* الرياضة السودانية ولعقود ظلت اسيرة لمجموعة معينة من الاداريين يتنقلون بين المؤسسات الرياضية تارة باللجنة الاولمبية وأخرى باتحاد كرة القدم وهكذا ظلت الرياضة تدور في فلك قلة من الاداريين وبمرور الوقت اصبح لاولئك مراكز قوة ونفوذ في مختلف الاجهزة ورويدا رويدا اصبحت هناك مجموعات ضغط خصوصا اذا حاولت الدولة ممثلة في وزارة الشباب والرياضة ابداء رأيها في أي قضية رياضية او محاولتها لتصحيح الاوضاع تلك المتعلقة بالتمثيل الخارجي مثل مشاركة المنتخبات الوطنية لأن الدولة تدفع اموالا طائلة نظير تلك المشاركات وحينها تهب عليها هجمة كبيرة من اولئك النفر الذين تحكموا في مفاصل الامور في الرياضة وخصوصا في كرة القدم. * الدكتور كمال شداد عمل كثيرا في مجال العمل الاداري الرياضي وفي مدة حكمه الاخير بالاتحاد السوداني لكرة القدم استمر لثلاث دورات متتالية مع العلم انه عندما هم بالترشح لقيادة الاتحاد في العام 2001 اعلن داعموه وفي مقدمتهم الدكتور معتصم جعفر أن الرجل يود أن يختم حياته الرياضية باتحاد الكرة وبالفعل نجح معتصم في اقناع ابوحراز الرئيس الاسبق وصاحب الشعبية الكبيرة وسط اعضاء الجمعية العمومية للاتحاد لأن شداد كان يعلم حينها أنه اذا ترشح منافسا لابوحراز في ذلك الوقت فلن يفوز وبطيب خاطر تنازل المهندس ابوحراز والذي فيما بعد وجد جزاء سنمار !. * ما ساقني الى هذا هو الحديث هذه الايام عن عودة شداد مرة أخرى لقيادة الاتحاد السوداني لكرة القدم أو اللجنة الاولمبية حيث ظل البعض وما أن تحدث مشكلة في احدى المؤسسات الرياضية الا وينادي بعودة شداد وكأن للرجل عصى سحرية لتغيير الاوضاع الي الافضل وكأنه قبل ذلك لم يدر ايا من المؤسسات الرياضية المعنية. * الشاهد سادتي أن شداد ظل على رأس اكبر مؤسستين رياضيتين بالبلاد لسنوات طويلة وفي تقديري ما يحدث حاليا من اخفاق في اتحاد الكرة سببه الاول والاخير شداد فمعظم الذين يعملون الآن بالاتحاد محسوبين على الرجل وفي مقدمتهم الاستاذ اسامة عطا المنان المسؤول الاول عن نقاط مباراة السودان وزامبيا وكذلك الرئيس الحالي الدكتور معتصم جعفر وغيرهم كثر واذا عدت الي الوراء قليلا نجد أن مشاكل اتحاد الكرة في ظل قيادة شداد كانت أكثر صراعات وازمات ومع جهات مختلفة تارة مع وزارة الشباب والرياضة وأخرى مع المفوضية وثالثة مع لجنة التحكيم الرياضية ورابعة مع الهلال وخامسة مع المريخ وهكذا كانت الامور واذا حاول أي مسؤول في وزارة الشباب والرياضة التدخل لحل المشكلة المعنية يرفع شداد عصا الفيفا منذرا ومهددا وللاسف نجد المسؤول المعني يتراجع سريعا وسبب التراجع ليس عصا الفيفا فحسب وانما تدخل بعض النافذين وانحيازهم ودعمهم لشداد ونتيجة لذلك اصبحت وزارة الشباب والرياضة لا حول لها ولا قوة. * في الوقت الذي تنادي فيه المؤسسات الدولية الرياضية وعلى رأسها اللجنة الاولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم بضرورة تحديد سن لتقاعد الاداريين الرياضيين وتابعنا كيف توصلت اللجنة الاولمبية الي سن ال70 واعتبرتها مناسبة للتقاعد للاسف نجد البعض يسعى هذه الايام العودة بالرياضة السودانية للحكم الشدادي. * مع احترامي الكامل لشداد ألا أنني ارجو منه ان يبادر بالاعتذار لاولئك الذين يطالبون بعودته مرة أخرى لادارة اي من المؤسسات الرياضية ويكتفى بالمشاركة في الندوات والقاء المحاضرات وتقديم الاستشارات ذلك من واقع خبرته اما العمل في المجال الاداري الرياضي فيكفي انه قضى 40 عاما تقريبا عاملا متطوعا في المجال الرياضي. * الهلال ماض في طريقه ولن يلتفت لتلك الاصوات النشاز التي ظلت تسعى لضرب استقرار النادي منذ انطلاقة هذا الموسم وبإذن الله سيواصل الفريق الانتصارات وتحقيق الانجازات وسيسعد الاهلة الخلصاء ولا يهمهم في ذلك من يجلس على كرسي الرئاسة في النادي الكبير لأن انتماءهم للهلال الكيان أما اتباع الافراد فلا عزاء لهم لان حقدهم وحسدهم على الرئيس الحالي اعماهم من النظر للهلال الكبير.