* لا يختلف اثنان على أن المهندس عبدالقادر الزبير همد فاز برئاسة اتحاد الخرطوم عبر صناديق الاختراق وتفوق على منافسه حسن عبد السلام، وبعيداً عن الطريقة التي فاز بها همد، فإن حيادية كرة القدم في عهد رئيس اتحاد الخرطوم الجديد أمام تهديد كبير، لأن الرجل مريخي صارخ يصل إلى مرحلة التطرف في التشجيع واعتقد أن الجمعية العمومية لاتحاد الخرطوم لم تختار الرجل المناسب، وبما أن الديموقراطية هي من أتت به فعلينا احترام صوت الأغلبية ولكن في نفس الوقت علينا أن نخاف من قرارات همد المريخي المتطرف. * احتفال المريخاب بفوز همد برئاسة الاتحاد على حسن عبد السلام المريخ الآخر له ما يبرره، فأهل المريخ الذين هاجوا وماجوا وهاجموا اتحاد الخرطوم في عهد حسن عبدالسلام وكان همد هو قائدهم يرون أن الفريق سيضمن جانب الحكام في المباريات، ويكون المستفيد الأول من أخطاء الحكام، وليس هناك سبباً آخر يجعل أهل المريخ يحتفلون بفوز همد في انتخابات الخرطوم، لأن منافسه مريخابي وليس هلالابي وإذا عرف السبب بطل العجب. * همد الذي ظل يلعب دور الظل في مجالس السيد جمال الوالي، لم نشهد له بأي عمل ملموس غير التصريحات المشاترة التي يهاجم فيها الهلال ويتوعد عبرها الحكام ويطالب فيها جماهير المريخ بالخروج عن السلوك الرياضي من أجل المحافظة على مكتسبات النادي، ورجل بهذا المواصفات لن يتغيَّر على الإطلاق، بل سيخِّسر سلطاته من أجل مساعدة المريخ وظلم الأندية الأخرى بما فيها الهلال الذي صوت له في الانتخابات. * ساذج من يعتقد أن المهندس عبدالقادر همد سيتغيَّر بعد أن أصبح رجلاً قومياً ورئيساً لأكبر اتحاد ولائي في السودان لأن الطبع يقلب على التطبع ولا نستبعد أن يقوم همد بتعيين حكام الخرطوم الذين يديرون مباريات المريخ، خاصة إذا عاد السيد جمال الوالي مرة أخرى لرئاسة النادي بعد الاستقالة الجماعية للجنة التسيير وربما يشارك همد في المسيرة المريخية اليوم من أجل عودة جمال الوالي مرة أخرى للبيت الأحمر. * ليس لدينا عداء مع عبدالقادر همد وليس هناك سابق معرفة، ولكن تصريحات الرجل تجعلنا أكثر دراية به وإذا كان همد قد سبق له رفع العصا في وجه الحكام عندما كان مساعداً للسيد جمال الوالي، فان قرائن الأحوال تؤكد أن همد سيقوم بما هو أكبر من ذلك من أجل مساعدة المريخ، بعد أن أصبح الناهي والآمر وصاحب القرار. * تبقى الديموقراطية عرجاء دائماً وهي تأتي برجل ليس له عمل ملموس في تاريخ الكرة السودانية، عبر ظهوره المتكرر في مجالس المريخ خاصة التي يترأسها جمال الوالي وبالتالي فإن حكاية قيادته للتطوير الرياضة في الخرطوم لن تختلف كثيراً عن قيادته لمشروع تجميل العاصمة القومية، وعلى أندية الخرطوم أن لا تنتظر من همد شيئاً لأنه جاء من أجل خدمة المريخ فقط. * الثابت أن حكام الخرطوم سيكونون في قبضة عبدالقادر همد، وبالتالي فإن إدارة مباريات المريخ ستكون محصورة على الحكام أصحاب الميول الحمراء، وستغيب نغمة التحكيم فاشل عن مباريات المريخ الذي سيدخل الملعب فائزاً بهدف على منافسيه وفي جيبه ركلة جزاء تحوطاً لأي طارئي وكل من يخالف أوامر همد المتعصب سيكون مصيره التهميش والإبعاد ومن ثم الشطب من قائمة الحكام. * كل الذين يعملون في الاتحادات الرياضية ميولهم معروفة، ومعظهم جاء من الهلال والمريخ والموردة زمان، ولكن عبدالقادر همد حالة شاذة جداً لأنه مشجع مريخي متعصب، وأكثر من يهاجم الحكام ويعمل على تسمم الأجواء ولم تخرج تصريحاته السابقة من مهاجمة الحكام والتلويح بورقة الجماهير والإنفلات ولن نتوقع منه أكثر من ذلك هو يتقلد مقاليد الأمور في اتحاد الخرطوم، بل علينا أن نتوقع الأسوأ مع همد. * الفكرة ليس في فوز عبدالقادر همد وسقوط حسن عبدالسلام، إنما في تركيبته الشخصية التي تقود الاتحاد ومدى قدرتها على إحداث التغيير والتطوير بما يتناسب مع حجم الأحلام والتطلعات فهل يمتلك عبدالقادر همد القدرة على تحقيق 30% من أشواق أندية الخرطوم.. أشك في ذلك.. ولكن في الأحوال علينا أن نتفاءل وننتظر النسخة القومية من همد المريخابي.. والسلام.