أكد تقرير لثلاث منظمات أمس الجمعة 26 أبريل ، أن حكومة المؤتمر الوطني وفرت ملاذاً آمناً لمجرم الحرب اليوغندي جوزيف كوني في منطقة كافيا كنجي Kafia Kingi على الحدود بين السودان وجنوب السودان في الفترة ما بين 2009 – 2013 . وأعدت التقرير منظمات ( مبادرة حل أزمة جيش الرب ، رسولف –Resolve LRA crisis initiative الامريكية ،و كفاية الأمريكية Enough ، ومنظمة الأطفال غير المرئيين Invisible Children . وإستند التقرير على صور القمر الصناعي سينيتل وشهادات فارين من قوات جوزيف كوني ( جيش الرب) . وتأسست قوات جوزيف كوني في الثمانينات كحركة قبلية ضد السلطة المركزية اليوغندية ، وتحولت إلى حركة سيئة السمعة بإختطاف وتجنيد الأطفال وإجبار الفتيات على العمل كرقيق جنسي والعنف العشوائي ضد المدنيين إلى ان أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة بالقبض على جوزيف كوني لإتهامه بإرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية . وأدى ضغط القوات الحكومية اليوغندية إلى هروب قوات كوني إلى خارج يوغندا في عام 2005 ، وتمركزها في غابات الكونغو وافريقيا الوسطى . وبحسب تقرير المنظمات فإن الأدلة المختلفة تثبت أن ضباط القوات المسلحة السودانية يوفرون الملاذ الآمن لقيادات قوات كوني في منطقة كافياكنجي ويمدونهم بدعم مادي وأسلحة محدودة . وسافر كوني لأول مرة إلى كافيا كنجي في عام 2010 ، وعاد في 2011 ، وأقام فيها لفترات طويلة في عام 2012 ، وكان طيلة هذه الفترات يخطط من هناك هجماته على المدنيين في الدول المجاورة. ويقول التقرير ان قوات كوني نتيجة ملاحقتها من القوات اليوغندية والقوات الافريقية تعاني من ضعف شديد ، حيث قتل مؤخراً اثنان من أهم خمسة من قادتها وتزايد هروب المقاتلين من صفوفها ، ولكن توفير ملاذ آمن لها في السودان يلحق الأضرار بجهود مكافحتها التي بدأت تحقق أهدافها . وقال مايكل بوفينبيرجر – المدير التنفيذي لمنظمة رسولف وأحد معدي التقرير – انه ما دام كوني يجد ملاذاً آمناً فانه يستطيع ببساطة الهروب إليه وتفادي مطاردة القوات اليوغندية كلما إقتربت منه ، وأضاف ( يجب ألا يسمح للسودان بإحتضان مجرم حرب من الأكثر وحشية وسوء سمعة في العالم بدون عقاب.) . وقال فلكس كولياقي – الناطق الرسمي باسم الجيش اليوغندي – لوكالة أسوشيتدبرس ( كنا نعرف على الدوام بأن كوني يختبئ في كفياكنجي ) واضاف ( الطريق إلى الأمام في انه غير غير مسموح لأي بلد أن يخفي مجرماً مطلوباً). هذا ووجد تقرير المنظمات تغطية إعلامية عالمية واسعة ، حيث تمت تغطيته بوكالة الأنباء الفرنسية وأسوشيتدبرس ورويترز ، كما غطته صحيفة (واشنطن بوست) ، مما يعد صفعة قوية لإدعاءات حكومة المؤتمر الوطني بعدم دعمها لقوات كوني من جهة ،و لطمة لشكواها التي تقدمت بها ضد الحكومة اليوغندية متهمة إياها بدعم المعارضة السودانية ، حيث انه ولو ثبتت إتهامات حكومة المؤتمر الوطني فإن وثائق التقرير الأخير تجعل الأمر لا يعدو كونه معاملة بالمثل ، مع فارق أن كوني مطلوب للعدالة الدولية ويشكل إيواؤه مخالفة صريحة للقانون الدولي ولقرارات الإتحاد الافريقي .