نتحدث اليوم عن ظاهرة من الظواهر التي نعتبرها غريبة وشاذة في كرتنا السودانية. هذه الظاهرة تتمثل في ممارسات اكبر جهة منظمة لكرة القدم في عموم السودان وهي الاتحاد العام الجهة المنوط بها تسيير النشاط والمنافسات بل المحكمة الرياضية في كرة القدم والتي تلجا اليها كل اندية السودان. { هذا الاتحاد العام ومنذ انتخابه وتسلمه لزمام الامور في السودان كل قراراته وبرمجة منافساته تجدها ضد الهلال. حلال علي المريخ.. وحرام علي الهلال. تلك هي الحقيقة. واذكر الجميع بمثال بسيط لقد عاقب الاتحاد العام نادي المريخ في الموسم الماضي بهروبه من مواجهة الهلال علي نهائي كاس السودان وسرعان ما تراجع الاتحاد عن قراره بكل سهولة وزج باسم المريخ مرة اخري في المنافسة مع ان الاتحاد حرم المريخ من المشاركة في البطولة في نسختها الحالية. وحتي الان لم يتكرم الاتحاد العام بتسليم الهلال بطل الموسم الماضي كاس البطولة حتي ولو كان الكاس عبارة عن درقة. بالله عليكم ما هذا الذي يحدث. هذا الاتحاد صراحة ظل يمارس هواية الاصطياد لاكبر ناد جماهيري في السودان والمنطقة العربية والافريقية. يتساهل مع المريخ ويستجيب لطلباته ويؤجل له مبارياته بعكس الهلال الذي لم تؤجل له اية مباراة دورية. ومفاجاة الامس المضحكة خرج علينا الاتحاد العام ببرمجة جديدة لكاس السودان مرحلة دور الثمانية حيث سيواجه المريخ اهلي الخرطوم يوم 16 نوفمبر و22 من نفس الشهر والفائز من هذه المواجهة سيواجه النيل الحصاحيصا ويوم 23 نوفمبر يلتقي الهلال بالاهلي مدني والفائز من هذه المباراة يلعب المباراة النهائية يوم 26 نوفمبر. اذا افترضنا ان الهلال تفوق وتاهل الي المباراة النهائية وكذلك المريخ . المريخ سيلعب يوم 22 ويرتاح ايام 23/24/25 اي الراحة ثلاثة ايام. اما الهلال فسوف يلعب يوم 23 مع الاهلي مدني فاذا حقق الفوز وتاهل للنهائى يرتاح يوما واحدا فقط قبل ادائه للمباراة النهائية. الهلال يرتاح يوما واحدا والمريخ يرتاح ثلاثة ايام. بالله عليكم هل هذا عدل. اعدلوا هو اقرب للتقوي. انها الخرمجة بعينها يا لجنة البرمجة. هذا الاتحاد ظل يفتعل الازمات لانديته وهو ما لمسناه. تتخبط لجنته في برمجة منافساته وعندما تستفحل الازمات تجده يتهرب مثلما حدث في الموسم الماضي. اتحاد غريب هذا الذي يدير الكرة في السودان . هل فطنت لجنة البرمجة لهذه التواريخ. تلك هي الخرمجة بعينها يا اتحاد يا عام. نقطة اخري اذا استجاب الاتحاد العام لطلب الاهلي الخرطومي بطلبه للسفر الي اثيوبيا للمشاركة في يوم العيد الوطني هناك واللعب امام سان جورج والسفر يوم 18 نوفمبر والاهلي لديه مباراة امام المريخ يوم 16 نوفمبر. اذا افترضنا ان الاهلي هزم المريخ في كاس السودان فكيف يلعب اهلي الخرطوم مباراة النيل الحصاحيصا يوم 22 نوفمبر وهو في اديس ابابا. هذا تخبط بعينه يا لجنة الخرمجة. فالاتحاد العام هو من يفتعل الازمات لانديته وليس العكس كما يدعي مسئولوه. خارطة غريبة للكرة السودانية. تتحدثون عن خروج القمة هلال مريخ من البطولات والاعوجاج ظاهر ولا يحتاج الي تفسير. كرة تدار بلا مفاهيم والبرمجة تقسو علي كل الاندية لذلك كان لابد ان تخسر انديتنا ومنتخباتنا كل الرهان في البطولات. المشكلة باتت واضحة. نظام كرتنا السودانية في ظل خريطة الموسم الحالية هي السبب في كل هذا السقوط. فلا مجال للحديث عن ضعف الاندية في المشاركات الخارجية. المشكلة في الاتحاد العام نفسه. خط مباشر اخير: مبروك لمريخ الفاشر ولصانع انجاز التاهل الي دوري الاضواء والشهرة الممتاز المدرب الشاب محسن سيد وقائد مسيرة الرياضة بالفاشر والي شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر فهذا انجاز تستحقون عليه الثناء وانتم تمثلون دارفور الكبرى في كبري المنافسات القومية بالسودان واقول للذين احتجوا علي المقال الذي كتبناه بالامس عن السداسي الهلالي في المجلس فهؤلاء يستحقون علي ما ذكرته في حقهم مهما اختلف الناس حولهم.