ليبيا واستحقاق السلام    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    قوى الحرية و التغيير – الكتلة الديمقراطية تصدر البيان الختامي لاجتماعاتها في القاهرة    شاهد بالفيديو.. يا دا سيد ريدي ما جا .. والسمك في الموردة .. "لماذا الآن" فدوى فريد    الخليفي يهاجم صحفيا بسبب إنريكي    أسطورة فرنسا: مبابي سينتقل للدوري السعودي!    الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين    عقار يلتقي مدير عام وحدة مكافحة العنف ضد المرأة    الداخلية السعودية تبدأ تطبيق عقوبة "الحج دون تصريح" اعتبارًا من 2 يونيو 2024    دورتموند يصعق باريس ويتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا    كرتنا السودانية بين الأمس واليوم)    شاهد بالفيديو.. البرهان يصل من تركيا ويتلقى التعازي في وفاة ابنه    ديمبلي ومبابي على رأس تشكيل باريس أمام دورتموند    محمد الطيب كبور يكتب: لا للحرب كيف يعني ؟!    ترامب يواجه عقوبة السجن المحتملة بسبب ارتكابه انتهاكات.. والقاضي يحذره    مصر تدين العملية العسكرية في رفح وتعتبرها تهديدا خطيرا    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    دبابيس ودالشريف    نحن قبيل شن قلنا ماقلنا الطير بياكلنا!!؟؟    شاهد بالفيديو.. سوداني يفاجئ زوجته في يوم عيد ميلادها بهدية "رومانسية" داخل محل سوداني بالقاهرة وساخرون: (تاني ما نسمع زول يقول أب جيقة ما رومانسي)    شاهد بالصور.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبهر متابعيها بإطلالة ساحرة و"اللوايشة" يتغزلون: (ملكة جمال الكوكب)    شاهد بالصورة والفيديو.. تفاعلت مع أغنيات أميرة الطرب.. حسناء سودانية تخطف الأضواء خلال حفل الفنانة نانسي عجاج بالإمارات والجمهور يتغزل: (انتي نازحة من السودان ولا جاية من الجنة)    رسميا.. حماس توافق على مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    لحظة فارقة    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    كشفها مسؤول..حكومة السودان مستعدة لتوقيع الوثيقة    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور الشفيع خضر في حوار مطول و ساخن: لن أترشح لأى منصب قيادى بالحزب الشيوعى
نشر في حريات يوم 06 - 03 - 2013

دكتور الشفيع خضر القيادي البارز في الحزب الشيوعي السوداني من أكثر الذين حذقوا عمل التحالفات بين القوي السياسية نسبة لعمله كقيادي وممثل لحزبه في هيئة قيادة التجمع الوطني والديمقراطي وقوي الاجماع الوطني ، ومشهور بطريقته السلسة والقبول الذي يجده من جميع القوي السياسية. ولخبرته الطويلة في ساحات العمل الوطني والثوري فقد كون حساسية عالية تجاه حركة التغيير ومنعرجاتها في الواقع السياسي والاجتماعي السوداني ، ما يعطي ارائه وتوقعاته قيمة اضافية .
