدخول لكبرى المنافسات التي ينظمها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) على الرغم من تواجد ستة محترفين أجانب في صفوفه هم الثلاثي الغاني نيلسون لازغيلا,كينيدي إيشيا وصمويل أبيكو إينوصن إضافةً للسنغالي سليمانو سيسيه والعاجي موكورو وحارس المرمى المالي ماكسيم لويس فودجو. لماذا أحبطت جماهير الهلال ؟ لقد استبشرت جماهير الهلال خيراً بعد انتخاب المجلس الحالي لإدارة النادي العريق وذلك من خلال البرنامج الانتخابي الذي رافق العملية الانتخابية وهو البرنامج الذي جعل الجمعية العمومية تنحاز لمجموعة المجلس الحالي والذي يقوده الدكتور أشرف سيد أحمد الحسين الكاردينال. بشر المجلس الحالي الجماهير الهلالية بمنشآت غير مسبوقة تضاهي تلك الموجودة في كبريات الأندية حول العالم مما يجعل كل هلالي يفتخر بانتمائه لهذا الكيان الكبير ,وفي الوقت نفسه بشر المجلس القاعدة الجماهيرية بفريق يهز الأرض تحت أقدام المنافسين ويحقق الإنجازات بما في ذلك لقب بطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري والذي طال انتظاره. وبالفعل تقدم العمل خطوات وخطوات في مجال المنشآت وأشرأبت الأعمدة الخرسانية برؤوسها تكاد تلامس عنان السماء ليقترب مشروع الجوهرة الزرقاء من الاكتمال وهو مشروع ضخم يشكر عليه مجلس الإدارة. ولكن وفي المقابل شهدت فترة المجلس الحالي تدنياً كبيراً في المستوى الفني لفريق الكرة وكانت نتائج الفريق ضعيفة على مستوى التنافس المحلي والإفريقي وحتى الانتصارات التي تحققت لم تكن مقرونة بالأداء الجميل والمموسق وهي كرة القدم الجميلة التي تحبها وتعشقها جماهير الهلال منذ القدم مما جعل الجماهير تضع أياديها على قلوبها وهي ترى الفريق ينهار أمام أعينها والمستقبل أمامها مخيف.. مخيف. أفكار رائعة وخلل في التنفيذ رفع مجلس الإدارة شعار الاعتماد على اللاعبين الشباب وهو يطيح بكبار نجوم الفريق من أمثال قائد الفريق السابق عمر بخيت ونائبه المعز محجوب إضافةً للغزال مهند الطاهر بحجة تقدمهم في السن وقام المجلس بقيد لاعبين شباب أصحاب مهارات كبيرة لينخفض معدل أعمار لاعبي الهلال بدرجة كبيرة وهو تفكير سليم ولا غبار عليه، ولكن وعند التنفيذ الفعلي حدث خلل كبير ,حيث لم يجد هؤلاء الشباب فرصتهم في المشاركة مكتفين فقط بالمشاركة في التدريبات مع الفريق الأول وحتى هذه حرموا منها ليعودوا أدراجهم إلى الفريق الرديف وبعضهم تمت إعارته مثل لاعب الوسط وصانع الألعاب الماهر أحمد الجعلي والذي انتقل لصفوف النادي الأهلي الخرطومي. محترفون أجانب والمحصلة صفر كبير لجأ المجلس الحالي لخيار المحترفين الأجانب ولكنه أغفل النوعية معتمداً على الكمية لذلك كان من الطبيعي أن تكون المحصلة عبارة عن صفر كبير.. تعاقد المجلس في الموسم الماضي مع جوليام وأندرزينهو من البرازيل إضافة لأبوبكر كيبي من بوركينافاسو ولكنهم شطبوا جميعاً بنهاية الموسم التنافسي لضعف المردود ,وفي المقابل تعاقد المجلس مع العاجي موكورو والغانيان صمويل أبيكو وكينيدي إيشيا ليظهر للمجلس الضعف الكبير في أداء قلب الدفاع الغاني أبيكو والذي كان سبباً مباشراً في وداع الفريق المبكر لبطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري بدليل إحرازه هدفاً في مرمى الفريق في مباراة الجولة الأولى للدور الأول من البطولة والتي جمعته بالأهلي طرابلس الليبي على ملعب الشاذلي بن زويتن بالعاصمة التونسية تونس، وكذلك تسببه في الهدف الذي أحرزه الفريق الليبي في مباراة الإياب بالقلعة الزرقاء لضعف تمركزه مما أتاح