* يلتقي هلال الملايين اليوم بفهود الشمال في مدينة الحديد والنار ومع نسائم عطبرة الحلوة نتوقع أن يشهد عشاق الساحرة المستديرة لقاءً كروياً رفيع المستوى. * العلاقة بين الهلال وفهود الشمال ظلت مثالاً يحتذى في العلاقات بين الأندية الرياضية ونتمنى أن تسود مثل هذه العلاقة بين جميع أنديتنا فكرة القدم بصفة خاصة والرياضة بصفة عامة هي دعوة للتآخي والتلاقي والتصافي . * يجب ألا يتعدى التنافس الملعب الأخضر ,ويحق لكل طرف أن يعمل بقوة حتى يحقق الفوز وعقب صافرة انتهاء المباراة يهنيء الخاسر الفائز في روح رياضية سامية. * غادر المدرب المصري طارق العشري الديار الزرقاء دون سابق إنذار في تصرف غريب ولا يدل على الاحترافية ولا يمت لها في شيء. * كان على العشري أن يغادر بصورة محترمة وأن يحترم مهنته أولاً لأن مثل هذه التصرفات تسيء لمهنته أولاً قبل أن تسيء له شخصياً. * من العيب أن تهرب من جنودك وأمامهم معركتين مهمتين وكان عليه أن ينتظر حتى العودة من عطبرة وبعدها يطلب المغادرة. * عموماً ما حدث قد حدث ,والهلال فريق كبير ولن يتوقف عند محطة العشري وابنه مبارك سليمان إضافةً لمدرب الأحمال فتحي بشير (قبيلة) قادران على تحمل المسئولية والعبور بسفينة الهلال إلى بر الأمان. * لفت نظري ما كتبه الدكتور عبدالحليم مدرب الأحمال المصري الذي غادر مع العشري في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) والذي طالب فيه بعدم تقسيم لاعبي الهلال إلى كبار وصغار. * هذه نصيحة غالية وقيمة ومفيدة فكل لاعبي الهلال جنود في حضرته والصغار يحتاجون لخبرات الكبار التراكمية ,وينبغي أن يتحرك الجميع كوحدة واحدة تسعى نحو تحقيق هدف مشترك. * والتقسيم يضر الكيانات جميعها وليس فقط اللاعبين, فتقسيم الجماهير والإعلام أيضاً يقود إلى الضعف والإنكسار. * لقد فتحنا أعيننا على الدنيا لنجد راية الهلال وهي ترفرف عاليةً خفاقة في سماء الكرة السودانية والأفريقية والعربية . * لم تسقط راية الهلال قط، بل ظلت دوماً في القمة توسدها الجماهير المليونية المحبة أضلعها وتضعها على حدقات ورموش أعينها . * لم تكن رحلة ما يزيد عن الثمانية عقود من عمر الزمان سهلةً ميسورةً ولكن جيل الأجداد والآباء تحمل المشاق وسكب العرق مدراراً حتى تصل إلينا الراية وهي على قمتها تأبى أن تسقط. * ومثله والألعاب الأولمبية التي ظلت باقية منذ العهد القديم إلى يومنا هذا فسوف تظل راية الهلال عالية خفاقة وتبقى ما بقي الزمن. * ذلك لأن الهلال كيان كبير يرتكز على قيم رفيعة وسامية مثلما ترتكز الألعاب الأولمبية على مجموعة من القيم الرفيعة . * وكلما حافظنا على قيمنا وموروثاتنا نستمد إكسير البقاء على القمة وهذا ما ينبغي أن يدركه الجميع . * غني عن القول إن الهلال يحتاج لجهود جميع أبنائه وأن أبواب العطاء في الهلال مفتوحة للجميع والكل أهلة خلص ولا يملك أحد صكوك الغفران ليوزعها ذلك هلالي كامل الدسم وذاك هلاليته (قشرة). * وقديماً قيل : تأبى الرياح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت آحادا. * الهلال قادر على السير قدماً في طريق البطولات ,وعلى مجلس الإدارة العمل منذ اليوم على تجميع الصفوف استعداداً لانطلاقة جديدة للمارد الأزرق. * الهلال عالم جميل.