* ندرك تماماً صعوبة مهمة مريخ السودان مساء اليوم عندما يواجه فريق وفاق سطيف الجزائري في إياب دور ال 16 من مسابقة دوري الأبطال الأغلى والأجمل والأفضل على مستوى القارة السمراء، بعد النتيجة المتواضعة التي آلت إليها مباراة الذهاب بأمدرمان بعد أن ارتضى الأحمر التعادل بهدفين لكل بعد أن كان الفريق متأخراً في المباراة مرتين بفضل القائد راجي عبدالعاطي، وهي النتيجة التي صعَّبت وستصعِّب من مهمته في جولة سطيف عشية اليوم في ملعب «8 مايو» العريق . * ولكن بمعطيات كرة القدم «المجنونة» يبقى كل شئ وارداً اليوم، وتظل كل الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها، بالرغم من الظروف الحرجة التي مرّ بها الفريق والمشاكل المالية العديدة التي جابهت لجنة التسيير والضغوط الإعلامية العنيفة من معظم الإعلام الأحمر«الموالي للرئيس طوالي» في ظاهرة غريبة وعجيبة لا ندرك كنهها ومراميها بعد، وكذلك عدم تمكن اللجنة القابضة على الجمر من الإيفاء بكل المستحقات المالية للاعبين والجهاز الفني ، والتصريحات المتبادلة بين الجانبين، وكل يؤكد عدم صحة حديث الآخر فيما يلى الجانب المالي، قبل تنقل البعثة لأرض المليون شهيد، ومن ثم سفر بعثة الفريق في رحلة طيران مرهقة امتدت لأكثر 18 ساعة وبينها إنتظار طويل في المطارات «من هو العبقري الذي حجز لبعثة الفريق عبر الدوحة»، وبالتالي عجز الفريق عن أداء مران ليلة وصوله، بسبب عدم توفر ملعب للتدريبات وهي المهمة الأولى التي فشل فيها موفد النادي محي الدين عبد التام نائب الأمين العام للجنة التسيير بعامل قلة خبرته، وهذا الأمر أثار حفيظة وامتعاض المدير الفني البلجيكي لوك إيمال . * ولكن بالرغم من كل هذه المعطيات السلبية وسوء تحضيرات المريخ لهذه المواجهة المصيرية، يبقى رهاننا دوماً على كبير الأندية السودانية اسماً وفعلاً ومكانة وسمواً ورفعة في أن يعود من بعيد اليوم ويحقق المحال ويخطف ورقة العبور والترشح من فك الأسد الجزائري الكبير والعنيد وفاق سطيف وسط جماهيره وأنصاره المعروفة بشراستها وقوتها، والتي لا تقبل الهزيمة على الإطلاق في ملعبها . * نتمسك ببصيص من أمل والذي يبقى دوماً حاضراً عندما يتعلق الأمر بالفريق الأحمر في هكذا مهام صعبة تبدو أقرب للمستحيل وقد فعلها في عديد المناسبات لا تكفي المساحة هنا لسردها، ولكننا دوماً نستلهم العبر والدروس من تاريخ المريخ الباهي ، فروح الفانلة الحمراء إن كانت حاضرة فيبقى رهاننا في محله وبتقدير المسؤولية واحترام الخصم وسكب العرق والدم إن تطلب الأمر، يمكن أن نرى الفرقة الحمراء في دوري المجموعتين لدوري أبطال أفريقيا للمرة الثانية على التوالي . * ولكن إن حدث عكس ما نشتهي ونحب، وخرج الفريق من المسابقة بأي نتيجة، يبقى هذا أمر طبيعي جداً، ولا يجب أن تسكب له المناحات وتفتح له «بيوت بكا» على غرار الإخوة هناك بالعرضة شمال، فالفريق الأحمر سيبقى داخل «المعمعة » الأفريقية، متدحرجاً للمسابقة الكونفدرالية «يعني لسه جوه» . * وكذلك يجب التماسك والهدوء أن خرج الفريق «لا قدر الله» فهذه كرة القدم، فالفريق ينتظره استحقاق آخر، لا يقل أهمية وهي البطولة الكونفدرالية وهي منافسة تعج بالعديد من الأندية الأفريقية القوية جداً، فهذه البطولة لم تعد سهلة كما يتوهم الواهمون، ففي آخر نسختين منها شهدت وجود عدداً من الأندية صاحبة التاريخ والبطولات كالأهلي والزمالك والترجي التونسي وغيرها من الاندية العريقة، وينتظر أن يشهد مقر الاتحاد الأفريقي بالقاهرة بعد غدٍ الخميس مراسم قرعة دور الترضية أو ما يعرف بدور ال 16 مكرر. * آخر الأنباء الواردة من أرض المليون شهيد تؤكد أن المريخ قد أكمل كافة تحضيراته البدنية والفنية لمواجهة اليوم بالتدريب الختامي والوحيد الذي أجراه بملعب المباراة مساء أمس وهو أمر يبشر بالخير، ونتمنى أن يكون رفاق راجي عبد العاطي في كامل الجاهزية النفسية وهو أمر غاية الأهمية، فالخصم الجزائري سيستخدم كافة أنواع الأسلحة لاستفزاز لاعبي الفريق الأحمر ليخرجوهم من أجواء اللقاء، وهو شئ متوقع الحدوث بنسبة كبيرة فيجب التفطن لهذه الجزئية جيداً، وعدم الانسياق لكل ما من شأنه توتير أجواء المباراة والتي هي قابلة للانفجار في أي وقت من أطوارها. * آخر الأشياء * اللهم انصر المريخ