الغزال مهند الطاهر نجم الهلال المعروف من النجوم المبدعين في مجال كرة القدم فهو لاعب حريف ويمتاز بالتسديدات القوية .. ومهند تعوّل عليه جماهير الهلال كثيراً في تغيير نتائج المباريات فهو من النجوم الذين يصنعون الفارق وأحياناً تجد مستواه طالع نازل كغيره من نجوم الكرة السودانية ومهند أحياناً ينال عدم رضا جماهير الهلال الذين ينتابهم إحساس بأن مهند لاعب كسول ولا يخدم الكرة .. ومهند صاحب مسيرة قوية بدأت بالميرغني الكسلاوي واختارته إدارة الهلال فكان نعم اللاعب الحريف الفتاك وسجل أهدافاً لا يسجلها إلا هو .. ومهند من اللاعبين الذين لم يتمكن المدربين المتعاقبين على الهلال من تفجير طاقاته الكبيرة بعد، ومن الطبيعي أن يكون اللاعب الحريف مستواه متذبذب وهذه سمة العباقرة ومهند من اللاعبين العباقرة ومن المواهب الفذة التي انجبتها الملاعب مؤخراً وأعتقد أن مهند الطاهر لازال لديه الكثير لتقديمه للهلال وللمنتخب الوطني ولكن مشكلتنا في الجمهور الانطباعي الذي لا يهدأ له بال ويحب أن يرى فريقه ولاعبه في قمة التألق وهذا الأمر لا يمكن أن يكون متواصلاً فاللاعب بشر له ظروفه وله حالته النفسية ويتأثر سلباً وايجاباً بظروفه الاجتماعية وغيرها .. نكتب عن مهند الطاهر الذي اعتقد أن جماهير الهلال تظلمه كثيراً بهجومها غير المؤسس عليه إذا كان مستواه متدهوراً في أية مباراة .. واعتقد أن جماهيرنا تعتبر في حد ذاتها مشكلة كبيرة فالجمهور يتحدث كثيراً ويثرثر كثيراً وينتقد كثيراً بلا فهم .. فعندما تدخل المباراة نجد الجمهور ينتقد التشكيلة أولاً قبل انطلاقة المباراة وهذا يقودنا إلى ثقافتنا السودانية فنحن لا نؤمن بالتخصص ونتحدث في كل شئ بلا دراية، وقد حدثني أحد الخبراء الرياضيين بأن مجتمعنا يغالطك في تخصصك وأحياناً يشكك في تخصصك وهذا مجتمعنا فنحن نتحدث بلا دراية في الرياضة وفي الشعر والفن والاقتصاد والاجتماع، ويجب أن نعطي العيش لخبازينو كما يقول المثل.. نتحدث عن هجوم جماهير الفريق على لاعبيها وفجأة تجد نفس الجماهير وهي تحمل لاعبيها على الأعناق لحظة النصر فنحن نمتاز بصفات غريبة فيمكن أن يغير المشجع رأيه في أقل من 24 ساعة أي أن العاطفة تؤثر على تفكيرنا والعقل نهمله على الإطلاق .. تحدثنا عن مهند الطاهر اللاعب الفلتة الذي ظل يقدم السهل الممتنع ويمتع الجماهير ويمتع اللاعبين ويمتع نفسه فهذا اللاعب صاحب تسديدات لا يعرفها إلا هو .. ومشكلة الاحتراف الخارجي تظل عقبة عند نجومنا الأفذاذ ولا زلت اندهش لماذا لم يحترف مهند الطاهر واعتقد أننا لا نعرف تقديم لاعبينا للاحتراف الخارجي ولاعبينا أنفسهم ليست لديهم ثقافة الاحتراف فاللاعب يجب أن يوثق لمبارياته عبر ال C.D وغيرها من أدوات التقنية الحديثة، وإذا سألت أي لاعب سوداني فتجده لا يعرف الثقافة، فهذه الأدوات تعتبر بمثابة السيرة الذاتية لأي موظف أو عامل .. نتمنى أن يواصل غزال الهلال رحلة التألق وأن يقدم موسماً متميزاً مع فريقه وأن يواصل ابداعاته في الملاعب فهو لاعب فذ صاحب امكانيات مهولة.