الفرصة لمهاجم الأهلي طرابلس الغنودي الاستلام والتهديف دون تغطية ,الأمر الذي جعل مجلس الإدارة ينهي إعارته ويعيده من حيث أتى ,ومعه الثنائي ,مواطنه نيلسون لازجيلا والذي انتقل إلى الهلال من الأهلي الخرطوم خلال فترة التعاقدات الصيفية في العام 2014م ، لتميزه مع فريقه السابق، وإجادته اللعب في صناعة اللعب وبدأ اللاعب بداية قوية مع الهلال واصبح أساسياً منذ أول مباراة لكن فجأة بدأت مشاكله مع الهلال خلال معسكر الفريق بمدينة الفجيرة في ديسمبر 2014، وذلك بسبب مطالبته المتواصلة بزيادة مخصصاته المالية وعدم اهتمامه بالتدريبات ليزداد وزنه بصورة ملحوظة ويفقد مكانه في التشكيل الأساسي. أما اللاعب الثالث الذي استغنى الهلال عن خدماته بعد الخروج الأفريقي فهو الظهير الأيمن السنغالي سليمانو سيسيه، المدافع المغمور الذي تعاقد معه الهلال في فترة التسجيلات الرئيسة للعام 2014 لمدة تلاث سنوات، ولكن مستواه لم يتطور وجلس هذا الموسم على دكة البدلاء منذ بداية الموسم الحالي ولعب مباريات عديدة ولم يكن مقنعاً على المستوى المحلي والأفريقي مؤخراً، بل لم يكن مقنعاً للمدير الفني البلجيكي أوسيمس والذي قال فيه رأياً فنياً، بأنه محترف ولكنه لا يترك أثراً ولا بصمة في الفريق. قرار الاستغناء عن هذا الثلاثي قرار سليم فقد انتفت الحاجة لوجود هؤلاء اللاعبين وهم يصرفون بالدولار في ظل أوضاع اقتصادية بالغة التعقيد ونتوقع أن يتم الاستغناء عن الثنائي الغاني كينيدي إيشيا والعاجي موكورو عقب انتهاء الموسم التنافسي الحالي . لا لإهدار المال في محترفين لا يستحقون أثبتت التجربة وبالدليل القاطع أن نوعية المحترفين الذين تتعاقد معهم أنديتنا بلا استثناء وليس نادي الهلال وحسب هم عبارة عن إهدار للمال لأنهم لا يصنعون الفارق ومعظمهم فشلوا حتى في اقتحام التشكيل الأساسي لأنديتهم. على أنديتنا وخاصةً نادي الهلال الذي خرج من حلبة التنافس الإفريقي لهذا الموسم النظر في آفاق للحلول من مشكلة تورطه في لاعبين محترفين لا يقدمون الفائدة المرجوة والعمل منذ اليوم على رصد محترفين على أعلى مستوى يمتلكون المهارة والقوة والخبرة حتى يستفيد منهم لاعبي الفريق الشباب ويسيروا على نهجهم , فلاعبان فقط يمتلكان المهارة والخبرة أفضل من ستة محترفين لا يصنعون الفارق ولا يستفيد منهم الجيل القادم من لاعبينا الوطنيين ,فالنوعية أجدى من الكمية ونقول إن وجود المحترف الأجنبي مهم ,وأنديتنا بحاجة لهؤلاء المحترفين للارتقاء بمستوى الكرة السودانية، وربما تكون نوعية اللاعبين الموجودين حالياً في ملاعبنا ليست بالجودة المطلوبة، وعلينا إحسان اختيار النوعية المطلوبة والتي بإمكانها إحداث الفارق آنياً ومستقبلياً بحيث يستفيد من تواجدها في دورينا كل لاعبي الأندية السودانية فترتفع المستويات. الهلال يحتاج للجنة فنية على مجلس إدارة نادي الهلال الإسراع في تكوين لجنة فنية من أبناء الهلال من المدربين وما أكثرهم, فلن يرفض أحدهم تلبية نداء الهلال وذلك بغرض اخضاع تجربة اللاعبين المحترفين الأجانب في نادي الهلال للدراسة والتحليل حتى يقف مجلس الإدارة على السلبيات والإيجابيات والاستفادة منها عند اختيار مجموعة أخرى من اللاعبين المحترفين,على أن يكون للجنة الفنية كلمتها المسموعة في عملية اختيار المحترفين الأجانب الذين يدخلون إلى الكشوفات الزرقاء. كما أنه يتحتم على هذه اللجنة الفنية مراقبة أداء الجهاز الفني ومده بالنصح والمشورة حتى يستقيم أداء الفريق، لأن الفريق في مرحلة بناء والبناء عملية صعبة وتحتاج إلى صبر.