حمى الفيس بوك التي إجتاحت العالم بعنف في الفترة الماضية وضربت الشباب السوداني بقوة .. شباب شنو ياخ ..بل حتى (الشياب) وكبار السن أصابتهم حمى (أم برد )جراء فايروس الفيس بوك .. هذا الموقع الإسفيري الذي أطلقه قبل سنوات قليلة مجموعة من الصبية فصار محور إهتمام العالم .. بل وبفضله تغير التاريخ وأعاد تشكيل حياة العديد من الشعوب .. كل هذا يحدث ونحن للأسف الشديد نمارس دور المتلقي (فقط ) لما يحدث من حراك تتسارع وتيرته ساعة بعد ساعة في إستخدام التقنيات والوسائط الأليكترونية .. بل وحتى ونحن نمارس دور المتلقي تجدنا لا نهتم سوى (بالقشرة ) فيه ونفشل في الإستخدام المثالي لهذه التقنيات التي يمكن تسخيرها لإنجاز العديد من الأشياء المفيدة .. تجدنا نكتفي فقط بكتابة التعليقات التي طابع غالبيتها الخواء واللا موضوع .. ثم مشاهدة (صور الناس) والتعليق عليها .. لووول ..لايك .. مبالغة وغيرها .. ثم الإنصراف بعد ذلك لممارسة اللعب في ( المزرعة السعيدة) نزرع ونحصد .. ونحلب البقرة .. ونشتري علفا .. و الخ الخ الخ من الفارغ والمقدود من هذا التطبيق الغبي ..!! مزرعة الفيس بووك السعيدة هي ما أرغب في إستخدامه اليوم لإجراء مقارنة سريعة وتشبيه لما يحدث في شارعنا الرياضي السوداني .. وما دفعني لإستخدامها هو تعليق لطيف قرأته قبل فترة لأحد الأشخاص واصفا حالة الإنشغال الكبيرة لأعداد مهولة من الشباب و(الشيب ) بقضاء الساعات الطويلة في مزرعتهم السعيدة على موقع الفيس بووك يزرعون الهواء ويحصدونه .. حيث قال في معرض تعليقه أن السبب الرئيسي في فقدان السودان للقب سلة غذاء العالم هو إنصراف الناس للزراعة في المزرعة السعيدة بدلا عن الزراعة في مشروع الجزيرة وبقية الحقول والمشاريع السودانية التي كانت تنطق خضرة وقمحا ووعدا وتمني..!! أضحكني هذا التعليق الذكي لهذا الأخ الذي أصابه الملل من الدعوات التي ظل يتلقاها من أصدقائه لمشاركتهم الزراعة في مزارعهم السعيدة ..!! وهذا التعليق يلخص الحال الذي وصل اليه العديد من الشباب في إستخدامهم غير المفيد لأحد أكبر مواقع التواصل الإجتماعي في الدنيا..!! الكثير من الأحداث والأخبار تتطاير عبر الإعلام الرياضي يوميا خلال الفترة الماضية.. إنتقال هيثم وعلاء للمريخ .. ذهاب نصر الدين الشغيل للهلال .. فشل موظفي نادي الهلال في مطابقة بيانات المحترفين في الوقت (الحلال)وبالتالي إنهيار صفقات ثلاثة محترفين قبضوا الدولار الحار من الهلال .. إنتخابات مجلس الهلال التكميلية ..إعتصام الشباب الأزرق داخل أسوار نادي الهلال منادين بإسقاط المجلس .. إستقالة عدد من أعضاء مجلس المريخ ومحاولة المتبقي من اعضائه حماية المنظومة الإدارية من الإنهيار .. تصريحات عصام الحاج لموقع الزاوية هل كانت قبل أم بعد إجتماعات لم الشمل والمصالحة .. جمال الوالي هل من عودة تاني وغيرها وغيرها من نشاطات وتحديات لعبة المزرعة السعيدة الرياضية التي ننصرف جميعا للإهتمام بها هذه الأيام ولا شغل لنا غيرها .. وفي الأثناء تجتهد الأندية الإفريقية في الإستعداد ووضع الخطط والإستراتيجيات لنيل ألقاب الإتحاد الإفريقي لموسم 2013 .. وهكذا هو حالنا على الدوام ننشغل بمزرعتنا السعيدة التي لا تنتج دقيقا ولا قمحا يغني عن جوع .. بينما ينشغل البقية بالزراعة في حقول حقيقية .. يضربون بمعاولهم الأرض فيكون نصيبهم الذهب .. والمجد .. !!