تقدم فهم الأحتراف عندنا خطوات إلى الأمام ..وحدثت نقاط تحول كبيرة في هذا الخصوص ..وبات الوضع مختلفا عنما كان عليه في بدايات التجربة ..ولا زال الملف يحتشد بالكثير من نقاط الأختلاف. في سابق التجارب ..وعندما أتجه التفكير الإداري إلى إستقدام اللاعبين الأجانب..لدعم الصفوف ورفع مستوى الطموحات ..ونقل الأسلوب الأحترافي إلى ملاعبنا لم يكن الأمر وليد دراسة ..او تفكير ناضج إنما كان شيئا أقرب إلى الترف الإداري منه إلى الفكر والمفاهيم. مرت تجربة الأحتراف بمحطات كثيرة ..وعلى مدى أعوام تباينت الرؤية وأختلفت حتى حدث تحول على نحو مفاجئ في بداية الألفية الجديدة ..وتحديدا في الأعوام التي شهدت تولي الأخوين جمال الوالي وصلاح أدريس مسئولية الأدارة بالناديين الكبيرين ..المريخ والهلال! وبمثلما تبدلت الكثير من المفاهيم ..واختلفت.. في كثير من جوانب العمل الإداري بالقمة ..كان ملف الأحتراف أيضا يشهد تحولا ملحوظا ..بعد أن تغيرت أيضا النظرة إلى المحترف المستقدم من خارج حدود الوطن. شهدت ملاعبنا مولد أسماء كبيرة في دنيا كرة القدم الأفريقية ..وكان ذلك نتاج بحث جيد لنوعية اللاعبين الذين يمكن أن يسهموا بقدر وافر في أحداث النقلة المطلوبة على صعيد التواجد الإفريقي..بل صاروا من ألمع الأسماء على مستوى القارة السمراء وخارجها ..ومثال لذلك الثنائي النيجيري كلتشي أسونوا ..ورفيقيه قودوين ..ويوسف محمد ...والمالي بوبكر كوني ..مواطنيه ديمبا باري ..ولاسانا ديارا وغيرهم من الأسماء التي توهج نجمها بملاعبنا. كما أن هناك أسماء لامعة في دنيا كرة القدم الإفريقية والأسيوية ..والعربية ..حضرت إلى السودان وقدمت تجارب جديدة مع أندية القمة ..مثل النيجيري الشاب إستيفن وارغو الذي لا زال يحظي بلقب أغلى لاعب محترف بالسودان ..والتونسي عبد الكريم النفطي صاحب التجارب الكبيرة ..وثنائي المنتخب العراقي سعد عطية وعلاء الزهرة ..وغيرهم من اللاعبين المهرة أصحاب الصيت العالي قبل الحضور إلى القلعة الحمراء . ومع قدوم تلك الكوكبة من النجوم ..وميلاد نجوم أخر بملاعبنا ..إتسع الطموح ..وتسبب إستقدامهم في تطوير ناديي القمة على وجه الخصوص وصار التقدم بالبطولات الأفريقية شيئا طبيعيا بعد أن كان الخروج المبكر هو السمة المميزة لمشاركاتنا! وثمة أمر مهم يجب الإنتباه إليه ..وهو أن إستقدام الأجانب صاحبته ثقافة قانونية شملت الجميع ..لاعبين وإداريين وأعلام وجمهور ..حيث بات الجميع يتحدث وفق معرفة قانونية بالعقود والتعاقدات ..وعرف الجميع معني أن تبحث عن الشواهد القانونية حينما تطل الأزمات برأسها وتحيل العلاقة بين المتعاقدين إلى صراع. وقد ظهرت الثقافة القانونية بجلاء بصحافتنا الرياضية ..حيث إتجه المختصون إلى البحث والتنقيب عن القوانين المنظمة واللوائح الدولية والأقليمية ..ومضاهاتها بالحالات التي تحدث هنا وهناك والنزاعات التي تنشأ بين الأطراف المتعاقدة. إذن حققت تجربة الأحتراف حتى الآن نتائج جيدة ..ولكنها لا ترقي إلى مستوى الأكتمال ..فلا زالت هناك أوجه قصور تحتاج إلى معالجة حتى تتكامل عملية الأحتراف وإستقدام الأجانب. وتظهر أوجه القصور جلية في طريقة إختيار اللاعبين المستقدمين ..فإما يحضر النادي لاعبا له إسم كبير وصيت عال ..وبمبالغ كبيرة ..أو يحضر آخرين عبر وكلاء و (سماسرة) ..لا يصيبون النجاح المأمول. بمعني أوضح تغيب تماما آليات إستقدام اللاعبين ..فلا نعرف كيف نختار ..أو كيف نحدد الحاجة الحقيقة ..وهو ما أوقع الجميع في فخاخ لم يكن نتاجها إلا خسارات فادحة وضياع لوقت ..وجهد ..وربما بطولات.! الأمر يحتاج حقيقة إلى دراسة متأنية في هذا الخصوص ..وفي جوانب أخرى سنعرض لها في وقت لاحق بإذن الله. في نقاط وبرغم الروح المعنوية الطيبة للاعبي المريخ هذه الأيام إلا أننا نشعر بالقلق والمريخ ينازل اليوم فريقا محترما إسمه جزيرة الفيل ويقوده مدرب ذكي وحاذق هو فاروق جبرة. لا أخشى على المريخ إلا من الهداف البارع واللاعب المتميز بصفوف الأفيال عبد الرحيم رمضان ..أو عبد الرحيم القضارف الذي تم ضمه مؤخرا للمنتخب الوطني! عبد الرحيم صاحب الهدف الجميل بشباك المعز محجوب في مباراة فريقه أمام الهلال لاعب موهوب ..وخطير ..لذا نحذر منه لاعبي المريخ ! أحذروا جبرة وعبد الرحيم ونضمن لكم النقاط يا كاربوني!!