لم تكن خسارة منتخبنا بالأربعة أمام النجوم السوداء مستغربة أو مفاجئة للكثيرين في ظل المؤشرات التي سبقتها بعد أن عانى المنتخب من سوء الإعداد وفشل اتحاد الكرة في توفير معسكر إعدادي قصير قبل السفر لمواجهة غانا. وقفت وزارة الشباب كعادتها تتفرج على المنتخب الذي واجه صعوبات كبيرة قبل خوض هذه المباراة التي دخلها وهو جاهز للهزيمة التي كانت أمرًا واقعاً وحتمياً لا مفر منه خصوصاً وأن اتحادنا فرط قبلها في نقاط مباراة زامبيا بمنتهى السهولة .
قبل خسارة صقور الجديان سقط الهلال بالأربعة أيضاً في ابيدجان أمام سيوي العاجي بدوري أبطال أفريقيا وتلقى المريخ الهزيمة أمام ممثل انغولا بهدف لاثنين وخرج أهلي شندي بفوز هزيل على ديديبيت الاثيوبي , وقبل هؤلاء خرج الخرطوم من الدور التمهيدي لكأس الكنفدرالية أمام النصر الليبي.
المحصلة باختصار تشير إلى تراجع كبير ومرير لتبدو السنة الحالية الأسوأ على الكرة السودانية الموعودة بسنة كبيسة في ظل حالة الترهل العام بمستوى أنديتنا ومنتخباتنا التي قد تتلقى المزيد من الخسائر في المرحلة القادمة.
المنتخب يدفع ثمن الإهمال الذي زاد عن حده هذه المرة, فالمدرب مازدا لم يجد الفرصة لتجميع اللاعبين إلا لمدة ثلاثة أيام فقط وكانت النتيجة الطبيعية هزيمة كبيرة أمام منتخب غانا المدجج بالنجوم والجاهز من كل النواحي.
استفادت الكرة السودانية من جاهزية الهلال والمريخ في السنوات الماضية نتيجة الدعم الذي كان موجودًا في عهدي الرئيسين صلاح إدريس وجمال الوالي , ومنذ 2007 تقريباً بدأت تظهر نتائج ذلك الدعم والاهتمام ولكن لم تكن هناك خطة واضحة وسياسة ثابتة تقودنا للتطور الحقيقي.
ما حصدناه سابقاً من نتائج كان مجرد تألق لفترة نظرًا لوجود مجموعة جيدة من اللاعبين ولكنه ليس تطور للكرة بشكل عام ولذلك من الطبيعي أن يحدث التراجع مع انتهاء هذه الحقبة , فالهلال الحالي ليس هو فريق 2007 والمنتخب الذي شاهدناه أمام غانا ليس بمنتخب 2012 في ظل التغييرات الكبيرة التي تحدث.
في تلك السنوات التي شهدت وصول الهلال إلى نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا ثلاث مرات وجود المنتخب في نهائيات كأس أفريقيا بعد غياب ولعب المريخ لنهائي الكونفدرالية كانت هناك اجتهادات فقط لإداريين ولاعبين ومدربين جلبت تلك النتائج.
وحالياً تغيير الوضع تماماً وعدنا إلى عهد التخبط والعشوائية في ظل الظروف الاقتصادية التي عصفت بالسودان وتأثرت بها الكرة في العام الحالي حيث نجد أن هناك معاناة واضحة في ظل ثورة التقشف.
سيكون من الصعب على الأندية شق طريقها إلى المراحل النهائية في البطولات الأفريقية, لأن الهلال الذي كان الأفضل وضعية تعرض لخسارة مريرة أمام فريق مغمور وأصبح الخروج من الدور الأول يتهددنا.
نعم الأمل مازال موجوداً وهناك فرصة في مباراة الإياب ولكني شخصياً لا أثق في قدرة اللاعب السوداني على الصمود في ظل الأخطاء الكبيرة التي يقع فيها عادة تحت الضغط,وشاهدنا في مباراة غانا كمية الأخطاء الدفاعية التي دفعنا ثمنها غالياً.
لاشك أن خسارة المنتخب القاسية شكلت احباطاً للشارع ومن حدث قبلها مع الهلال شكل صدمة كبيرة لنا في ظل الرغبة الدائمة التي كانت موجودة بحصد نتائجاً أفضل على المستوى الأفريقي.
الواقع الحالي لكرتنا صعب للغاية, فالهلال في حاجة إلى معجزة والمنتخب فقد فرصة المنافسة في مجموعته بتصفيات كأس العالم والدور سيكون على البقية في المستقبل وربنا يسترنا من المباريات القادمة.