بسم الله الرحمن الرحيم.. عبدالغني بريش أليمى…الولايات المتحدةالأمريكية [email protected] يوم الجمعة الموافق 26 أبريل 2013 ، شنت قوات الجبهة الثورية السودانية هجوما سريعا وكاسحا على عدد من المدن في شمال كردفان ضد مليشيات حزب المؤتمر الوطني . حيث تمكنت من سيطرتها الكاملة على مدينة أم روابة ثاني كبرى مدن ولاية شمال كردفان لساعات قبل الإنسحاب منها إلى مواقعها سالمة في جبال النوبة/جنوب كردفان . والجبهة الثورية السودانية إذ تتكون من حركات سودانية مسلحة ، أهمها ( الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال ، حركة العدل والمساواة ، حركة تحرير السودان " مناوي – عبدالواحد محمد نور " ، حركة تحرير كوش ، مؤتمر البجا ، وعدد من الحركات السودانية المسلحة الأخرى . كما تضم عددا من الأحزاب السياسية السودانية كحزب الأمة القومي جناح " نصرالدين الهادي المهدي " ، وحزب الأمة تيار " مهدي داؤد الخليفة ، وحزب الإتحادي الديمقراطي جناح " التوم هجو " ، وعدد من التنظيمات والتيارات السودانية الأخرى ومنظمات المجتمع المدني والأهلي السوداني ) . وللجبهة الثورية برنامج شامل ومتكامل ورد في نظامه الأساسي لسنة 2012 ، حيث يقول الفصل الثاني – المبادئ والأهداف والوسائل : تعمل الجبهة لتحقيق أهدافها وفق المبادئ الآتية : 1/ الدولة السودانية دولة لا مركزية فدرالية، ديمقراطية يقوم الحكم فيها على إرادة الشعب وتكون الواجبات والحقوق على أساس المواطنة والمساواة الكاملة بين المواطنين دون تمييز بينهم على أساس الدين أو العرق أو الثقافة أو النوع أو اللون أو الانتماء الجغرافي أو الولاء السياسي، وتكفِل التشريعات والقوانين حرية الاعتقاد الديني والإنتماء الفكري والثقافي والسياسي، والتعبير عنها بالوسائل السلمية . 2/ إقرار النظام الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة شرطأ لازماً للإستقرار والسلام والتنمية المستدامة 3/ إقرار مبدأ كفالة الحريات العامة وحقوق الإنسان والديمقراطية وحكم القانون والتداول السلمي للسلطة عبر إنتخابات حرة ونزيهة . / إقرار مبدأ المواطنة المتساوية أساساً للحقوق والواجبات .4 5/ إقرار مبدأ هوية سودانية تستوعب التنوع والتعدد الثقافي والعرقي والديني . 6/ إقرار دستور وقوانين قائمة علي فصل المؤسسات الدينية عن مؤسسات الدولة لضمان عدم إستغلال الدين في السياسة . 7/ إقرار مبدأ فصل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية . 8/ إقرار مبدأ تقاسم السلطة والثروة على أساس نسبة سكان كل إقليم مع الأخذ في الاعتبار المعايير الموضوعية الأخري وتطبيق معيار التمييز الإيجابي للأقاليم والمناطق المتضررة بالحرب. 9/ إقرار الوحدة الطوعية لجميع أقاليم السودان . 10/ إقرار مبدأ استقلال القضاء وسيادة حكم القانون . 11/ إقرار مبدأ الشفافية والمحاسبية . 12/ التأكيد على حق المواطن في الحياة الكريمة والخدمات الأساسية والحفاظ على أمنه وسلامته واحترام إرادته وحقوقه الأساسية . الأهداف : تعمل الجبهة لتحقيق الأهداف الآتية : 1/ إسقاط نظام المؤتمر الوطني وتغيير نظام الحكم في السودان . 