طالب نائب مدير عام الشرطة الفريق عادل العاجب ضباط الصف والجنود من منسوبى الشرطة بالكف عن تقديم الاستقالات . ووصف لدى مخاطبته المؤتمر القطاعى الاول لتأمين منشات النفط والتعدين ، والذي عقد باكاديمية الشرطة أمس ، وصف الإستقالات ب (الآفة) المزعجة . وطالب الجنود بالصبر زاعما (اصبروا السودان ماشي لفرج). وإتهم جهات خارجية لم يسمها ب (تأجيج الصراعات الداخلية فى البلاد) ، وقال ( ستتم إعادة تدريب القوات لمواجهة المهددات). وتسود أوساط الشرطة حالة من التذمر بسبب ضعف المرتبات وتردي الأحوال المعيشية للجنود وفساد الرتب العليا وسيطرة متنفذي المؤتمر الوطني من المدنيين على الشرطة . وتشكل الدفعة (60) جامعيين بالشرطة إحدى الثمار المرة لسياسة التمكين . وبحسب تلك السياسة القاضية بإعادة صياغة الدولة لصالح المؤتمر الوطني ، أدخل الحزب دفعة كاملة من الاسلامويين الجامعيين – غالبهم من خريجي الهند وباكستان – أدخلهم إلى الشرطة للسيطرة عليها وتحويلها إلى شرطة حزبية . وعند تخريج تلك الدفعة قال المرحوم الزبير محمد صالح ( من هاهنا تبدأ الشرطة) ، ويعني من ها هنا تبدأ شرطة الإنقاذ ! وفعلاً تسلمت هذه الدفعة غالبية المفاصل الرئيسية في الشرطة السودانية . وحطم هؤلاء الضبط والربط ، فانتماؤهم الحزبي وغض النظر عن رتبهم العسكرية جعلهم فوق قيادات الشرطة ، فطاحوا فيها وفي مواردها بلا رقيب أو حسيب . وإزداد السخط في أوساط الشرطة بعد تعيين هاشم عثمان المقرب لعمر البشير مديرا عاماً للشرطة . وسبق ونشرت (حريات) تقريراً عن اجتماع ضباط الشرطة بمديرها العام في قاعة الصداقة ، وعن انتقادات غالبية الضباط لتحويل الشرطة إلى مليشيا حزبية للمؤتمر الوطني وتخفيضها إلى مقاس هاشم عثمان الذي لا علاقة له بالعمل الشرطي المهني ولم تصعد به إلى قيادة الشرطة مؤهلاته أو جدارته وانما قرابته وولاءه الشخصي لعمر البشير ، وقد فصل (400) ضابط من الذين يستشعر منهم تهديداً لمنصبه! كما سبق وأبلغ مصدر مطلع وموثوق (حريات) بأن عدد الضباط المحالين للتقاعد من الشرطة أكبر بكثير مما نشرته (حريات) والمصادر الأخرى ، وقال ان العدد يزيد عن (400) ضابطا ، وأن السبب في عدم معرفة أعدادهم بدقة ان الاحالة للتقاعد تمت بالتلفون وليس عبر الاعلان في كشف موحد . وقال ان جوهر ما حدث تفريغ للشرطة من أية كفاءات أو عناصر مقتدرة – حتى ولو كانوا من الاسلاميين وأعضاء المؤتمر الوطني – لتخلوا الشرطة تماماً لهاشم عثمان . وأكد المصدر المطلع والموثوق بالشرطة معلومات (حريات) بأن هاشم عثمان فني لا علاقة له بالعمل الشرطي المهني ، والتحق بالمباحث الجنائية كخريج من كلية العلوم ، وعمل أغلب سنوات خدمته في شرطة النظام العام ومكتب عمر البشير . وأضاف بأن هاشم عثمان وهو برتبة فريق أول لا يزال يتلقى تدريبات في مكتبه على كيفية التحية ورفع العلم ! وهي الأمور التي يعرفها أي مجند جديد في الشرطة !