في هذا الحوار أكد الشفيع خضر ان حزبه مستمر حاليا في اتصالات ومشاورات مع قوي الجبهة الثورية ، وكشف عن استمرار النقاش بين قوي الاجماع الوطني بشأن وثيقة الفجر الجديد وتداعياتها، كما فجر الدكتور قنبلة من العيار الثقيل عندما أكد انه لن يترشح لاي موقع قيادي في حزبه خلال المؤتمر السادس الذي سيعقد هذا العام ، بعد ان كان الكثيرين يتوقعون ان يأتي سكرتيرا عاما للحزب. فالي الحوار:
دكتور كيف تقرأ الواقع السياسي علي ضوء تداعيات وثيقة الفجر الجديد ، وما بعدها من تراجع وخلافات بين قوي الاجماع الوطني؟
مبدئيا نحن أجرينا اتصالاتنا بالقوي المكونة للجبهة الثورية وما نزال ، ايمانا منا بان هذه القوي هي جزء من السودان ومن الشعب السوداني ، وايمانا منا بانها قوي سياسية موجودة ولها قضية كبيرة وهي قضية هوامش وأطراف السودان المأزومة حيث الحروب والقتل اليومي الذي يمارسه نظام المؤتمر الوطني ، وسعيا منا لايجاد حلول دائمة وجذرية وحقيقية ومنطقية لمشاكل السودان ، فبالتالي اتصالاتنا وعملنا ونقاشنا مع القوي المكونة للجبهة الثورية هو نقاش منطقي وموضوعي ولن يثنينا عنه أحد ، لانه ينطلق من قناعتنا الراسخة بان لنا دور تاريخي يجب أن نلعبه لمصلحة الشعب السوداني في وقف الحروب والقتل واحلال السلام والاستقرار، وبناءا علي كل ذلك كانت وما تزال اتصالاتنا معهم جارية كما ذكرت لك. وبالنسبة لقوي المعارضة الان فهي تقوم بشئ أشبه بما يعرف بخطوات التنظيم في العمل العسكري ، ونحن الان نناقش ونقيم كلما حدث لنتعرف علي مواطن الخلل التي حدثت من جانبنا أو من جانب الاطراف الاخري ، ونحن لم ولن نيأس من العمل السياسي لاسقاط هذا النظام لانه دمر السودان ، وعموما تجربة الفجر الجديد والتوقيع وكلما حدث هي جولة من جولات العمل السياسي والفجر الجديد نفسها ليست هي نهاية المطاف بالنسبة لنا ، وكما ذكرت لك نحن نقيم كل ما حدث ونعمل علي تصحيح أخطاءنا وتقييم كل الوضع ، وما يقوم به المؤتمر الوطني من الحديث والدعاية للايحاء بان الفجر الجديد هو نهاية المطاف أمر ساذج لانه في النهاية وان استطاع الانتصار علي كل المعارضة ومحوها وهذا مستحيل فان هذا لن يعطيه حلا من ذهب لمشاكل السودان التي تسبب فيها.
ماذا حدث اذن حتي تراجعتم علي تلك الطريقة من توقيعكم علي وثيقة الفجر الجديد؟
ما حدث كان جملة من الاخطاء سواء من القوي التي أعلنت عن الوثيقة ودفعت بها الي الاعلام بتلك الطريقة المتعجلة ، وكان خطأءا ايضا من القيادات التي وقعت علي الوثيقة دون تفويض ، وخطأ أيضا من القوي السياسية التي لم تتابع مندوبيها بالطريقة السليمة للمتابعة ، بل ان بعض القوي السياسية أرسلت مناديب من الخارج ولم ترسل مناديب من الداخل ، و
مقاطعة هل تقصد المؤتمر الشعبي ؟
ليس المؤتمر الشعبي فقط من ارسل مندوبا من الخارج بل أيضا حزب الامة ارسل قياديا من الخارج ، و..
مقاطعة : هل تري ان الحزبين يريدان التملص من الاتفاق لا سيما ان خلافات برزت بين قيادات بعض الاحزاب وحزب الامة ، كما ان المؤتمر الشعبي رفض ما يتعلق بفصل الدين عن الدولة في الوثيقة؟
المؤتمر الشعبي لم يخطرنا بما تقوله ، ونحن سمعناه في بعض وسائل الاعلام ، ونحن جميعنا كقوي للاجماع الوطني منخرطون حاليا في تقييم كل ما حدث ، نناقش الوثيقة نفسها ، لكن نحن لا نعلم لماذا أرسلوا مناديب من الخارج ، وهذا بالتأكيد كان له تأثير سلبي علي اداء المناديب في ايصال رسالتنا لقوي الجبهة الثورية ، وهي مناقشة وثيقة البديل الديمقراطي وابداء الاراء حولها للخروج باجماع بشأن كافة القضايا السياسية الراهنة وتجنيب البلاد ويلات كثيرة.
