* منذ أن فجر الهلال قضيته في الموسم السابق وأعلن انسحابه من المنافسة، ونسف على ضوئها الدوري الممتاز في أكبر أزمة شهدتها الرياضة السودانية بعد الرياضة الجماهيرية في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري، والوصول إلى حلول إسعافية بالإبقاء على فرق كانت تستحق الهبوط، وتصعيد أندية لم يكن لها يد في الصراع الدائر وارتفاع عدد الأندية المشاركة في الدوري الممتاز إلى 18 نادٍ، كانت كل المؤشرات تقول إن الموسم الجديد سيشهد فوضى كبيرة وتقاطعات بالجملة في مسألة البرمجة وهو ما شاهدناه بأم أعيننا في المباريات الضاغطة للأندية حتى عجز المتابعون للدوري ورصده عن تغطيته بالصورة المطلوبة للدرجة التي شكا فيها أستاذ متمكن مثل عبده قابل - الذي يعتبر مدرسة متفردة في الرصد - من توهان البرنامج وتداخله بصورة مربكة..!! * كان الاتحاد حينها يبحث عن مخرج لأزمته والتي أجبرت الهلال على اتخاذ قرار الإنسحاب إلى جانب الأمل العطبراوي والميرغني كسلا رد الله غربته، وكان الاتحاد مستعداً لقبول أي حل ينقذ الموسم، ويتوج بطلاً حتى على الطريقة التي توج بها المريخ على استحياء ففقد الدوري ونهايته المذاق الحلو بالمناكفات البريئة "وغلبناكم وغلبتونا" فكانت النسخة الماضية شائهة لأن الاتحاد لم يرع حقها بالشكل المطلوب..!! * وصل الجميع إلى حل وسطي غير مدروس برفع عدد الأندية المشاركة إلى 17 نادٍ في الجمعية العمومية الطارئة التي انعقدت خصيصاً لمناقشة المسألة، ولم يجف حبر القرار حينذاك حتى كانت المفاجأة الكبرى في قبول استئناف الرابطة كوستي ضد لاعب مريخ كوستي ألوك أكيج، والذي أصبح فيما بعد قصة طويلة مازالت مستمرة حتى يومنا هذا بالرغم من انتهاء الدورة الأولى "إلا ربع" ودخول موعد الدورة الثانية "ونص وخمسة"، ولا شيء غير فوضى التنظيم والبرمجة حتى الآن..!! * عدد من قيادات أندية الدوري الممتاز تنبأوا بانهيار الموسم وعلى رأسهم الأستاذ خالد هارون رئيس نادي الأهلي الخرطوم الذي قال: "... أتوقع انهياراً تاماً للموسم القادم الذي سيكون اسوأ موسم يمر على الكرة السودانية بعد الرياضة الجماهيرية"، ولم يقل هارون هذا الحديث للتشويق ولكن بناء على خبرته العميقة ومعرفته بأسرار البرمجة والموسم في السودان، في مقابل هذا العدد الكبير من الأندية، ولعله توقع أن تنهار الأندية من الضغط المتواصل والعنيف قبل أن ينهار الموسم نفسه بفضل هذه التخبطات..!! * كان الاتحاد أنانياً وهو يقبل ب"الحل المشكلة"، وكنا نقول إن الاتحاد استعوض مشكلته القديمة بانسحاب الهلال وأندية أخرى بمشكلة جديدة أقسى وأمر وهي التي نراها ماثلة الآن، والوقت المهدر في ملاحقة الاتحاد للجمعية العمومية قبل استصدار القانون الجديد وإجازته من البرلمان، والاحتماء بالفيفا من فرية التدخلات الحكومية في العمل الرياضي، وقدسية القرار الفني المفترى عليه، ليؤكد ذلك أن الفاشلين الذين "يغلبهم برمجة الدوري" أو استحداث مجرد نظام جديد للمنافسة بما يتواءم مع العدد الكبير للأندية يحلمون بقيادة الكرة السودانية مجدداً بعد ان قتلوا روحها، ولعلهم الآن في مرحلة التشريح لمعرفة أسباب الوفاة..!! * تشير الأخبار إلى اتجاه جديد لتأجيل آخر لانطلاق المنافسات في الدورة الثانية لما بعد عطلة عيد الفطر بسبب "الشفقة على المناصب" ومحاولة إقامة الجمعية العمومية قبل أوانها المضروب مسبقاً، لتلافي القانون الجديد الذي سيكون قاصمة الظهر لعصبة الأباطرة الحاليين في الاتحاد، الاتحاد الأناني يفكر في نفسه، ولا يتحمل شيئاً من أعباء الأندية التي تصرف على اللاعبين وتجمعهم وتدريباتهم في انتظار إعلان بداية الانطلاق لاستكمال ما تبقى من الدورة الأولى وبداية الدورة الثانية، الأندية التي تعاني الأمرين في الصرف العادي يتكفل الاتحاد الهمام بزيادة الأعباء، ليتركها تدفع ثمن أخطائه وخرمجته في برنامج المنافسة، ولا أحد يحرك ساكناً للحل..!! * نتمنى أن نسمع حلولاً من الأندية الرياضية حول هذا التزاحم والضغط العنيف، والوصول إلى برمجة مقنعة ومرضية، ومدارسة أمر وجود 18 نادياً في الممتاز بلا برمجة مقنعة ولا منطقية تقود الموسم إلى نهاياته بسلام..!! * ولا نملك في هذي الأرض إلا التمني..!! * أقم صلاتك تستقم حياتك..!! * صلّ قبل أن يصلى عليك..!! * ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!