ماذا اضاف هؤلاء المحترفين للقمة؟؟ يحققون ما يحلمون ويظل الناديان يبحثان عن الحلم في كل عام ظل الاحتراف في السودان ومنذ فترة ليست بالقصيرة مثار جدل كبير بين كافة الرياضيية والمتابعين للشان الرياضي بمختلف ميولاتهم وكان دائما ما يطرح هذا السؤال هل اللاعبون الذين يتم استقدامهم للسودان هم محترفون ام اجانب. هذا سؤال كبير ويحتاج لاجابة اكثر عمقا حتي يتم تقييم التجربة من المنطلق الذي تستحقه واذا تحدثنا عن تجربتي القمة الهلال والمريخ في هذا المجال نجد ان المقابل الذي ياتي به المحترف شيء لا يذكر مع المبالغ الخرافية التي تدفع له وهنا مربط الفرس اذا لابد من ان يعطي شيء يوازي ما ياخذه المحترف من اموال طائلة وبالارقام هذه التجربة تحتاج تقنين اكثر مما هي عليه الان.
اندية شمال افريقيا تكسب ماديا وماديا من محترفيها:
علي سبيل المثال وليس للحصر اذا نظرنا الي اندية شمال افريقيا نجدها تتفوق علينا كثيرا في هذا المجال ليس ماديا ولكن بالرؤية الفنية الثاقبة لمحترفيها ويتم اختيارهم بعناية فائقة لذلك يحققون الغرض من استقدامهم فنجد مثلا الترجي التونسي عندما اتي باللاعب النيجيري مايكل اينرامو شكل نقطة تحول كبري في اداء عملاق باب سويقة بل ظل ركيزة اساسية يستند عليها الفريق في كل مبارياته وكان دائما ما يضع الفارق لصالح ناديه ويرجع له الفضل في فوزه بكاس الابطال للعام 2011 وكذلك لا ننسي الغاني صمويل افول لاعب الطرف الايمن للترجي الذي يعود له الفضل ايضا في احراز هدف في المباراة النهائية مما كفل للترجي الفوز بتلك البطولة واخيرا الكاميروني نيانغ الذي اصبح علامة بارزة في خط هجوم الترجي هؤلاء هم المحترفون الحقيقيون واخر مثال ما كسبه الوداد المغربي من عائد ضخم مقابل بيعه لمحترفه الكنغولي فابريس اونداما هذا المحترف قيمته لا تتجاوز الثلاثمائة الف دولار تم احضاره من فريق الشياطين السود وتم اطلاق سراحه للاتحاد السعودي مقابل اثنين مليون دولار وسبعمائة اضافة الي اساهمه ايضا في الادوار التي وصل لها فريقه في الابطال وتصدره قائمة هدافي الابطال.
محترفونا يحققون امجادا شخصية ثم يتطاولون علينا:
هناك محترفون في ناديي القمة كانت لهم بصمات واضحة في اداء تلك الفرق بل اسهموا في ما بذلوه من جهد مقدر في ترقي الاداء والصعود الي المربع الذهبي خاصة في العام 2007 حيث لا ننكر الدور الذي لعبه النيجيري قودوين في خط الهجوم الازرق فقد كان وحده هجوما باكمله ولكن ما حققه لنفسه من شهره اكثر من ما حققه لفريقه فرغم شراكته لهدافي البطولة الا انه تنكر ورفض النادي بل عمل علي توقيع عقد مع النصر الاماراتي بدون علم النادي مما كان له الاثر البالغ في تدهور مستوي الفريق في العام 2008 ترك النادي وذهب يبحث عن مصالحه الشخصية وايضا هذا العام راينا كيف اصبح سادومبا يغالي في سعره حتي صرف عنه النظر رغم الحاجة الماسة لوجوده فما حققه في العامين السابقين من صدارة لهدافي الابطال والكونفدرالية كان بفضل الهلال الذي تنكر له واصبح يبحث عن المال بعيدا عنه واذا نظرنا لتجربتي قودوين وسادومبا فكل واحد منهم قضي ما لا يقل عن ثلاثة مواسم مع الفرقة الزرقاء وفشل في تحقيق حلم الاجيال الذي طال انتظاره حلم الاميرة السمراء الذي ظل يراود العشاق منذ تاسيس النادي وحتي الان وفي كل عام تتجدد الامال وتفرد اجنحتها ثم تطويقها في اخر المطاف من دون تحقيقها.
الاحمر يدفع بسخاء ولايحصد غير السراب
اما نادي المريخ هو الاخر ايضا فشل في ايجاد المحترف الذي يشار اليه بالبنان ويكون نقطة انطلاق للامام في تلك المسيرة الحافلة بالانجازات التي توقفت في محطة كاس الكؤوس ولم تغادرها حتي الان فجميع المحترفون الذين قدموا الي المريخ لم يحققون شيئا يذكر.. رغم الاموال الطائلة التي تحصلوا عليها من خلال تواجدهم مع الاحمر الذي كان يدفع ويصرف صرف من لايخشي الفقر واهم محطة يمكن ان تتوقف عندها هي المحترف النيجيري استيفن وارغو الذي اصبح لغزا محيرا بعد قدومه للمريخ وظل كذلك حتي تاريخ شطبه في هذا العام لا احد ينكر المستوي العالي الذي ظهر به مع فريقه السابق اينمبا في العام 2008 ولكن منذ ذلك الوقت وحتي مغادرته للكشوفات الحمراء لم يقدم مايقنع ببقاءه واذا كانت هناك علامة مضيئة في تجربة الاحمر مع المحترفين فقط يمكن ان نذكر الراحل ايداهور الذي ظل وفيا لناديه حتى وفاته
اتوبونغ تجربة لم يكتب لها النجاح
اذا كان وارغو من ابرز محترفي المريخ نسبه لما تلقاه من مقابل خرافي ايضا نجد المحترف الكميروني اتوبونج ينطبق عليه نفس الشئ رغم انه كان هداف من طراز فريد وكان يصول ويجول في الملاعب المصرية الا ان اصبح يبحث عن نفسه عندما اتي الي السودان محترفا بالهلال ولم يجدها حتى مغادرته للكشوفات الزرقاء فذهب غير مأسوفا عليه بعد ان فشل في تحقيق مافشل فيه غيره من المحترفين.
شرط الاحتراف القيمة الفنية وليست المادية
القيمة الفنية هي اهم مايجب توفره في المحترف الاجنبي ولابد ان يكون صاحب مستوي اعلي وارفع من اللاعبين الوطنيين وان يصنع الفارق لناديه هذا هو المحترف الحقيقي الذي يجب البحث عنه اما اذا كان غير ذلك لايمكن ان نطلق عليه محترف فلايمكن ان اتي بمحترف يتفوق عليه لاعبونا الوطنيين ويكون حبيس دكة البدلاء ولايظهر الا في صرف المرتبات العالية محترف واحد يصنع الفارق ويرجح الكفة افضل من اربعة او خمسة لا نحس بوجودهم الا في شكاوي الفيفا والكاف والبحث عن حقوهم