الا ترون ان مسألة علاقة الدين بالدولة والسياسة ، أو مسألة العلمانية بشكل عام تضعكم انتم بالتحديد في الحزب الشيوعي في موقف حرج مع حلفائكم الاقرب ايدلوجيا في الجبهة الثورية وفي ذات الموقف من جهة أخري مع قوي الاجماع ؟
ليس هناك حرج ، لأننا لم نذهب للاجتماع بالجبهة الثورية لبحث خلق تحالف مع جهة قريبة او بعيدة عنا ايدلوجيا أو فكريا ، نحن ذهبنا جميعا كقوي للاجماع الوطني لمناقشة وثيقة البديل الديمقراطي وبلورة اراء واتفاق حولها ، علي ان يخضع المشروع للمزيد من الحوار بين الطرفين ، ولذلك موقفنا كقوي اجماع هو واحد كون الوثيقة تحتاج للمزيد من النقاش للاتفاق حولها بشكل نهائي بين كل الاطراف ، وبالتالي في هذا الاطار وبهذا المفهوم ليس هناك ثمة حرج نشعر به في الحزب الشيوعي.
هل تري ان الوثيقة فتحت الباب لاصطفافات اسلامية وعلمانية أو مدنية ؟
كما قلت لك الامر الان ليس كذلك لان المؤتمر الشعبي وحزب الامة وكل قوي الاجماع لا تريد حكم المؤتمر الوطني الذي يدعي انه يحكم بالاسلام، والمؤتمر الوطني هو الذي يريد الايحاء بوجود هذه الاصطفافات.
هل عادت قوي الاجماع لمناقشة الوثيقة نفسها الان ، والي اين وصلت هذه النقاشات؟
قوي الاجماع بالفعل تناقش كل ما حدث وتناقش الوثيقة نفسها ، وقد وصلت تلك النقاشات الي مراحل متقدمة وسيتم اعلان نتائجها للشعب السوداني قريبا.
البعض يري ان تخويف المؤتمر الوطني هو ما قادكم الي هذا التراجع عن الوثيقة ، وهل يمكن أن توثر وجهة النظر هذه علي علاقتكم بقوي الجبهة الثورية؟
أولا انا سمعت هذا الحديث في وسائل الاعلام وفي العديد من التحليلات والاراء لكن لم اسمعه من قيادات الجبهة الثورية ، وثانيا مسألة الارهاب الذي يحاول ان يمارسه المؤتمر الوطني علي القوي السياسية وعلي جميع الناشطين والسياسيين وكافة السودانيين هو أمر ليس بالجديد ، ولم يبدأ بعد وثيقة الفجر الجديد حتي يخيفنا اليوم ، ونحن ظللنا طوال فترة حكم المؤتمر الوطني نعمل من خلال قناعاتنا السياسية ومسئوليتنا التاريخية تجاه الشعب السوداني وليس من خلال ما يمليه علينا أحد. نحن قلناها بوضوح نحن أرسلنا مناديبنا الي كمبالا للاجتماع بالجبهة الثورية ومناقشة ايجاد حلول لمشاكل البلاد وهذا من حقنا كقوي سياسية ، لكن المناديب وقعوا علي اتفاق وهذا خارج تفويضهم وهذا ما قلناه ، والطريقة التي تم بها دفع الوثيقة الي الاعلام ساهم في تعميق الازمة.
بعد ما قام به المؤتمر الوطني من تهديد هل اقتنعتم بأهمية الوثيقة نفسها؟
نحن قناعتنا لا تبني علي ردود الافعال أو علي الحملات التي يقوم بها المؤتمر الوطني ، نحن نقوم بما تمليه علينا قناعتنا الاصيلة تجاه القضايا المصيرية للشعب السوداني كقضايا الحرب والسلام والديمقراطية وغيرها.
مقاطعة : اذن هل سيستمر مشروعكم الاساسي في النقاش مع الجبهة الثورية بشان الوثيقة؟
كما ذكرت لك ان النقاش متواصل للوصول لاتفاقات نهائية بشان الوثيقة نفسها بين كافة قوي الاجماع من جهة ، وبين قوي الاجماع والجبهة الثورية من جهة أخري، لبلورة رؤية واضحة حول القضايا الاساسية والهامة المطروحة في وثيقتي البديل الديمقراطي والفجر الجديد.
