استضافتني امس اذاعة مونت كارلو للحديث عن استعدادات المنتخب السوداني للمشاركة في نهائيات امم افريقيا وعن اسباب الهزائم التي تعرض لها في مبارياته الاعدادية في معسكره الاخير بمدينة ملقا الاسبانية وهل ستؤثر على نفسيات اللاعبين وهل تتوقع ان ينافس المنتخب السوداني على مراكز متقدمة في البطولة في ظل المنتخبات القوية التي تضمها مجموعته خاصة منتخب الكمرون ومصر حاملة اللقب ؟ قلت له اولا وصولنا الى النهائيات بعد غياب امتد الى اكثر من ثلاثة عقود من الزمان يعد في حد ذاته انجازا وخطوة اولى لاسترداد الثقة والخسارة في المباريات الاعدادية خير من الانتصار فيها لانها تكشف السلبيات والغرض منها هو تشخيص حالة الفريق وقد حققت اهدافها خاصة وانها كانت امام منتخبات قوية مرشحة للقب ورغم ذلك لانخفي قلق الشارع السوداني بعد الخسارة الكبيرة امام غينيا ونعتقد ان السبب ان اللاعب السوداني بطبيعته غير متعود على اللعب الضاغط . كما ان مثل هذه النتائج توضح الفارق الكبيرفي الفكر الكروي نتيجة للاختلاف مابين الاحتراف الحقيقي والاحتراف الذي لايختلف عن الهواية كما هو الحال بالنسبة للاعب السوداني مقارنة باللاعب النيجيري والغاني اذ ان الاخير متعود على اللعب الخارجي وثقافة البطولات الكبيرة من خلال مشاركته في الدوريات الاوروبية المختلفة ومايتوفر له من اعداد علمي واهتمام كبير في التغذية وحياته كلها منظمة وفق برنامج ملزم . كما اننا متفائلوون باذن الله وطموحنا الصعود الى ربع النهائي ولانخاف منتخبات مجموعتنا لانها ليست غريبة علينا فقد واجهنا الكمرون في التصفيات المزدوجة لبطولتي امم افريقيا وكأس العالم 2006وتفوقنا عليه اداء وخسرنا بصعوبة لقاء الذهاب بالكمرون بهدفين مقابل هدف وجاء هدف الفوز في الزمن القاتل وتعادلنا ايابا بهدف لكل بعد ان تقدمنا حتي آخر دقيقة من الزمن بدل الضائع ونفس التشكيلة الحالية وكسرنا الحاجز النفسي من الكرة المصرية بعد تفوق الهلال على الاهلي والزمالك في دوري ابطال افريقيا والمريخ على الاسماعيلي في الكنفدرالية واجهنا زامبيا في سيكافا باثيوبيا واللاعب السوداني اصبح له طموح كبير ونأمل ان يجد لاعبونا فرصا للاحتراف الخارجي من خلال هذه البطولة حتى يستفيد المنتخب . وقد امتدح مقدم البرنامج الزميل جورج نوفل الكرة السودانية وقال انها تعيش الآن طفرة كبيرة من خلال نتائج الهلال والمريخ في بطولتي الاندية الافريقيا وصعود المنتخب الى نهائيات غانا عن جدارة بعد ان تفوق على المنتخب التونسي. عموما صقور الجديان في غانا وقد حققوا الهدف الاساسي ويجب ان لانحملهم ماهو فوق ما اتحنا لهم من رعاية واعداد فان لم يحققوا الصعود الى الدور الثاني فيكفيهم اجر الصعود وللننظر لما هو قادم وليكن الصعود للنهائيات المحطة الاولى التي ننطلق منها للعالمية ولنرفع شعار المنافسة على اللقب في بطولة 2010 والمشاركة في نهائيات كأس العالم من نفس العام. دعوة للصفاء والنظرة للمنتخب بروح الوطن لانه منتخب كل اهل السودان وليس منتخب الاتحاد كما ظل البعض يتعامل معه بهذه النظرة الضيقة