{ سعدت القواعد الهلالية بمختلف اتجاهاتها بعودة النجم الفنان هيثم مصطفي كرار لقيادة المنتخب الوطني الذي يمثل السودان في نهائيات الامم الافريقية وكانت سعادة الهلالي المعتق الخال على الفكي المؤرخ الهلالي المرتب والدقيق والذي اعد عدته لاصدار كتابه الذي يحمل عنوان «برنس الكرة السودانية .. الوفاء .. العطاء .. التألق والابداع في 16 عام» وبهذه المناسبة نفرد المساحة التالية لمقدمة هذا الكتاب لدكتور الهلال الأديب حسن علي عيسى والتي جاءت بعنوان «هيثم قيثارة الطرب الاصيل».. {كلفني وشرفني اخي وصديقي الهلالي القح والمؤرخ الدقيق لمسيرة الهلال الاستاذ على الفكي بكتابة مقدمة لكتابه الذي يسعى من خلاله لسبر اغوار اسطورة الكرة السودانية الكابتن هيثم مصطفي .. تهيبت الموقف لان الكتابة عن هيثم تعني الكتابة عن محيط وافر يضج بكنوز لا تحصى ولا تعد وان ظن المرء انه قد ألم ببعضها فهو بالتأكيد قد غاب عنه كثيرها ، ومتى كانت المحيطات كتاباً مفتوحاً للجميع؟ {ارتبط اسم هيثم بالهلال ارتباط «برج ايفل» بباريس وارتباط متحف «اللوفر» بفرنسا .. فأنت عندما تذكر «بق بن» ترد الى خاطرك لندن ، وعندما يرد اسم «البندقية» او «فينس» يهفو خيالك الى ايطاليا .. فهيثم والهلال وجهان لابداع واحد وتوأمان سياميان .. انتقل الاول الي الثاني من الامير البحراوي مشروعاً لمبدع كبير فوجد في حضنه الرعاية والدعم والتأييد والتدريب والجمهور الفريد فتمدد على جدرانه كالبنايات المرتقية الى اعلى بحثاً عن ضوء الشمس .. وطبيعي جداً ان يتطور المبدع في حضن قلعة الابداع .. فالهلال هو الذي يعطي الاشياء بريقها والازهار رحيقها والمواهب القها وتوهجها هو كاللوحة الخلفية التي تضفي الجمال كل الجمال على ما بداخلها من اشكال ورسومات .. واصبح ما يربط هيثم بالهلال هو ما يربط «موناليزا» ليوناردو دافنشي بمتحف «اللوفر» ، فاللوحة الخالدة تلك لا يكتمل جمالها الا بوجودها في المتحف الذائع الصيت حيث انك ترى عينيها الرائعتين في عينيك من اية زاوية نظرت اليها داخل ذلك المتحف الأنيق .. وقد اجمع اهل الشأن الفني والكروي بأن هيثم من اعظم صناع اللعب الذين انجبتهم حواء السودان الكروية ان لم يكن اعظمهم على الاطلاق .. وقد ظل احد اصدقائي المسكونين بحب هيثم يصف تمريراته بانها «الباصات المليئة بالاصابات والخالية من الاصابة». وكان يفسر عباراته الغريبة بان الاصابات يقصد بها احراز الاهداف فهيثم اشتهر بالتمريرات التي تضع المهاجمين في حالات انفراد تام بمرمي الخصوم ، ويدين اكثر من مهاجم محلي واجنبي في حصولهم على القاب الهدافين محلياً ودولياً يدينون لهيثم بهذه الألقاب ، اما الخلو من الاصابة فيعني سهولة ويسر التعامل مع المدافعين اذ أن هيثم يضع التمريرة في مكان يجعل مدافعي الفريق المنافس لا حول لهم ولا قوة وبالتالي يحمي مهاجمي الهلال من العنف المفرط الذي دائماً ما يمارسه المدافعون معهم. وهيثم الانسان رجل شفيف ورقيق وخجول ومؤدب وهو الهين الذي تستخفه بسمة الطفل والقوي الذي يصارع الاجيال .. لا يرفع صوته الا اذا استفز ويمشي علي الارض هونا رغم شهرته التي سارت بها الركبان وموهبته التي لا يتناطح عليها عنزان وهو العابد القانت الصائم القائم الذي لا يفارق مسيد سيدي العارف بالله الشيخ محمد الخير ابراهيم يربط الصلاة بالأخرى ويقيم الليل انتظارا لصلاة الفجر وهو يربط بين العبادات كما ظل يربط دفاع الهلال بهجومه ، ويربط ماضي الهلال بحاضره الزاهر ومستقبله الوضئ .. وأختم القول بأن هيثم بما يقدمه من ابداع وبما ينثره من درر يدخل في باب الذين خصهم الله بقضاء حوائج الناس وما اعظمها من حوائج الحاجة الى اتكاءة من رهق الحياة وضغوطها وما أعظمها من اتكاءة تلك التي ظل هيثم يوفرها عبر تمريراته وابداعاته التي تفضي في النهاية الى انتصارات محلية واقليمية ودولية وبذلك يكون امير الكرة السودانية وقيثارتها ومعشوق جماهيرها من الذين يألفون ويؤلفون .. متعك الله بالصحة والعافية وادام الله على السودان واهله انتصارات هلال العظمة الكبرياء. د. حسن على عيسى نائب رئيس نادي الهلال سابقاً تعليق: { انا لست في قامة الأديب الجميل الدكتور حسن على عيسى حتى اعلق على ما يكتبه وما يخطه يراعه الذي يتدفق عطراً ويفوح كالصندل ولكنني احب ان اضيف ان كتاب المؤرخ على الفكي عن النجم الاسطورة والامبراطور يحتوي على 054 صفحة بالألوان و450 صورة كل صورة لها حدثها وحديثها ويتحدث عن انجازات البرنس بالتفصيل الدقيق فالنجم لعب 781 مباراة مع الهلال والمنتخبات الاربعة واحرز 144 هدفا رغم انه لاعب وسط مهمته صناعة الاهداف .. والكثير المثير الذي يوثق لمسيرة افضل لاعب انجبته حواء الكرة السودانية.