الم يعلم مندوبكم صديق يوسف بان الوثيقة سيتم الاعلان عنها ؟
كما ذكرت لك حدثت أخطاء ، نحن جزء منها كحزب شيوعي وكبقية أحزاب في الاجماع الوطني ، ومن ضمنها كما ذكرت لك ارسال بعض الاحزاب لمناديب من الخارج ، أما صديق يوسف فهمو ممثل للحزب ولقوي الاجماع بل هو رئيس لجنة الاتصال السياسي في قوي الاجماع وتوقيعه علي أي وثيقة دون تفويض خطأ سياسي ، رغم انه ذكر لنا انه وقع علي محضر الاجتماع فقط وبعدها فوجئ كما الاخرين بالوثيقة في أجهزة الاعلام بالطريقة التي خرجت بها.
البعض انتقد موقفكم من صديق يوسف ، بل ان البعض يري انكم تتركوه الان يواجه مصيره وحده يعني بالبلدي (( قنطرتوهو)) ؟
هذا الحديث غير صحيح تماما ، ونحن حزب مسئول وسلامة الافراد والقيادات في الحزب أمر يهمنا ، ونحن نعمل بصورة جماعية ومؤسسية في الحزب الشيوعي السوداني ، وصديق يوسف عضو في اللجنة المركزية والمكتب السياسي لحزبنا وهو كذلك رئيس لجنة الاتصال السياسي في قوي الاجماع الوطني، وبالتالي فهو لم يتحرك الا بناءا علي رؤية وقرارات الحزب ، وبالتالي فان الحزب يتحمل كل المسئولية الاخلاقية والادبية في هذا الاطار ، وصديق يوسف يقوم بمهمة حزبية الان ، وهو ما زال موجودا خارج السودان لاستكمال الاتصالات التي بدأناها مع العديد من القوي السياسية ، ونحن نتحرك بوعي كامل وبمؤسسية ولا نقنطر عضويتنا وقياداتنا الكبيرة بهذه الطريقة.
الا تخافون من سيف حظر النشاط السياسي المسلط عليكم ، لا سيما عقب التحذير الذي تسلمتموه من مجلس الاحزاب السياسية؟
أولا كما تعلم نحن تسلمنا خطاب مجلس الاحزاب وحرصنا علي الرد عليه بشكل جماهيري ونشرنا ذلك في الاعلام خلال الايام الماضية ، ومثل هذه القرارات تصدرها المحكمة الدستورية في نهاية المطاف ، وبالطبع نحن لا نخاف من مثل هذه التهديدات والتهويشات، والحزب الشيوعي عمل في ظروف مختلفة والفترات التي عمل فيها في العلن منذ ماقبل الاستقلال أقصر من غيرها ، وبالتالي نحن نعرف كيف ندير أمورنا في مختلف الفترات وبفاعلية تامة ولا تخيفنا هذه الامور ، وخلال فترات عبود ومايو وحتي خلال فترات طويلة من عهد الانقاذ عملنا في العمل السري لسنوات طويلة وها نحن موجودون حتي الان وعملنا السياسي والجماهيري مستمر، صحيح ان هذا العمل ممكن أن يتأثر قليلا ، لكن هذا جزء من ضريبة العمل النضالي المستمر ونحن لا نمله ابدا.
هل الحزب الشيوعي جاهز للنزول تحت الارض من جديد؟
الحزب الشيوعي جاهز لكل الاحتمالات ولدفع ضريبة قناعاته وعمله الوطني في كل الاوقات وله اساليبه وتاريخه الذي يعلمه الشعب السوداني.
