* الأمور في الهلال أصبحت تسيير نحو الاستقرار والهدوء بعد عودة السيد أشرف سيد أحمد الكاردينال، رئيس النادي، وجلوسه في لقاء مفتوح مع اللاعبين وتأكيده على عدم شطب أي لاعب في الفترة التكميلية وهذا يحسب للكاردينال الذي سارع بنفي نيته في التخلص من اللاعبين الكبار، واعتقد أن هذا الهدوء يرجع في المقام الأول إلى الهدنة التي يعيشها الإعلام الهلال وأتمنى أن تكون دائمة وليس مؤقتة، ومطلوب من الكاردينال أن يجتمع بالجماهير في لقاء مفتوح ويستمع إليهم ويطيب خاطرهم وهذا أفضل بكثير من مخاطبة الجماهير عبر الوسائط الإعلامية. * على مجلس إدارة الهلال قبل الإعلام أن يستفيد من الظروف الحالية التي وفرها لها المريخ بخسارته من هلال الأبيض مع خروجه من دوري أبطال أفريقيا، وقبل مطالبة الكاردينال للجماهير بالتشجيع وعدم التدخل في الأمور الإدارية عليه أن يطالب آلته الإعلامية بالكف عن الأساءة للجماهير من باب الدفاع عنه حتى يعود الاستقرار بشكل كامل ومعه يبدأ الانطلاق الحقيقي. * ما كان يفقده الهلال في السنوات الأخيرة هو وجود مدرب كبير في قامته وهامته واسمه وبعد أن تعاقد النادي مع الروماني بلاتشي صاحب الخبرة والتجربة الكبيرة اعتقد أن المجلس قد نجح في هذا الجانب ونحمد للكاردينال أيضاً احترامه لرؤية المدرب الذي طالب أن يكون هو المسؤول الأول والأخير عن الشطب والتسجيلات والتعاقد مع اللاعبين الأجانب في التسجيلات مما يجعلنا نطمئن على نجاح ملف التسجيلات ونهاية عهد السماسرة الذين ورطوا الكاردينال في صفقات خاسرة. * ونحمد للكاردينال امتثاله للرأي الفني وتراجعه عن فكرة هلال بلا أجانب، لأن ذلك لن يحدث لا اليوم ولا بكره ولا بعده، بعد أن ظل المحترفون الأجانب يمثلون رأس الرمح في تتويج الأندية بالألقاب ومع أن الكاردينال يريد البطولة الأفريقية لا بد أن من التعاقد مع محترفين لهم قيمته الفنية ويحدوث الفارق ويترك هذا الأمر لبلاتشي الذي لا يمكن أن نتهمه بالسمسرة، لأن عينه مليان وصاحب ثروة كبيرة في رومانيا، ولن يصل إلى مرحلة أخذ نصيبه من صفقات الأجانب. * ما يحتاجه الفريق في التسجيلات التكميلية لا يحتاج إلى ورشة خبراء أو منظار، بل هو معلوم للقاصي والداني، حيث يحتاج الهلال لقلب دفاع على أعلى مستوى قادر على بناء الهجمة والتمرير السليم، مع كامل احترامنا لمدافعي الهلال والى طرف أيمن وإلى مهاجم هداف، وبما أن بلاتشي طالب بثلاثة مهاجمين أجانب لابد أن تكون التسجيلات المحلية بنظرة ثاقبة وبعيدة عن المجاملة العاطفة وحسب الحاجة. * لا يعاني الهلال من أي مشاكل مالية في الوقت الراهن ولكنه يعاني كثيراً من عبث البعض بمكتسباته وموروثاته، وازدواجية المعيار وتداخل الاختصاص وتغليب المصلحة الخاصة على العامة، ورمادية القرار والاهتمام بالقضايا الانصرافية أكثر من الجوهرية، فإذا قضى الكاردينال على هذا السلبيات سينجح في صناعة الهلال الذي يحلم به، ولكنه إذا واصل التجاهل لن يحصد غير الندم على ما صرفه من مال. * ترك الأمور الفنية للروماني بلاتشي وإبعاد بعض الذين يجيدون التشويش على اللاعبين سيكون له الأثر الكبير في نتائج الفريق في النصف الثاني من الموسم ومع عودة المهندس عاطف النور لدائرة الكرة فإن الأمور ستكون على ما يرام والعشم كبير في اتفاق الجماهير وترك التحزب والعودة للمدرجات ومساندة الفريق حتى يتوج بكل الألقاب المطروحة على المستوى المحلي، ويعود أكثر قوة في الموسم المقبل على المستوى الأفريقي، لأن عافية الكرة السودانية في عافية الهلال. * الاستقرار الذي يعشيه الهلال في هذه الأيام يحتاج لقرارات قوية من مجلس الإدارة تجعل الرجل المناسب في المكان المناسب مع القضاء على كل الظواهر التي تقود إلى الوراء وقبل ذلك على الكاردينال أن يسعى إلى لم شمل مجلسه من جديد، وطي صفحة الماضي بكل مافيه وفتح صفحة جديدة عنوانها صفاء النية والمحبة والأخاء من أجل مصلحة الهلال. وفي الختام يبقى الهلال هو الرقم الصحيح في الكرة السودانية وما دونه صفر على الشمال.