كمال كرار.. عندما تتغلغل الطفيلية في بلادنا ، تكون الأمور في بلادنا علي ما هي عليه الآن لا يسمح لك بالدخول لأي مصلحة حكومية إلا إذا كنت تحمل توصية من سادن ) معتبر(، إو إذا دفعت رشوة لموظف الإستقبال نقدا ( ممكن تكون علبة ، وهذه ال )عينا أو عينا سجاير ، أو قلم فاخر ، أو تلفون محمول وهلم جرا . ولا يوقع أي سادن علي أي طلب إلا إذا نال ، وإلا ركن طلبك في درج بني حصته نقدا عليه العنكبوت إلي يوم القيامة العصر . وتركب المواصلات العامة ، وتعطي الكمساري خمسة جنيه ، وفئة التذكرة 80 قرش ، فيصهين من الباقي ، علي أمل أن تنسي (أنت) ، ومن باقي إلي باقي يشتري الكمساري رقشة أو بقرة أيهما أقرب . وتدخل لمعاينة من أجل الحصول علي وظيفة ، وتطلع الأول ، ولكن إسمك يحذف من كشف الذين اجتازوا المعاينة لأنك ابن ناس غلابة ، أو لأنك مصنف من المعارضين أو لأن (أبوك) اعتقل يوما في مظاهرة ضد الغلاء . وترفع لافتة تطالب بالتنمية في مدينة منسية إسمها الميرم ، في وقت كان يتجول فيه نائب الوالي في الشوارع البائسة ، فيعتقلونك ولا يسمحون لأهلك بزيارتك وعندما يرتفع صوت أهلك مطالبين بإطلاق سراحك فإن الأجهزة المختصة تنقلك إلي معتقل كادوقلي . أما إذا رفعت بندقية ، فتأتيك الوفود والوساطات ، فتوقع معك اتفاقية وتخلي لك وظيفة دستورية ، تدخل في زمرة السدنة من أوسع الأبواب . وتطلعي أنت من بيت أبوك ، بي اسكيرت وبلوزة ، فيتهمونك باللبس الفاضح ، وتلبسين البنطلون فأنت قد خرجت من الملة ولا بد من جلدك ، وتقدمين لوظيفة في شركة حكومية فيقال لك أن الوظيفة غير خصصة للبنات . وتقنعين من )خيرا في الشهادة وتجلسين تحت شجرة ، وأمامك كفتيرة في كانون ، فتأتيك الكشة ، يتهمونك بمخالفة النظام العام ويصادرون (العدة) وتدفعين الغرامة. وتحصل أنت علي %90 في الشهادة الثانوية ، ولا تدخل كلية الطب ويدخلها ابن سادن ب %79 بعد أن أضافوا له %12 زيادة لأنه (اب) ولم يركب في حياته دبابة . وتتزوج بعد لأي ، وتحمل زوجتك بعد لأي، وتستجمع كل ما لديك من مال وتذهب أيضا للدكتور في المستشفي العام ، فينصحك بتوليدها في مستوصف خاص ، متعاقد معه بالشي الفلاني ولا يجب أن ترفض أو تقول كاني ماني . الصحافة تكتب والأمن يراقب ، والسادن ينهب والمراجع غايب ، عندما يلعب السدنة والتنابلة فالنتيجة درون وحبايب.