هناك من يدعى بان القوي المسلحة وتحديدا الحركة الشعبية باعت القوي السياسية أكثر من مرة ، في نيفاشا عندما تركت الشمال يحكم بشريعة المؤتمر الوطني ، وعندما تركت الشمال ليحكم بقانون الامن مقابل اجازة قانون الاستفتاء ، والان سربت وثيقة الفجر الجديد للاعلام دون الوضع في الاعتبار لحساسية وضعكم الامني وانتم تعملون في الداخل؟
هذا الحديث يكون صحيحا اذا كنا ننتظر كقوي سياسية ان تأتي الحركة الشعبية لتحل لنا مشاكلنا وتواجه لنا نظام المؤتمر الوطني وتزيله بدلا عنا ، ولذلك هذا الكلام ليس صحيحا بهذه الصورة ، اي بمعني أن الحركة الشعبية استخدمت قوي المعارضة استخداما للوصول الي أهدافها، صحيح ان للحركة الشعبية وقوي الهامش حساباتها الخاصة بسبب ظروفها الخاصة ، ونحن نحترم ذلك لكننا أيضا أبدينا تحفظاتنا علي اتفاق مشاكوس وقلنا انه مامن عاقل يقول ان هذا الاتفاق لن يفضي الي الانفصال، وقلنا ان صفقة اجازة قانون الامن وقانون الإستفتاء بتلك الطريقه بمثابة جريمة في حق الشعب ووحدة البلد، يتحملها المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية مع إختلاف الدرجة، الحركة الشعبية لها حساباتها ولها حساسياتها التاريخية مع العديد من القوي السياسية التي كانت متحالفة معها داخل التجمع الوطني الديمقراطي نفسه وبالتالي عندما وجدت فرصة للوصول لاهدافها المشروعة بكلفة اقل من كلفة الحرب قامت باغتنامها ، ولا أحد يمكن أن يلومها علي ذلك ، لا يمكن ان تكون عاجزا عن ازاحة المؤتمر الوطني وتطلب منها ان تقوم بذلك بدلا عنك وتدفع ثمنا أكبر مما دفعته. والاحزاب السياسية نفسها رغم ضعفها وما تعرضت له من قبل المؤتمر الوطني طوال أكثر من عشرين سنة ما تزال لها قناعاتها ورؤيتها وليست لعبة في يد احد لا الحركة الشعبية ولا غيرها . هذه هي الحقائق المجردة والمؤتمر الوطني خلق حالة من الانقسام والتشظي الاجتماعي والسياسي والجهوي والقبلي وضرب النسيج الاجتماعي للتعايش بين السودانيين بطريقة غير مسبوقة في تاريخ السودان ، وبالتالي هو يحاول أن يصور قوي الهامش في نظر المواطنين الشماليين كونها قوي معادية لوجودهم ولهويتهم وجاءت لتدميرهم ، وهذا قاد لماسي ولابادة في دارفور ، وبالتالي فان المطلوب هو عدم الانجرار وراء هذه المخططات ، والوقوف بحزم في مواجهتها ، حرصا علي ما تبقي من السودان من مخاطر التفتت والتمزق وانهيار البلاد بشكل كامل والانحدار الي مستنقع الصوملة الذي أصبح متوقعا في السودان.
والمؤتمر الوطني يرفض علي سبيل المثال مسمي الجنوب الجديد ، هذا المفهوم لم يأتي من فراغ بل جاء من سياسات الحزب الحاكم ووصفه للتنوع في السودان بالدغمسة واستمراره في ذات السياسات التي أدت بتراكمها الي انفصال الجنوب ، وبالتالي فان دورنا الوطني يحتم علينا جميعا التوافق على مشروع وطني مجمع عليه يخرج ببلادنا إلى بر الأمان.
الا تري ان ميزان قوي المعارضة بشكل عام – سواءا مسلحة أو غير مسلحة- يميل لصالح الجبهة الثورية أو الحركة الشعبية بالتحديد؟
صحيح ان هناك العديد من العوامل الداخلية والخارجية قادت لاتفاقيات ثنائية ، وقادت لاوضاع محددة علي ارض الواقع السياسي في السودان ، لكن اعتقد ان الامر الفاصل في هذا الاطار هو مدي قناعة القوي التي تحمل السلاح بحق الجميع في ابداء رأيه والمشاركة في حكم البلاد بشكل ديمقراطي بجانب ضرورة اقتسام الثروة والسلطة بشكل عادل ، وهذا الامر مستمر وتدور النقاشات حاليا لبلورته بشكل كامل وتفصيلي ونهائي ولم نلمس من القوي المسلحة اي تراجع أو نكوص عن هذه المبادئ. اما بالنسبة لقوي المعارضة فهي عملت وما تزال رغم الكثير من الظروف التي تواجهها علي تطوير عملها الجماهيري لاسقاط حكم المؤتمر الوطني واستعادة الحقوق والديمقراطية ، وفي نهاية المطاف من يقوم بالتغيير هو الشعب السوداني وليس الاحزاب السياسية مسلحة كانت أو غير مسلحة ، نحن نقوم باستنهاض وتنظيم الناس، والمؤتمر الوطني بسياساته هو الذي يحفر قبره بنفسه.
