داهمت قوة من الاجهزة الامنية في الثانية عشرة من منتصف الليل 17 يناير منزل الدكتور حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي، واقتادته بدون توجيه أي تهم إليه كما قالت زوجته السيدة وصال المهدي ل (حريات) . وكانت القوة مكونة من حوالي 60 من الافراد تقلهم 50 عربة لاندكروزر وبكاسي ، واقتحموا المنزل شاهرين لبنادقهم . وأضافت السيدة وصال : “كانوا يلبسون كاكاوي فاتح على خلاف المرقع الذي كنا نشاهده”، وقالت لقد أحاطوا بالدار ومنعوا حتى سكانه الداخلين إليه من الولوج. وأكدت صحة الانباء حول حدوث صدام بين بعض أفراد القوة وأحد أعضاء مكتب الترابي أشرف بشرى الذي انهالت عليه القوة بالضرب ومن ثم تم اقتياده للمعتقل. وقالت وصال المهدي بأنهم لم يحاطوا بسبب الاعتقال وحين سؤالها حول إذا كان هذا الاعتقال له صلة بالمؤتمر الصحفي الذي عقدته قوى الإجماع الوطني قالت لا ندري وأضافت: ربما كانت له علاقة أيضا بالحلقات التي سجلها الشيخ في قطر مؤخرا إذ اطلعوا عليها واغتاظوا منها. وفي ذات الصعيد تم اعتقال عدد من قيادات المؤتمر الشعبي ، من بينهم ابوبكر عبدالرازق ، الأمين عبدالرازق ، تاج الدين بانقا ، أشرف بشري ، أشرف حسن ، عثمان عبدالله (بوزوتيف) ، احمد الشين ، ادم حسن ، محمد صديق . واقتيد الترابي لمباني الأمن السياسي في بحري وكان في رفقته ابنه عصام الذي عاد للمنزل في الساعات الأولى من صباح اليوم. وتسربت معلومات من جهات في الأمن حول قائمة لسياسيين آخرين، حيث أشيع نية جهات الأمن باعتقال د. مريم الصادق المهدي مساعدة الأمين العام للاتصال في حزب الأمة القومي والتي شاركت في مؤتمر قوى الاجماع الصحفي أول أمس 16 يناير. وفي اتصال ل (حريات) بالدكتورة مريم المهدي أكدت بأنه لم تصلها قوة للاعتقال بعد، وأضافت: ولكني تلقيت اتصالا تحذيريا من جهات موثوقة بأنني في القائمة. ولدى سؤال (حريات) لها عما إذا كان من المستبعد اعتقالها الآن ولا زالت يدها مكسورة وتحت التطبيب أجابت: هم الذين كسروها، وهل لهؤلاء حد؟ وكانت قوى الاجماع الوطني دعت في بيان ومؤتمر صحفي الاحد 16 يناير الجماهير لمقاومة الغلاء . وتناقلت الوكالات يوم الاثنين 17 يناير تصريحات الدكتور الترابي بان قيام انتفاضة شعبية في السودان على غرار ما حصل في تونس أمر (مرجح)، ورأى أن هذه الانتفاضة الشعبية يمكن أن تجنب السودان وقوع (حمام دم) . وقال الترابي في الخرطوم : (لقد عرفت هذه البلاد انتفاضات شعبية في السابق، ومن المرجح أن يحصل الشيء نفسه مرة اخرى) مضيفا (وفي حال لم تحصل انتفاضة قد يقع حمام دم لان الجميع مسلحون في السودان). وأضاف (أنا واثق من انه في حال حصلت انتفاضة شعبية فان منطقة دارفور ستشارك فيها). وكان الدكتور الترابي قد اعتقل عدة مرات في السنوات العشرة الاخيرة ، وارتبطت اعتقالاته بفترات تفاقم أزمات المؤتمر الوطني وباراء الترابي الجذرية ، مثل تصريحه بضرورة مثول عمر البشير امام المحكمة الجنائية الدولية ، ودعوته يوم اعتقاله للانتفاضة الشعبية .