تساؤل دائم يراود عشاق الموج الأزرق ومنذ فترة ليست بالقصيرة ويتكرر ذات السؤال وفي كثير من المناسبات، ماذا أصاب خط الهجوم الهلالي وأصبح بلا أنياب وغير قادر على القتال بعد أن كان العلامة الأبرز والسمة الأساسية التي ميزته وجعلته يدك حصون الفرق العتية في أفريقيا بأهليها وترجيها ومازيمبيها وخلافها من الأندية المن العيار الثقيل؟ وفي الذاكرة تلك الأيام الرائعة والجميلة برفقة الثنائي النيجيري المرعب قودوين وزميله كلتشي أوسونوا، فمن في قارة أفريقيا لم يعرف هذه الثنائية الخطيرة ؟ وبفضلها كان اسم الهلال على كل لسان وجعل كل الأضواء تسلط عليه، ومنذ ذلك الوقت ظلت خانة الهجوم تزخر بوجود أسماء معروفة على مستوى ساحة التنافس الإفريقي، فجاء بعد ذلك الكونغولي امبيلي امتداداً لذلك الجيل ثم الزيمبابوى إدوارد سادومبا الأنشودة العذبة في أفواه الجماهير حينما فرض الهيبة على الخط الأمامي، وأضاف إليه طعماً ولوناً ونكهة مختلفة، فلذلك لأنه جمع بين قوة قودوين ومهارة كلتشي وسرعة امبيلي فكان من الطبيعي أن يحتل هذه المكانة الرفيعة ويتربع على عرش القلوب دونما استئذان فساهم بشكل ملحوظ في أن تتناسى الجماهير مرارة الاستغناء عن القاطرة النيجيرية قودوين ومن ثم رفيق دربه كلتشي الذي ذهب إلى الند التقليدي المريخ بصفقة كبيرة تكفل بها آن ذاك رئيس نادي المريخ جمال الوالي، وبالاستغناء عن نجم ديناموز هراري السابق المدرعة الزيمابوية إدوارد سادومبا عاد الهلال إلى المربع الأول، وإلى هذا اليوم استمرت رحلة البحث الطويلة الأمد عمن يسد هذه الفجوة الظاهرة التي جعلت ظهر الهلال مكشوفاً لكل الفرق وجميعها تستأسد عليه بعد أن كانت ترتعب بمجرد ذكر الاسم فقط، أما الآن فما عاد هناك من يخشى الهلال نسبة لكل ماتم التعرض إليه . غياب اللقب عن الديار غاب لقب هداف الدوري الممتاز عن القلعة الزرقاء لأكثر من خمس سنوات فكان تتويج اللاعب مدثر كاريكا به في العام 2010 كأخر لقب يدخل إلى الديار الهلالية. وقد تصدر حينها قائمة الهدافين بثلاثة عشر هدفاً وجاء خلفه مهند الطاهر بأثني عشر هدفاً ومنذ ذلك الوقت ظل الهجوم في تراجع مستمر، ففي العام 2011 ناله مهاجم المريخ الزامبي جوناس ساكواها بتسعة عشر هدفاً ،2012 كلتشي أوسونوا بثمانية عشر هدفاً ورغم مشاركة سادومبا وترقيه إلى القائمة إلا أنه لم ينل اللقب بشكل صريح، ففى هذا العام وحتى الأسبوع الحادي عشر من مسابقة دوري سوداني الممتاز يتصدر ترتيب الهدافين المهندس محمد أحمد بشه لاعب وسط الهلال بثمانية أهداف متفوقاً على المالي محمد تراوري بهدفين، وهل يساهم بشه في عودته مرة أخرى أم يواصل تراوري زحفه نحو رأس القائمة إذا ما قرر العودة والمشاركة مع فريقه لإكمال هذه الدورة؟، وهو من العناصر ذات الثقل الفني الكبير في فرقة المريخ . الشعلة وولاء الدين وحيرة الأنصار ضم مجلس الإدارة الهلالي الثنائي الوطني الشاب ولاء الدين موسى يعقوب ومن قبله وليد الشعلة بعد تقديمهما لمستويات رائعة ومبهرة رفقة فريقيهما الأهلي مدني الذي قدم منه ولاء, بينما الشعلة من الأهلي الخرطوم فعلقت الجماهير عليهما آمالاً عريضة في قيادة الهجوم الهلالي خاصة في دور الأبطال الذي ودعه الفريق من الدور الثاني، وفشل في الوصول إلى مرحلة المجموعات ليفسح الطريق إلى منافسه الأهلي الليبي الذي أظهر التفوق عليه ذهاباً وإياباً ليجلس على الرصيف متفرجاً هذا العام في انتظار أن ينصلح الحال لا سيما بعد القرارات الأخيرة من الإدارة الهلالية واستغنائها عن أربعة محترفين دفعة واحدة كرد فعل غير مبرر لهذا الخروج المرير، فالشعلة لازال يبحث عن نفسه، وكذلك ولاء الدين وربما يكون ذلك للجرعات الإعلامية الزائدة نحوهما أو عدم تأقلمهما على جو القمة الذي دائماً ما يحاط بالأضواء والهالة الإعلامية الضخمة تجاه النجوم، ففشل الثنائي في إقناع الجماهير الهلالية رغم امتلاكهما للموهبة التي لا يختلف عليها اثنان ومع ذلك غير قادرين على وضع أي بصمة في هذه الخانة وأدائهما في كثير من الأحيان يأتي خجولاً ودون المستوى المطلوب فكان من أبرز الملاحظات أن جميع الأهداف المحرزة سواءً على مستوى بطولة الممتاز أو الأبطال أنها جاءت بأقدام لاعبي الوسط بدليل تصدر بشه لهدافي الممتاز، وتكفل القائد مساوى بتأمين نتيجة الأهلي الخرطومي برأسية تخصصية، فالسؤال أين هجوم الهلال؟ وماذا حدث له؟ وماهو الخلل الذي ساهم في عدم ظهور هؤلاء اللاعبين بالصورة التي ترضي تطلعات وطموحات الملايين من عشاق الهلال وأنصاره على امتداد أرض الوطن وخارجه؟. فهل غياب صانع الألعاب كان هو السبب الرئيس لهذا التراجع المخيف، حتى أضحى الفريق من غير أنياب هجومية؟ أم ماذا ؟ فمازال السؤال مطروح ويحتاج إلى إجابة صريحة، لماذا تم الاستغناء عن أبوبكر كيبي الذي يتألق هذه الأيام بالدوري السعودي؟ ومن قبله جوليام واندرزينهو ومازال التخبط مستمراً.