ما هي حقيقة الخيارات الاستراتيجية بالنسبة لكم في الحزب الشيوعي السوداني ، ولماذا تراجعتم عن خيار العمل المسلح وأصبحتم تتحدثون عنه كنوع من المحرمات وكنتم تتبنونه حتي فترات ليست بالبعيدة؟
قناعات الاحزاب والقوي السياسية تجاه خياراتها في العمل النضالي تظل مفتوحة دائما بحسب متغيرات الوضع السياسي ، ونحن تبنينا في السابق بل وساهمنا في العمل العسكري للتجمع الوطني الديمقراطي ، لكن نري ان خياراتنا الان بحسب قراءتنا للواقع السياسي تكمن في العمل السلمي الجماهيرى، هذا خيارنا لم يمليه علينا تهديد أو خوف ، وفي نفس الوقت نحن علي قناعة مطلقة بان من حق الجميع ان يحددوا اولوياتهم وخياراتهم في العمل السياسي ايا كانت ولا نتدخل ولا نحجر علي أحد ما يقوم به ، ولكننا أخطرنا قوي الجبهة الثورية بأننا لن نكون جزءا من العمل العسكري الجاري حاليا في السودان.
دكتور دعنا ننتقل الي محور اخر، كيف تنظر للتداعيات والمخاطر التي تتهدد السودان من وجود قوات أجنبية جهادية تقاتل الي جانب الحكومة في دارفور مثل القوات المالية ، كما ورد في الكثير من التقارير ، وكيف تتوقع ردة فعل المجتمع الدولي؟
هذا ملف كبير وخطير وبدايته لم تكن ، وأعتقد أيضا ان نهايته لن تكون بملف الماليين ، فهناك العشرات من القوي الاجنبية والالاف من الجنود الاجانب بمسميات مختلف في البلاد سواءا كانت تحت مسمي الامم المتحدة أو الاتحاد الأفريقي أو الجماعات الجهادية السودانية او الاجنبية ، ودونك الامثلة مثل الخلية المتطرفة التي اعلن عنها النظام نفسه في الدندر، طبعا كل هذا التواجد الأجنبي تم بعلم ومباركة النظام نفسه ، وقد ظللنا نحذر من خطورة وجود مثل هذه المجموعات وبتلك الاعداد الكبيرة. من ناحية أخرى، هنالك العامل الاخطر وهو تنافر المصالح والاستراتيجيات بين هذه القوات نفسها ، فالدول التي تتالف منها القوات الدولية الموجودة تحت مظلة الامم المتحدة في دارفور علي سبيل المثال تتنافر تماما مع وجود أي علاقات عسكرية مع إيران مثلا، كما تتنافر مع وجود المجموعات المتطرفة من القاعدة وغيرها ، وبالتالي فان المؤتمر الوطني يتلاعب بالنار بمحاولة السماح بوجود كل هذه القوي المتنافرة علي أرض السودان ايا كانت مسميات أو اسباب وجود هذه القوات الاجنبية المتنوعة والمتنافرة والكبيرة ودونك ما حدث من قصف لمصنع اليرموك ، والاعتداء الذي تم علي السودان والذي يعبر عن تنافر مصالح القوي التي تتصارع علي ارض السودان، واذا وضعت في الاعتبار الحروبات في جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور بين الاطراف السودانية نفسها ، والقنابل الموقوتة الاخري مثل أبيي تستطيع أن تتخيل البارود الذي يجلس فوقه السودان وبالتالي مستقبل الاجيال في ظل حكومة المؤتمر الوطني وبسبب سياساته.