2/ توحيد وتقوية جهود القوى السياسية السودانية وقوى المجتمع المدني والأهلي وقطاعات المرأة والشباب والطلاب والمهنيين والعمال، وتنظيم صفوف المقاومة لإزالة نظام المؤتمر الوطني أو أي نظام آخر مُستبِد . 3/ تأسيس دولة تُحترم فيها حقوق الإنسان كما حددتها المواثيق الوطنية والاقلمية والدولية وقيام نظام حكم لا مركزي فدرالي تتنزل فيه السلطات والموارد لمستويات الحكم المختلفة. 4/ تشكيل حكومة وحدة وطنية بفترة انتقالية تضطلع بمهام حفظ الأمن والنظام لكل الشعب السوداني، ووضع دستور انتقالي للدولة، وتقوم بالمهام الواردة أدناه أ- حل قضايا السودان والنزاعات القائمة وتأمين خصوصيات جميع المناطق التي تضررت بالسياسات والحروب والنزاعات المسلحة . ب – إجراء إحصاء سكاني عام وفقاً للمعايير والرقابة الدوليين . ج – إجراء انتخابات حرة ونزيهة على كافة المستويات وفقاً للمعايير والرقابة الدوليين . 5/ إعادة هيكلة وبناء أجهزة الدولة المتمثلة في الخدمة المدنية والقوات النظامية والجهاز القضائي وغيرها من المؤسسات والأجهزة . 6/ إقامة علاقات خارجية متوازنة تقوم على مبدأ أقرار الأمن والسلم الإقليمي والدولي وحسن الجوار والتعايش السلمي والاحترام المتبادل للمصالح المشتركة بين الشعوب والدول . 7/ التسليم الفوري لمرتكبي جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم ضد الإنسانية لمحكمة الجنايات الدولية . هذه هي الأهداف والمبادئ التي قامت عليها الجبهة الثورية السودانية المتحدة .. وهي أهداف ومبادئ ينشدها كل متشوق للحرية والديمقراطية في عالمنا هذا . غير أن رئيس حزب الأمة وزعيم الأنصار السيد الصادق المهدي يرى في هذه الأهداف والمبادئ خطراً تهدد السودان ، قائلاً إن الجبهة الثورية السودانية المتحدة لا تتبنى برامج قومية أو وطنية بل ستعمل على تطبيق رؤية انتقائية ستقود السودان إلى المزيد من التقسيم . طبعاً لا جديد في عقلية الصادق المهدي الأنانية . فبالرغم من أن الجبهة الثورية السودانية قد مدت يدها لكل الأحزاب والجماعات السياسية والمسلحة السودانية منذ تأسيسها بما فيها هو للإنضمام إليها لإسقاط نظام البشير .. إلآ أنه وكعادته رفض الإنضمام إلى الجبهة الثورية – كما رفض من قبل الإنضمام إلى قوى التجمع الوطني تحت ذرائع كثيرة منها قوله مثلا أنه يرفض استخدام السلاح في تغيير النظام . الصادق المهدي رجل أناني لا يهمه مصلحة الآخرين ، ولأن نفسه مريضة والنفوس المريضة لا تستطيع أن ترى خيرا يأتي من غيرها ، لذا وجدناه يتحدث كثيرا عن ما يسميه " بالتوافق الوطني " .. والرجل دخل مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم في حوار طويل دام لأكثر من سنتين للوصول إلى هذا التوافق المزعوم ، لكن الطرفان وصلا إلى طريق مسدود . ومع هذا لم يتجرأ المهدي بإتخاذ قرار شجاع للإنضمام إلى الجبهة الثورية التي تطالب بإسقاط النظام بكل الوسائل . بل جدد خلال لقاء جمعه مع رؤساء الأحزاب المصرية في القاهرة الأسبوع الماضي الدعوة للحكومة السودانية والمتمردين والقوى السياسية الأخرى لاتفاق التراضي الوطني من أجل حلول تعالج الأزمة التي تعاني منها البلاد . لا ندري حقاً ما الذي يقصده الصادق المهدي بالتراضي الوطني ، لأن نظام البشير واضح جدا في كلامه في أن لا نية لديه في التنازل عن السلطة أبدا أبدا ، أو إشراك آخرين فيها ! مما يعني أن لا جديد في مواقفه تجاه خصومه السياسيين ..