خبر مثير للاهتمام اورده الزميل عبده فزع بالامس على صفحات ( قوون) يتحدث عن نية الاتحاد السوداني لكرة القدم باجراء تعديل على النظام الاساسي يحدد فيه سن التقاعد للاداريين ب 65 سنة كحد اقصي , وعند وصول اي اداري الى هذه السن لايحق له الترشح لمجلس ادارة اتحاد الكرة . وللوهلة الاولى نجد ان هذه الخطوة اذا حدثت بالفعل في الفترة القادمة سيكون المقصود بها الدكتور كمال شداد , حيث بدأ البعض يخشى عودته مجددا في الدورة القادمة للاتحاد والتي يفترض ان تبدا في ابريل 2014 اي بعد عام وبضعة اشهر .
ولاشك ان هذه التحركات لاجل تعديل النظام الاساسي يمكن ان تصنف في حجم المؤامرة والسعي لاقصاء شداد منذ وقت مبكر , خصوصا وان الكثيرين يرشحونه للعودة من جديد بعد اخفاق المجلس الحالي برئاسة معتصم جعفر في ادارة الكرة .
ان مجرد التفكير في مثل هذه الاجراءات يعد انتهاكا صريحا لحقوق اي انسان , لان العمر لم يكن ابدا يصنف ليقاس به عطاء اي شخص , وعلى مستوى كرة القدم نجد ان رئيس الاتحاد الدولي الحالي جوزيف بلاتر بلغ 79 عاما , ولازال متمسكا برئاسة الفيفا .
ومن قبله ترك البرازيلي جواو هافيلانج الاتحاد لدولي لكرة القدم وعمره 82 عاما , والكثير من الشخصيات العالمية والعربية التي توجد في رئاسة اتحادات كرة القدم نجدها ( معمرة ) ولديها من الخبرة الكثير , لذلك يبدو الامر طبيعيا الا عند اتحادنا المتفرغ للمؤامرات .
لقد شهد العام 2012 اسوا النتائج لمنتخباتنا الوطنية والتي قال رئيس الاتحاد في بداية دورته الحالية ان تطوير المنتخبات يعد الهم الاساسي لهم , ولكن للاسف تلقينا ضربات موجعة بخسارة نقاط زامبيا وخروج المنتخب بالضربة القاضية امام اثيوبيا في تصفيات امم افريقيا.
شهدت دورة معتصم جعفر الكثير من الاخفاقات والقليل جدا من النجاحات , كانت التخبطات حاضرة في عمل الاتحاد الذي لم يطور ولم يقدم اي اضافة بل على العكس زادت النكسات على مستوى الاندية والمنتخبات .
فشل الاتحاد الحالي في ادارة جميع ملفات الكرة من دوري وكاس ورعاية وتسويق , وفي عهده حدثت الخسائر الادارية والفنية , فلماذا التمسك به اذا لم يقدم اي جديد بل وكان وجوده خصما على الكرة السودانية .
في عهد الاتحاد الحالي عادت سطوة ناديي القمة على مركز القرار , فنجد ان تجنيس اللاعبين اصبح اسهل من شرب ( الشاي ) ويكفي ان الهلال اذا اتم تسجيلاته الحالية سيكون في قائمته 8 لاعبين اجانب من جمعة جيلنارو الى ابراهيما سانيه وايكانغا ومن بعدهم الخمسة الافارقة الجدد الذين لم تكتمل اجراءات بعضهم بسبب ( السيستم ) .
الالتفاف حاليا حول النظام الاساسي لاجل ادخال هذا البند يعد انتهاكا خطيرا وسابقة في اتحاد الكرة ان حدثت بالفعل , وهي تشير الى مدى حب اعضاء مجلس الادارة الحاليين للتمسك بمقاعدهم والسعي لتحجيم شداد مبكرا خوفا من عودته الى الرئاسة .
لقد اثبتت التجربة الحالية فشل معتصم ورفاقه في ادارة الاتحاد وفي اعتقادي ان هنالك اجماعا سيكون لاعادة شداد الى الاتحاد من جديد في الدورة القادمة 2014 , لان مكان البروف لازال شاغرا , والكل احس بالفرق الكبير بوجوده وفي غيابه .
نعم كانت لشداد سلبيات اختلفنا معه حولها ولكنه يبقى دائما الرجل القوي القادر على فرض هيبة الاتحاد وتحقيق الانضباط وتطبيق النظام على الكل دون مجاملات او محاباة كما يحدث في الوقت الحاضر .