هل تتوقع تدخلا عسكريا أجنبيا في السودان جراء تلك السياسات وفي ظل الظروف الاقليمية والدولية الحالية ؟
الوضع خطير ومرشح لمختلف اشكال التدخلات والسناريوهات بسبب القوات الكبيرة المتنافرة التي تتواجد في البلاد. لكن أنا استبعد حدوث تدخل تقليدي عسكري مباشر كما حدث في دول أو تجارب أخري ، لكن الاقرب للاحتمال ، بل والذي بدأت بوادره بالفعل هو الصراع بين العديد من القوي الاجنبية علي الاراضي السودانية ، ما يزيد الامر خطورة كما ذكرت هو تلاعب المؤتمر الوطني بالنار وسماحه بوجود قوات متنافرة المصالح علي الاراضي السوداني وباعداد كبيرة.
كيف تنظر لتدخلات المجتمع الدولي في القضايا السودانية ، فهو الذي دعم انفصال الجنوب ، ولم يجن شيئا اذ لا تزال الحرب مستمرة علي الحدود وحرائق دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان ما تزال مستمرة كذلك؟
للأسف المجتمع الدولي وأعني هنا اللاعبين الاساسيين في المجتمع الدولي تعاملوا مع السودان كحقل تجارب ، وبالتالي نظرتهم لمسالة الجنوب لم تقدم حلا نهائيا اذ ان السلام النهائي غير موجود بين السودان وجنوب السودان وشبح الحرب ما يزال مستمرا علي الحدود، ولذلك فان هؤلاء اللاعبين الاساسيين يريدون فقط اطفاء الحرائق الانسانية والحروب التي تنشا هنا أو هناك ، ولذلك هم يفشلون لانهم لا يستطيعون مواجهة ومخاطبة جذور المشكلة في السودان والمتمثلة في ازمة الحكم والسياسات المدمرة المستمرة للبلاد القائمة علي الحروب.
ما هو السيناريو الارجح للتغيير في السودان ، في وجهة نظرك وهل تعتقد ان سيناريو الربيع العربي بعيد عنا؟
السودان مفتوح علي كل الاحتمالات والاوضاع مرشحة لتطورات كثيرة ، وسيناريو التغيير الجماهيري يظل موجودا في كل الاوقات وتسنده حقيقة السخط الشعبي الذي يتزايد يوما بعد يوم ، والنظام نفسه يعلم ذلك جيدا ويتخوف من أي احتجاجات ويتعامل معها بقمع وخشونة كبيرة رغم محدوديتها ، ودونك ما حدث في يونيو ويوليو الماضيين وما يحدث الان من احتجاجات يومية حول قضايا مطلبية مختلفة ، وهناك الازمة الاقتصادية الطاحنة وغلاء الاسعار والبطالة والكبت والاحتقان الاجتماعي المستمر والحروب في الاطراف والفساد المفضوح، وهذه كلها عوامل تزيد من احتمالات التغيير الجماهيري ، وما حدث في مصر أكبر دليل فما من أحد كان يتوقع سقوط نظام مبارك أو بن علي ، وحتي في السودان كان بعض الناس قد يئسوا من تغيير نظام نميري وحدث التغيير عقب 16 عاما . ولا بد ان نضع في الاعتبار أحداثا أخري عندما نقول هذا الكلام فدرجة الصراع الداخلي بين المجموعات الحاكمة وصلت الي درجة بعيدة ايضا والمؤتمر الوطني وليس المعارضة هو من تحدث عن انقلاب داخل الجيش ، وكانت قيادات الحزب الحاكم حتي سنوات قليلة ماضية تتشدق بإستحالة حدوث أي محاولة من هذا النوع. عموما، الاوضاع في السودان مرشحة لتطورات كثيرة ومختلفة.
