كان مؤسفا ان يتم احتجاز بعثة منتخبنا الوطني لاكثر من ثماني ساعات بالامس في مطار دبي بسبب عدم وجود تاشيرات الدخول الى دولة الامارات لاكثر من نصف البعثة في حادثة تعكس لنا مدى التخبط والفوضى في ادارة شئون المنتخب الاول , وهو خطأ يتحمله الجهاز الاداري للمنتخب الذي فشل في اكمال اجراءات بعثته كاملة ليقدم لنا وجها جديدا من الفشل الاداري في الكرة السودانية . وبعد ان اختتم المنتخب معسكره في قطر والذي بدأ من يوم الثاني والعشرين من شهر ديسمبر الماضي توجهت البعثة الى مدينة دبي للعب مع منتخب تونس مباراة ودية ثم المغادرة بعدها الى داكار لمواجهة السنغال بتاريخ 12 يناير واخيرا الى الجابون للعب مع منتخبها بتاريخ 16 يناير , وهو برنامج معروف ومحدد منذ وقت طويل .
وعند وصول بعثة المنتخب الى دبي وجدت ان هنالك عشرين شخصا فقط لديهم تاشيرة للدخول بينما كان العدد الكامل هو 41 شخصا من لاعبين واجهزة ادارية وفنية لم تكن اوراقهم اكتملت وبالتالي لم تستطع البعثة الدخول ليتسبب هذا الشئ في ارهاق كبير للاعبين الذين سيلاعبون تونس يوم غد الاثنين في مباراة ودية لكاس افريقيا , فالبعثة لم تدخل الفندق الا عند الساعة السادسة مساءا علما بانها وصلت الامارات منذ الثامنة صباحا .
ماحدث لبعثة المنتخب في مطار دبي يعتبر مهزلة حقيقية لان الجهاز الاداري كان يفترض ان يتأكد من اجراءات السفر قبل وقت كاف وهذا شئ بديهي وخطأ لايمكن ان يقع فيه اداري مبتدئ فما بالكم بادارة هي مسؤولة عن قيادة الفريق في نهائيات اكبر البطولات الافريقية .
هكذا اصبح قدرنا للاسف من فشل الى اخر وهذه المرة امتد التخبط الى خارج الملعب بعد ان عجزت ادارة المنتخب في الانتهاء من اجراءاتها علما بان السفر الى دبي كان معروفا قبل الحضور الى الدوحة والتي اقام فيها المنتخب معسكره , فمن هو المسؤول عن هذا الخطأ الجسيم والذي سينعكس سلبا في مباراة تونس الودية بعد ان اصيب اللاعبون بالارهاق نتيجة الجلوس طويلا في المطار .
والمضحك في الامر ان المدير الاداري للمنتخب يعتبر من اكثر الاشخاص معرفة باجراءات السفر لانه يمتلك وكالة سفر وكان يفترض عليه ان يعالج أي قصور ويحرص على متابعة الاجراءات كاملة حتى لايقع الفريق في مثل هذه الاخطاء والتي سيدفع ثمنها في المرحلة الحالية .
وهل بعد كل هذه الاخطاء الفادحة يمكننا ان ننتظر انجازا من هذا المنتخب اذا كان هذا مستوى ادارته , رغم اننا اشدنا من قبل بالاخ اسامة عطا المنان لجهوده في تحضير الفريق , ولكن الواجب علينا ان ننتقده بشدة بسبب ماحدث للفريق في دبي بالامس .
ونخشي بعد الانتظار الطويل للفريق في مطار دبي ان يدفع الثمن اللاعبون ويتعرض الفريق لخسارة كبيرة امام المنتخب التونسي الذي حضر الى دبي منذ وقت مبكر بعد معسكر اسباني خاض فيه مباراتين , بينما لم تكن نتائج منتخبنا في معسكره بالدوحة مرضية وزاد عليها ما حدث من مهزلة بالامس .
المنتخب يدفع ثمن الاهمال الكبير من قبل الدولة وهو ضحية المشاكل الادارية المتراكمة وفوق كل هذا ياتي الجهاز الاداري ليقع في خطأ كبير للغاية يفترض ان لا يمر مرور الكرام دون محاسبة الشخص الذي قصّر في عمله وتسبب في احراج كبير للبعثة التي اضطرت للانتظار من اجل استخراج تاشيرات جديدة للبقية , ولانريد ان نسمع ذات الاسطوانات المشروخة ويتم تقييد الحادثة ضد مجهول كما هي العادة في ادارة الاتحاد السوداني لكرة القدم .