تمكن الهلال مساء أمس على ملعبه الأنيق (حديقة الأسياد) بالعاصمة القومية أم درمان في ختام مبارياته بالدوري الممتاز من قهر الأهلي مدني (سيد الاتيام) بثلاثة أهداف مقابل هدف يتيم جاءت بإمضاء المهاجم السنغالي إبراهيما سانيه(هدفين) وهدف لسيف مساوي ليتوج بطلاً للممتاز دون هزيمة وكان يكفيه الخروج بنقطة واحدة حتى يتوج بطلاً للمنافسة في الموسم الحالي ويرتفع بعدد المرات التي جلس فيها على عرش الممتاز إلى إحدى عشرة مرة منذ إنطلاقة المنافسة بشكلها الحالي في الموسم 1995م-1996م . مبروك للأهلة المنتشرين على طول البلاد وعرضها هذا الإنجاز الذي جاء بتماسك الأسرة الهلالية وخروجها من أزمة عدم وصول الفريق لنهائي بطولة الكنفدرالية الأمر الذي إنعكس على جدية اللاعبين في مبارة الأمس بالغة الأهمية على الرغم من أنها أمام الأهلي مدني الذي يقبع ضمن فرق المؤخرة في روليت الدوري الممتاز لهذا الموسم وقد نجح في البقاء ضمن منظومة أندية الدرجة الممتازة بعد معاناة كبيرة في هذا الموسم حيث كان قريباً جداً من الهبوط أو أداء سنترليق البقاء وقد نجا بسبب تفوقه على هلال الساحل في اللقاءات المباشرة بفارق هدفين فقط وكان قد حقق الفوز أمام هلال الساحل بملعب إستاد الجزيرة بودمدني برباعية نظيفة وخسر على ملعب إستاد بورتسودان بهدفين ويجمع الفريق في رصيده 27 نقطة متساوياً مع هلال الساحل الذي سوف يلعب سنترليق البقاء بالدرجة الممتازة. على الورق كانت مهمة الهلال في مباراة الأمس تبدو سهلة وفي متناول يده وذلك من واقع انه يحتاج إلى نقطة واحدة من لقاء الأمس الذي يعتبر الأخير في المنافسة حتى يضمن الجلوس على قمة المنافسة بغض النظر عن النتيجة التي سوف يخرج بها نده التقليدي ومزاحمه على اللقب فريق الكره بنادي المريخ أمام الأهلي شندي والتي جرت في نفس التوقيت على ملعب المريخ. الأهلي مدني (سيد الاتيام) لم يحقق الفوز على الهلال في الدوري الممتاز في نسخته الحالية سوى مرة واحدة وكانت في اللقاء الذي جمع الفريقين على ملعب إستاد الجزيرة بودمدني في العام 1997م بهدف لاعبه حينها حسن السد,كما أن الهلال خاض مباراة الأمس على ملعبه ووسط جماهيره وكذلك أن دافعية لاعبي الهلال في الحصول على نقاط المباراة كاملةً أو التعادل كأضعف الإيمان كانت أكبر من دافعية الأهلى مدني الذي ضمن بقاءه بالدرجة الممتازة ومباراة الأمس كانت تعتبر فقط أداءً للواجب .ولكننا إذا ما قرأنا الظروف التي مر بها فريق الكره بنادي الهلال في هذا الموسم مقرونةً بظروفه في مباراة الأمس بعد الخروج المفاجيء وغير المتوقع للفريق من الدور نصف النهائي أمام دجوليبا المالي يتأكد لنا الظرف النفسي بالغ التعقيد للاعبي الهلال وجهازهم الفني إضافةً لمجلس الإدارة والجمهور. إذاً الأمر وبالضرورة كان يتطلب من لاعبي الهلال وجهازهم الفني التعامل مع مباراة الأمس بكل جدية وإحترام للمنافس حتى يضمن الفريق حصوله على اللقب ليتفرغ بعدها لكأس السودان حتى ينقذ موسمه ويفرح جماهيره التي ظلت تقف خلف اللاعبين وتشد من أزرهم وهي تعلم علم اليقين أن كشف الهلال يضم أسوداً ضارية أعطت ولم تستبق شيئاً وعملت الممكن والمستحيل من أجل إسعادها على الرغم من المشاكل الكثيرة والمتشعبة والتي ظلت تحيط بالفريق منذ بداية الموسم الحالي إحاطة السوار بالمعصم وإستعصت على الحلول.. ومع ذلك قاتل أبطال الهلال الأشاوس حتى اخر ثانية في المباراة التي جمعتهم بمنافسهم دجوليبا المالي على الرغم من إنحياز التحكيم السنغالي السافر لأصحاب الأرض . لقد قامت جماهير الهلال بدورها كاملاً في مباراة الأمس وتوجهت من (عصراً بدري) صوب حديقة الأسياد ومارست الدور المنوط بها تأديته بكل جد وعزيمة حتى حقق الأبطال المراد وضمنوا كأس الممتاز في دولاب النادي الأزرق وبعدها حق لهم جميعاً إحتلال شوارع العاصمة والولايات إحتفالاً باللقب الثمين ومن ثم التفرغ للإحتفاظ بكأس السودان الذي حققه الأسياد في الموسم الماضي. نعم هنالك ثغرات ظهرت في الفرقة الزرقاء من خلال اللعب التنافسي في الموسم الحالي وهذا شيء طبيعي ويحدث في جميع فرق العالم والأمر يتطلب الجلوس بروية وتمعن ورؤية فنية لسد هذه الثغرات بلاعبين أكفاء خلال فترة التسجيلات المقبلة والهلال لا يحتاج إلى أكثر من خمسة أو ستة لاعبين وفي وظائف محددة ومعروفة حتى يدخل إلى الموسم التنافسي المقبل بفرقة تهز الأرض تحت أقدام المنافسين.وأصلاً الحل يكمن في الطريقة العلمية والتي تتطلب دراسة السلبيات والإيجابيات على حد سواء للتخلص من السلبيات وتعزيز الإيجابيات والحمد لله أن إيجابيات الفرقة الزرقاء تفوق سلبياتها بكثير.