ردا على من يصف نفسه بالداعية ابدأ كلامي بقول الله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} صدق الله العظيم اما عن سبب ابتدائي بكلام الله فهو وصف الداعية المصري أحمد محمد عبدالله الشهير بأبي إسلام الكتاب المقدس للمسيحيين بأنه كتاب زنا وفجور ودعارة، وهو ان دل على شيء فإنما يدل على جهله بسماحة الاسلام وجهله بأحكام القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فقد امرنا الله تعالى بالاحسان لاهل الكتاب كما ان ديننا الحنيف منح اهل الذمة كافة الحقوق والحريات الانسانية بما فيها حق المواطنة وحق الحرية وحق التنقل وحق الحياة وحق العمل وحرية العبادة وغيرها من الحقوق الكثير.. وتناسى السيد ابي اسلام ان الله نهى عن الشتم والتحقير لقوله تعالى: { وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}، وان مجادلة اهل الكتاب لا تكون الا بالحسنى لقوله تعالى : { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْل الْكِتَاب إِلَّا بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَن إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}. كما تناسى بأنه لا يمكن له اكراه أي انسان للدخول في الاسلام بالاجبار والاكراه لقوله تعالى : { لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ}. وقوله تعالى: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِين}. وأورد هنا للقارىء بعض ما جاء في القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة رضي الله عنهم في التعامل مع اهل الكتاب:- 1- قوله تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ}. قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا من ظلم معاهدا أو كلفه فوق طاقته أو أخذ شيئا بغير طيب نفس منه فأنا حجيجه يوم القيامة). 2- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً). 3- اشتكت امرأة قبطية الى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه من عمرو بن العاص الذي ضم بيتها إلى المسجد فأرسل الخليفة إلى عمرو وسأله عن ذلك فقال: إن المسجد ضاق بالمسلمين ولم أجد بدا من ضم البيوت المحيطة بالمسجد وعرضت على هذه المرأة ثمنا باهظا فأبت أن تأخذه فادخرته لها في بيت المال وانتزعت ملكيتها مراعاة للمصلحة العامة لكن الفاروق عمر أمره بأن يهدم هذا الجزء الذي للمسجد ويعيد بناءه كما كان لصاحبته 4- اتى علي بن ابي طالب الى رجل من المسلمين قتل رجلاً من أهل الذمة، فقامت عليه البيِّنة، فأمر بقتله، فجاء أخوه فقال : إني قد عفوت، قال: فلعلهم هددوك وفرقوك، قال: لا، ولكن قتله لا يرد علَيَّ أخي، وعوَّضوا لي ورضيتُ. قال : أنت أعلم؛ من كانت له ذمتنا فدمه كدمنا، وديته كديتنا. في الختام اتمنى من الله تعالى ان اكون قد وفقت ببيان بعض مما ورد حول حقوق الاخر في الاسلام، داعيا الله العلي القدير ان يخلصنا من جهل هؤلاء ممن يطلقون على انفسهم علماء.