عبدالله موسى.. [email protected] تمر علينا هذه الايام ذكرى تلك الايام الشامخات المضيئات وشعبنا ينفض عن نفسه نير نظام مايو المباد وبالرغم من مرور السنين فمازالت كثير من صفحات تلك الايم بعيدة عن التوثيق ومنها دور جماهير بورتسودان فى تلك الانتفاضه وبصفتي احد المشاركين فى تلك الانتفاضه اود ان اروى للاجيال الجديده بعضا من حكايات تلك الايام وقد كنت حينها عضوا بالحزب الشيوعي والذى كانت تديره انذاك قيادة مؤقته تحت اشراف متفرغ الحزب الزميل الاسطوره فاروق ذكريا وذلك فى اعقاب حمله للاصلاح الشامل شاركنا فيها كما اننى كنت اوانذاك رئيسا للهيئه النقابيين والفنييين بمصنع الغزل والنسيج الدولي اضافه الى عضويتى بمركزية اتحاد العمال بالمديريه والمكتب التنفيذى للنقبه العامه للغزل والنسيج قطاع خاص واذكر اننى كنت مختفيا قبل حوالى اسبوع من اعدام الشهيد محمود محمد طه وكنت عقد اجتماع مشي مع المتفرغ فى التاسعه مساء كل يوم للتشاور فى الوقت الذى كنا نتابع فيه نشاطا محموما لجمع النقابات للمشاركه فيما كنا نسميه بانتفاضة مارس واذكر ان الزميل فاروق شرح لي اخر اخبار مظاهرات الخرطوم فسألته (يازميل طبعا واجبنا نعمق الظاهرات دي ونوسعها؟) فصرخ فى وجهي ( يازميل دى اتفاضه حتطيح بالنميري ونحنا فى قلبها) وقد كان وكان اهم درس تلقيتها يومذاك ان كادر الحزب يستبصر المستقبل بناء على تقديراته ومعلوماته فقد تم تجهيز الحزب بناء على طلب المتفرغ بماكينة تصوير لسرعة تجهيز البيانات بدون صوت ماكينات الطباعه التقليديه وقد لايصدق البعض ان شعارات يوم 6 ابريل كانت جاهزه للتوزيع قبل يومين فى ايدى الفروع والزملاء المعنين بينما كل عضوية الحزب كانت فى قمة جاهزيتها وكنا نزرع شوارع البورت من حي الى اخر حتى نكمل التنسيق مع القوى السياسيه والنقابيه وللحقيقه والتاريخ لم نكن وحدنا بل كان معنا كل النقابيين الشرفاء ومنسوبي الاحزاب السياسيه وقد جربنا نتيجة جهود التنسيق عندما تصدينا بقوه لافشال محاولة قيادة الاتحاد الاشتراكي لاخراج مسيره يوم السبت 6ابريل وهو اليوم الذى كنا نحضر انفسنا له وكان اجتماع الاتحا دالاشتراكى بداره بالخميس 4 ابريل وانا اتشرف باننى واحد الزملاء من بادرنا بالهتاف المضاد وتمكنا من نسف ذلك الاجتماع مماقوى من مواقف بعض المترددين وفى المساء كانت كل النقابات بالبحر الاحمر قد وافقت على اعلان الاضراب السياسي صباح 6 ابريل والخروج بمسيرة هادرة.