اتفق مع جمهور الهلال بأن المارد الأزرق لم يظهر حتى الآن بمستواه الذي كان يعرف به ليس في هذا الموسم وخلال المباريات الثلاث التي خاضها الفريق في الدوري الممتاز وتصدر روليت المنافسة بفارق نقطتين عن غريمه التقليدي فريق المريخ بعد تعادله على أرضه ووسط جمهوره مع أسود الجبال ايجابياً لينفرد الهلال بالصدارة، ولكن منذ استلام الفرنسي غارزيتو زمام الأمور والإشراف الفني على فريق الكرة بالنادي اختفى شكل الفريق وأصبح يلعب وينتصر والجميع يخرج غير راضٍ عن العرض لأن الأداء الذي يؤدي به مبارياته المحلية يمكن أن ينتصر به على بعض الفرق ولكن يمكن أن يتعثر في الأقاليم خاصة مع الفرق التي اكتسبت خبرة في منافسة الدوري الممتاز كالأهلي شندي ، الأمل العطبراوي، وكذلك الجماهير الهلالية معها حق أن تبدى سخطها وتذمرها من مستوى فريقها المتواضع لأن مثل هذا الأداء لا يجدي مع الفرق القوية والمنظمة في البطولات الأفريقية خاصة وأن الأزرق تنتظره مواجهة من العيار الثقيل أمام بطل كوت ديفوار سيو سبورت والذي أقصى حورويا الغيني بالتعادل معه سلبياً في كوناكري وسحقه بثلاثية نظيفة في ابيدجان، ففريق بهذا المستوى والطموح يحتاج لإعداد ومجهود أكبر ولعب منظم بعيدًا عن العشوائية في الأداء التي يلعب بها الهلال في هذا الموسم، حيث لا يعقل أن يكون الأداء لهذه الطريقة، والفريق عائد من معسكر إعدادي ناجح بكل المقاييس خاصة من ناحية الإعداد البدني ولكن هناك خللاً في التنظيم والتشكيل وعدم مقدرة بعض العناصر على التكيف مع الوظائف الجديدة في الملعب، حيث شاهدنا المدافع فداسي تائهاً في خانة الغزال وأضاع أكثر من فرصتين في مواجهة المرمى، وكذلك كايا والذي لعب مساك أيسر رغم أنه ظل يشارك مع الأهلي مدني والخرطوم ثم مع الهلال في الجهة اليمنى وبويا لا يجيد اللعب في قلب الدفاع، وقد كاد هذا الثنائي أن يمنح الأهلي عطبرة فرصة احراز هدفين ونحن لا نلوم هؤلاء اللاعبين بقدرما نلوم الجهاز الفني والذي ظل في كل مباراة يفاجئنا بتشكيلة جديدة وبتغيير مراكز تلك العناصر، فعلى سبيل المثال تكرر الدفع بكايا للمرة الثانية في الجهة اليسرى خلال مباراتيّ النيل والأهلي عطبرة، فإذا أراد منح الفرص فهذا مطلبنا حتى يخلق البدائل الجاهزة التي تعين الفريق خلال مشواره الأفريقي والمحلي ولكن لا يمكن أن يبعد العمود الفقري للفريق كما فعل في مباراة الأهلي، فالأندية العالمية أول ما تقوم به في فترة الإعداد هو التوصل للتشكيلة الأساسية وكذلك اختيار طريقة لعب واضحة خلال التجارب الودية، ولكن الفرنسي مازال يتخبط والهلال اقترب من الدخول في المعترك الأفريقي خاصة وأن الأزرق لديه ذخيرة كبيرة من العناصر المميزة في جميع الخطوط وعلى الجميع أن يشيد بالاكسبريس الذي قدم تجربة حقيقية ودرس للفرنسي فحواه احترام الخصوم مهما كانت لأن الأخطاء التي وقع فيها الجهاز الفني واللاعبين في تلك المباراة إذا تكررت في المواجهات المقبلة فالهلال سيتعرض للهزائم ولن يكون قادرًا على الإحتفاظ بلقبه الذي استعاده من المريخ، وأيضاً سيجد صعوبة في تجاوز الفريق الايفواري والذي يتابع الهلال والطريقة التي يؤدي بها مبارياته في الدوري المحلي، ونتمنى من جمهور الهلال الوفي والمخلص والواعي والمدرك أن يقف مع فريقه خاصة في مباراته يوم الثلاثاء على ملعبه أمام نده المريخ في الأسبوع الرابع للدوري حتى يحافظ على الصدارة ويبتعد بفارق خمس نقاط عن أقرب ملاحقيه ونحن نعرف جمهور الهلال عندما يأتي للمقبرة فمعناه انتصار هلالي مهما كانت قوة الخصم، وحتماً سيعود أبناء الأزرق إلى تقديم العروض القوية والإنتصارات الساحقة، فالفضائيات ستهتم بالقمة وعلى الجمهور الهلالي أن يحضر منذ وقت مبكر حتى يرفع من معنويات نجومه ونقول لهم: الهلال يحتاج وقوفكم يا أحلى جمهور.