أبلغ مصدر مطلع وموثوق (حريات) بأن عدد الضباط المحالين للتقاعد من الشرطة أكبر بكثير مما نشرته (حريات) والمصادر الأخرى ، وقال ان العدد يزيد عن (60) ضابطا ، وأن السبب في عدم معرفة أعدادهم بدقة ان الاحالة للتقاعد تمت بالتلفون وليس عبر الاعلان في كشف موحد . وقال ان جوهر ما حدث تفريغ للشرطة من أية كفاءات أو عناصر مقتدرة – حتى ولو كانوا من الاسلاميين وأعضاء المؤتمر الوطني – لتخلوا الشرطة تماماً لهاشم عثمان . وأكد المصدر المطلع والموثوق بالشرطة معلومات (حريات) بأن هاشم عثمان فني لا علاقة له بالعمل الشرطي المهني ، والتحق بالمباحث الجنائية كخريج من كلية العلوم ، وعمل أغلب سنوات خدمته في شرطة النظام العام ومكتب عمر البشير . وعينه عمر البشير كمدير عام للشرطة ليحكم قبضته عليها ، بسبب علاقة القرابة ، ولأن هاشم عثمان بلا مؤهلات تبرر تعيينه مما يجعله مطلق الولاء لمن أنعم عليه بالمنصب الذي لم يكن يحلم به . وأضاف بأن هاشم عثمان وهو برتبة فريق أول لا يزال يتلقى تدريبات في مكتبه على كيفية التحية ورفع العلم ! وهي الأمور التي يعرفها أي مجند جديد في الشرطة ! وقال المصدر المطلع والموثوق ان تفريغ الشرطة يهدف الى تحجيمها لتكون بمقاس هاشم عثمان الموالي ولاء مطلقاً لعمر البشير ، وبالتالي ضمان عدم انحيازها للشعب في الانتفاضة الشعبية التي يتوقعها ويتحسب لها عمر البشير . وقال ان أبرز المحالين للتقاعد الفريق الدكتور آدم دليل ، والفريق كمال جعفر ، والفريق عابدين الطاهر واللواء محمد أحمد السيد والعميد عمر الشاهر ، ورغم أن جميعهم من الموالين للمؤتمر الوطني الا انهم تدرجوا في سلك الشرطة وتشربوا تقاليدهم مما يجعلهم غير موثوقين لدى عمر البشير وهاشم عثمان . وقال انه تم الابقاء على الذين لا يشكلون تحدياً لهاشم عثمان ، فالفريق تاج الدين وديدي يهتم بتجارته في الاسبيرات أكثر من اهتمامه بعمله في الشرطة ، والفريق الهادي الساير مريض بالسرطان وكثير ما يسافر للعلاج بالخارج . اضافة الى الفريق عمر محمد علي الذي يعمل كسكرتير لهاشم عثمان ، وظل طوال خدمته في الشرطة متخصصاً في أعمال السكرتارية لمديري الشرطة المختلفين ! كما تمت ترقية شخصين ضعيفين هما حامد منان والهادي مجذوب في مكان المحالين للتقاعد ، والأخير فني أيضاً من خريجي كلية العلوم ولا علاقة له بالعمل الشرطي المهني . وأضاف المصدر المطلع والموثوق بأن حجم المذبحة في الشرطة يتضح من حجم المحالين للتقاعد في الدفعة (47) ، حيث تم فصل (18) عميد . وقال ان الذين تمت ترقيتهم للحلول مكانهم ثمانية أغلبهم من الفاسدين والضعيفين . وقال ان مذبحة الدفعة (47) وراؤها العقيد عمر الصادق وهو يدير أموال واستثمارات هاشم عثمان – خصوصاً في سمسرة الأراضي والعقارات ! وأضاف ان اللافت في مذبحة الشرطة الكبرى ان معيارها الرئيسي ليس موالاة المؤتمر الوطني أو عدمها وانما قبول تخفيض الشرطة لتكون على مقاس هاشم عثمان ، ولهذا تمت احالة عديد من الاسلاميين أعضاء المؤتمر الوطني للتقاعد . هذا وتشير (حريات) الى أن عمر البشير سبق واحال أبرز قيادات القوات المسلحة الى التقاعد في فبراير الماضي ولكنه لا يزال يواجه الكثير من الانتقادات في صفوفها .