فقدت الساحة السودانية اثنين من ابرز الفنانين السودانيين في عام 2011م وهما زيدان إبراهيم والأمين عبد الغفار الذين أثروا الساحة الفنية السودانية بالعديد من الروائع التي ستظل خالدة في وجدان المستمع السوداني .. كما فقدت الساحة الثقافية والأدبية العديد من المؤلفين العرب والعالميين أثروا المكتبات بمؤلفاتهم ورحل مثقفون كان لهم حضور كبير في الساحة الثقافية العربية والعالمية نذكر منهم : زيدان إبراهيم ولد زيدان بحي العباسية بأمد رمان في منتصف الأربعينات وبدأ مراحله الدراسية الأولية بمدينة كادقلي حيث كان يعمل بها والده وعاد مره أخري لأم درمان ليواصل بمدرسة بيت الأمانة والمرحلة المتوسطة بمدرسة حي العرب والثانوية بالأهلية أم درمان وفي مرحلة الثانوي أنضم إلي فرقة الموسيقي المدرسية تحت إشراف الأستاذ محمد أحمد المسئول عن النشاط الموسيقي بالمدرسة وبدأت موهبته تتفتح كعازف مزمار مؤدي لأغاني الكاشف ووردي والكابلي .. وتعلم العود تحت إشراف الموسيقي صالح عركي عام 1960م.. وأجيز صوته بالإذاعة السودانية عام 1963م وأول أغنية سجلها هي ( أكثر من حب ) ولدي زيدان أكثر من عشرين البوم غنائي وتعامل مع العديد من الشعراء في كثير من الأغاني الرائعة ونال العديد من الأوسمة والتكريمات رحل زيدان يوم 24 سبتمبر 2011م في قاهرة المعز بعد معاناة مع المرض وترك إرثا فنيا كبيرا تتعاقب عليه الأجيال .. الأمين عبد الغفار فقدت الساحة الفنية أحد أبرز الفنانين السودانيين وهو الأمين عبد الغفار الذي وافته المنية يوم الثامن من نوفمبر 2011م بالأردن التي ذهب إليها مستشفيا وجاءت بداياتها متزامنة من نخبة من الفنانين المبدعين أمثال مصطفي سيد أحمد والخالدي وتاور وبعد أن استقر بأمدرمان التي جاء إليها من مسقط رأسه الجزيرة وبالتحديد قرية تنوب أجيز صوته عام 1978م في الإذاعة السودانية ووجد الأمين الإشادة من الفنان محمد وردي وعلي شمو والكثير من العمالقة وانطلقت مسيرته الناجحة وتعامل مع عدد كبير من الشعراء مختار دفع الله والصادق الياس وعبد الله الكاظم وغيرهم ومن أبرز أغانيه ( ناس معزتنا ) و ( حب الناس يحبوك ) و( سلام يا المنجل المركوز ) وغيرها من الأغاني الجميلة كما اشتهر الأمين عبد الغفار بالصوفية وأداءه الرائع للمدائح النبوية . بابا فزاري ولد عبد الله محمد الفزاري بمنطقة أم دوم في ثلاثينات القرن الماضي درس القرآن في خلوة الشيخ بابكر ثم خلوة أم دوم ثم خلوة أم ضوا بان ثم درس في بخت الرضا والذي ساعدت في تفتح موهبته الموسيقية والفنية ثم في مدرسة النهضة ( وليم نسيم القبطي ) سابقا ثم مدرسة فاروق درس الموسيقى بمعهد فؤاد المعهد العالي للموسيقى العربية حاليا عمل مدرسا بمدرسة آمنة عطية ثم تحولت حياته تماما حينما التحق بالتلفزيون 1964 ليقدم للأطفال من روحه بوعي كامل عصارة فكره في تعليمهم بالكلمة البسيطة وعميقة كتب وألف العديد من الأناشيد والاوبريتات وأغاني الأطفال وكان قد ركز في الفترة الأخيرة على غناء رياض الأطفال مما جعله متميزا ونقش اسمه بحروف من نور في عالم أدب وفن الأطفال له الرحمة والمغفرة ولأهله وأصحابه ومحبيه وأبنائه الصبر الجميل أنيس منصور توفي الكاتب المصري أنيس منصور يوم الجمعة 21 أكتوبر عن عمر يناهز 87 عاما بعد صراع مع مرض التهاب رئوي حاد تم نقله علي إثره للمستشفي وتدهورت حالته وتوفي . وأنيس خريج جامعة القاهرة كلية الآداب قسم الفلسفة ، حصل علي ليسانس آداب عام 1947م وعمل أستاذا في القسم ذاته بجامعة عين شمس ثم تفرغ للكتابة والعمل الصحافي في مؤسسة أخبار اليوم ثم الأهرام وله العديد من الكتب والروايات . الأمير الشاعر محمد عبد الله الفيصل من مواليد مكة 1943م له أربعة دواوين شعرية ( دروب