مشهد لن يبارح خيالي ابدا ذلك الذي نقلته كاميرات التلفزة بعد نهاية مباراة زامبيا وساحل العاج في نهائي أمم إفريقيا لمدرب منتخب زامبيا الفرنسي الشاب رينارد حينما حمل مدافع فريقه على يديه كما يحمل الوالد إبنه وساعده لكي يصل للمكان الذي تجمع فيه لاعبو الفريق وهم يحتفلون بالفوز على منتخب ساحل العاج ونيل لقب البطولة الأكبر في إفريقيا .. وكان جوزيف موسوندا قد تعرض لإصابة بالغة بعد دقائق قليلة من إنطلاق المباراة وخرج وهو يبكي بشدة لفقدان فريقه لخدماته وفقدانه شرف الإستمرار في هذه المباراة المهمة في تارخ زامبيا .. !! شاهد رينارد لاعبه يجلس بعيدا لا يستطيع السير لمكان إحتفال زملائه فحمله وهرول به إلى أن أوصله إلى المكان الذي كان يرغب جوزيف موسوندا الوصول اليه ثم عاد أدراجه ..! إذا لم تشاهد هذه اللقطة فإني ادعوك لمشاهدتها على مواقع الفيديو العالمية في الإنترنت ففيها الكثير والكثير من معاني النبل و الأبوة والوفاء . كنت من قبل عبر هذه الزاوية قد نقلت تلك الأسباب الخمسة التي وضعها المحللون وقالوا انها تجعل إحتمال فوز المنتخب الزامبي على منتخب صقور الجديان أكبر .. وكان من بين هذه الأسباب مدرب الفريق هيرفي رينارد الذي تلقبه أجهزة الإعلام ب( المحفز ) في إشارة لتعامله مع لاعبيه في المنتخب الزامبي والذي استطاع من خلاله أن يجعل روح العمل الجماعي وروح الفريق الواحد هي السمة المميزة لأداء زامبيا .. فكانت هذه الروح سببا في نيل المنتخب الزامبي للقب البطولة بعد ان تمكن من هزيمة المنتخب الغاني والمنتخب العاجي وهما وكما نعلم كانا أعلى قائمة ( المنجمين ) الذين توقعوا أن لا يخرج اللقب من بين يدي احدهما .. ولكن روح الفريق التي أوجدها رينارد في أداء المنتخب الزامبي كذبت نبوءات المنجمين وتوقعات المحللين وملأت (بالرماد ) أفواه الغانيين والعاجيين ..!! خلال مشوار البطولة مر المدرب الفرنسي رينارد بموقف صعب جدا تمثل في طرده لأحد أهم لاعبيه بالمنتخب كليفورد مولينغا لاعب متوسط الميدان الذي خالف قواعد الانضباط بالسهر ليلا برفقة ثلاثة من زملائه من بينهم لاعب المريخ ساكواها .. وحملت الاخبار أن المدرب اضطر لطرد كليفورد مولينغا حينما رفض الإعتذار عن خطأه في الوقت الذي الذين اعتذر فيه البقية .. وقد وضع هذا الموقف مدرب الفريق أمام منعطف صعب للغاية وهو الذي كان يعتمد على مولينغا في ضبط إيقاع خط الوسط في فريقه .. ولكنه وإمعانا في تنفيذ قواعد الإنضباط قرر طرد اللاعب والإستعانة بأحد لاعبيه من دكة البدلاء لملء فراغ ( المسحراتي ) كوليفورد مولينغا .. وبالفعل لم يلحظ الناس أي أثر لغياب اللاعب المطرود الذي أجزم انه الآن وفي هذه اللحظة تحديدا يعض أصابعه ويبكي بعد أن أصبح كل زملائه في المنتخب الزامبي أبطالا كتبت اسماؤهم بحروف من نور بينما حرمه تعنته و ( قوة رأسه ) من نيل هذا الشرف وهو الذي كان قاب قوسين أو أدنى من ذلك ..!! ويعكس هذا الموقف شجاعة هذا المدرب و صرامته التي تمتزج بتعامله الاخوي المتواضع معهم ما جعله بطلا وقائدا محنكا وملهما لفريقه داخل الملعب الأمر الذي ساهم في أن تحقق زامبيا لحلم الحصول على البطولة لأول مرة في تاريخها .. واقتناصها من بين أنياب خصم كبير جدا يلقبونه بالأسد .. لذلك لا غرو ان يطلق هذا المدرب على نفسه لقب مدرب إفريقيا ( المختار ) بعد النجاح الذي حققه مع المنتخب الغاني والذي لفت أنظار كل العالم .. وليس ذلك بغريب طالما أنه يلعب بنظريته التي تقول انه ببعض ( العقل ) و(التنظيم ) يمكن ان تحقق المستحيل في كرة القدم .. والمستحيل فعلا حققه المنتخب الزامبي أمس الأول فكسب إعجاب وقلوب الجميع . داخل الإطار : كان الإتحاد المصري لكرة القدم قد فاوض المدرب الفرنسي رينارد لتولي تدريب المنتخب المصري بطل إفريقيا .. ولكن رينارد رفض عرض تدريب بطل آخر نسخة للنهائيات وفاء لشباب المنتخب الزامبي .. رفض رينارد أن يقتبس من أمجاد غيره وأن يعمل على صناعة مجد جديد بفريق تتكون غالبيته من لاعبين تتراوح اعمارهم ما بين 21 و23 عاماا . قف : المختار .. قبل الدار