حريات: دكتور ، الي اين وصلت استعداداتكم في الحزب الشيوعي السوداني لعقد مؤتمركم السادس ؟
الاستعدادات مستمرة علي قدم وساق وقد شارفت علي نهاياتها ، وهناك لجنة تحضيرية شكلها الحزب وتعمل منذ فترة لاكمال كافة الترتيبات بجانب هيئات الحزب الاخري، والحزب سيعقد اجتماعا للجنته المركزية خلال فترة قريبة لمناقشة تقرير اللحنة التحضيرية وبعدها سيحدد الموعد النهائي لانعقاد المؤتمر.
سبق المؤتمر الخامس حديث كثيف عن احتمالات ترشيحك لمنصب السكرتير العام للحزب وعقب وفاة السكرتير السابق محمد ابراهيم نقد ، ورشحت أنباء عن صراع داخلي في هذا الاطار ؟
أعتقد أن مثل هذه التخمينات والتحليلات الصحفية ، هي مبنية علي مراقبة الصحفيين لمجمل النشاط العام للحزب ولقياداته، وهذا جيد حتى لو كان التخمين بعيدا عن الحقيقة. وأعتقد أن المهم والجوهري هو وجود أكثر من شخص مرشح لموقع سكرتير الحزب ، بل وحتي وجود منافسة حول هذه المواقع، فهذا دليل علي حيوية الحزب وديناميكيته وقدرته علي خلق الكثير من الكوادر القيادية.
مقاطعة : ماذا عقب وفاة نقد وغياب القيادات التاريخية، وما هي حقيقة الاحاديث الرائجة بان اختيار السكرتير الحالي الخطيب جاء لتجاوز حالة انقسام حالية يمر بها الحزب؟
كما قلت فان وجود أكثر من شخص مؤهل لقيادة الحزب بالنسبة لي يعد امرا ايجابيا وحيويا وليس مزعجا علي الاطلاق. وما حدث في اجتماع اللجنة المركزية الذي تم فيه اختيار الخطيب هو كالاتي: اولا اختيار الخطيب تم بالانتخابات الديمقراطي، وكان المرشح الآخر هو الأستاذ يوسف حسين، صحيح تم ترشيحي، لكني رفضت وإنسحبت. أما بالنسبة للحديث عن الصراع والجوانب الاخري والملابسات المصاحبة، فاعتقد ان الامر ما يزال شأنا داخليا بالنسبة للحزب ، لكنه بالتأكيد لن يظل كذلك إلى أبد الآبدين، وإنما سيقرر الحزب متى وكيفية الاعلان عنه، وفي الوقت الذي يراه الحزب مناسبا.
هل سترشح نفسك لمنصب السكرتير العام في المؤتمر السادس؟
انا سأقول لك هذا الكلام لأول مرة ، أنا لن اترشح لأي منصب قيادي في الحزب في المؤتمر العام المقبل، وسأظل عضوا فيه أعمل بكل صدق واخلاص لأجل كل ما ينفع السودان.
هل هذا القرار بسبب صراعات الحزب الداخلية؟
هنالك العديد من العوامل التي دفعتني لهذا القرار، ولكن ما يمكن قوله في هذا الحيز هو أن هذا القرار مرتبط بقناعتي الذاتية بضرورة التغيير في القيادات رفضا لفكرة التواجد الأبدي في القيادة، وانا مكثت ما فيه الكفاية في قيادة الحزب وفي لجنته المركزية ولا أعتقد سأكون مفيدا فيها مثلما كنت في مراحل عمرية سابقة وأنا أصغر سنا، ولا بد من افساح المجال لأجيال جديدة ودماء جديدة حتى لا يتمكن التكلس من الحزب. هذا لا يعني التخلي عن المساهمة في قضايا الوطن و قضايا الشعب السوداني، وإنما خدمتهما من مواقع أخرى تتناسب وإمكانياتي الجديدة.
هل تعتبر هذه بمثابة دعوة منك لكافة القيادات التي مكثت طويلا في قيادة الحزب لفتح المجال لقيادات جديدة في المؤتمر القادم؟
هذه قناعتي الذاتية وسأطبقها ولا استطيع أن الزم بها احد ، والاخرين يستطيعون أن يحددوا قناعاتهم وفقها لرؤيتهم الخاصة ، هذه مسألة قناعات خاصة وليست دعوة لأحد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.