الليالي ، رسائل محبة ، همس القلوب ، الأخير ) وأختتم دواوينه باسم ( آخر المشوار ) وتغني بكلماته العديد من الفنانين السعوديين العرب أبرزهم محمد عبده وكاظم الساهر وغيرهم وهو واحد من رواد الشعر الغنائي السعودي ، توفي يوم 21 أغسطس 2011م . الروائي المصري خيري شلبي نعت وزارة الثقافة المصرية في التاسع من سبتمبر 2011م الروائي المصري خيري شلبي عن عمر يناهز 73 عاما إثر أزمة قلبية حادة بعد استيقاظه وتأهبه لكتابة مقاله بصحيفة ( الأهرام ) . وشغل خيري منصب مقرر لجنة القصة في المجلس الأعلى للثقافة ويعد واحد من أبرز كتاب جيل الستينات ( جيل الوسط ) من القرن الماضي وأغزرهم إنتاجا في مجالات الرواية والقصة والنقد وشؤون الشعر والمسرح وهذا ما أهله عن جدارة لترشيح مؤسسة ( إمباسا دوز ) الكندية التي تعني بالمجالات الثقافية والحضارية للحصول علي جائزة نوبل للآداب عام 2007م عن مجمل أعماله الروائية والقصصية التي ترجمة لعدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية . الروائية المجرية أجاثا كريستوف غيب الموت الكاتبة المجرية المعروفة أجاثا كريستوف في الثلاثين من يوليو 2011م عن عمر يناهز 76عاما والتي كانت تكتب رواياتها باللغة الفرنسية ، ولدت كريستوف عام 1935م في المجر وغادرتها إلي سويسرا عام 1956م بعد قمع النظام الشيوعي .. وقد حصلت عام 1986م علي جائزة أوروبا الأدبية لروايتها الأولي ( المذكرة ) والتي حققت نجاحا كبيرا عقب صدورها وترجمت لأكثر من ثلاثين لغة عالمية وفازت عام 2001م بجائزة ( كوتفريد كلر ) السويسرية . اهتمت أجاثا في بداية مشوارها بكتابة المسرحيات وسرد الأشعار ثم الروايات التي ركزت في مواضيعها علي الحب والسلام والوحدة والحرب وكانت آخر إبداعاتها مجموعة القصص القصيرة عام 2005م بعنوان ( لا شئ يحدث فرقا ) . الروائي الأرجنتيني ارنستو ساباتو ولد ساباتو في 24 يونيو 1911م في مقاطعة بيونس ايرس من أب من أصل إيطالي وأم من أصل إيطالي _ ألباني ومن أبرز مؤلفاته ( النفق ) و ( أبطال من قبور ) و ( ملاك الظلمات ) وحاز عام 1984م علي جائزة ثير فنتيس أعرق الجوائز الأدبية باللغة الأسبانية كما حاز علي شهادة دكتوراه في الفيزياء وفي عام 1945م كرس وقته للآداب والرسم الذي كان شغفه الرئيسي وفي عام 1979م كرمته فرنسا بوسام الشرف وقد حصل كتابه ( ملاك الظلمات ) علي جائزة أفضل رواية أجنبية في فرنسا . وتوفي الكاتب مطلع مايو 2011م في منزله عن عمر يناهز 99 عاما . الروائية الفرنسية أندريه شديد توفيت الروائية والشاعرة الفرنسية من أصل لبناني أندريه في الثامن من فبراير 2011م عن عمر يناهز 90عاما . ووضعت شديد خلال مسيرتها الأدبية التي إستمرت 50 عاما مجموعة أدبية ومتنوعة ذات نفحة إنسانية كبيرة ومستوحاة في جزء كبير منها من انتمائها الشرقي والفرنسي مثل كتب ( الأخر ) و ( اليوم السادس ) اللذين تحولا إلي فيلمين . وحازت علي الكثير من الجوائز الأدبية منها جائزة جونكور للرواية عام 1979م عن كتابها ( الجسد والزمن ) وجائزة النسر الذهبي للشعر عام 1972م وأصدرت حوالي 20 رواية وقصة ووضعت نتاجها الشعري في ديوانين ( نصوص من أجل قصيدة ) 1949 _ 1970م و ( قصائد من أجل نص ) 1970 _ 1991م كما أصدرت ( المنزل من دون جذور ) و ( المدينة الخصبة ) التي استوحتها من الشرق الذي ولدت فيه . رحيل ممثلين وعلي صعيد الدراما فقدت الساحة المصرية والعربية عدد من الممثلين والممثلات حيث رحل عمالقة الفن أمثال عمر الحريري وكمال الشناوي وهند رستم وخيرية أحمد وغيرهم من المبدعين .. نتمنى أن يكون عام 2012م عام خير وأن يعم السلام جميع أنحاء المعمورة وأن يسهم قانون المهن الموسيقية والمسرحية الجديد بالارتقاء وتطوير كل الفنون .