فعلاما يحرص المهدي على بقاء هذا النظام الإستبدادي الإقصائي ؟ . يقول المهدي ان الوسائل المسلحة لتغيير النظام مرفوضة من جانبه .. لكن إذا خانته ذاكرته فلنذكره بأحداث عام 1976 التي كان هو شخصياً بطلها . فأحداث عام 1976 التي وقعت داخل العاصمة السودانية الخرطوم بين الجيش السوداني والمسلحين الذين قدموا من ليبيا وتشاد بقيادة الصادق المهدي نفسه لقلب نظام الرئيس جعفر نميري ، لم يكن يحملون المصاحف والأناجيل في يدهم ، إنما كانوا يحملون أحدث الأسلحة النارية ، فليتذكر المهدي هذه الحادثة قبل أن يهاجم حملة السلاح الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة . إن التأريخ لن يرحم أبدا – والصادق المهدي بمواقفه المعادية للتغيير في السودان إذ كالقاتل الذي يمشي في جنازة مقتوله وهو يبكي عليه .. وهو بهذا أيضا يمارس التشويه المتعمد الذي جعل من الأبيض أسوداً ومن الأسود أبيضاً. النظام السوداني عبث بكل شيء منذ مجيئه إلى السلطة ، ولم يدع أي شأن من شئون البلاد إلآ وحشر نفسه فيه ثم حوره وشوهه لصالح حزب المؤتمر الوطني الحاكم ، وجُعل من عمر البشير ديكتاتوراً مطلقاً عبادته مستوجبة على جميع السودانيين .. وتحول القاتل إلى ضحية والضحية إلى قاتل .. إذن أي شخص يؤيد نظاماً بهذه الفظاعة والبشاعة والوحشية لم يرحمه التأريخ أبدا . لا يمكننا أن نحصي عدد الضحايا الذين فقدوا في معتقلات أجهزة ودوائر المخابرات والأمن السرية وفي سجون النظام منذ عام 1989 -إلآ من خلال تطبيق النظام الأساسي للجبهة الثورية السودانية المتحدة .. ولا يمكن لنا معرفة الذين اغتيلوا حتى وان كانوا أعضاءاً في حزب المؤتمر الوطني الحاكم -دون تطبيق النظام الأساسي للجبهة الثورية المتحدة ! .. ولا نستطيع أيضا أن نعرف بشكل دقيق عدد الضحايا في كل من دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق ومناطق مختلفة من السودان إلآ من خلال التطبيق الكامل لبرنامج الجبهة الثورية المتحدة !.. ولم يقدم الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية في السودان للعدالة والمحاكمات إلآ إذا كانت الجبهة الثورية السودانية في السلطة !. إذن الجبهة الثورية الثورية هي المستقبل وهي أمل السودان . التأريخ لن يرحم الصادق المهدي لأنه يسير على نهج دولة الإنقاذ في التعامل مع الجبهة الثورية السودانية التي تمثل قطاع عريض جدا من الشعوب السودانية .. وأن الجبهة الثورية السودانية لم ترفع السلاح حبا فيه ، بل اضطرّ على حمله اضطرارا للمطالبة بحقوقها المشروعة التي تجاهلها النظام الحالى . إذن المهدي لا يتعين عليه انتظار صدور الحكم عليه من جانب الأجيال القادمة ، بل عليه فك ارتباطه بنظام المؤتمر الوطني الآن والوقوف بجانب القوى الوطنية التي تطالب بتغيير النظام وهيكلة الدولة السودانية وبناءها بناءا جديدا يستوعب جميع شعوب السودان دون تفرقة وتمييز . والسلام عليكم…