الراديو ،التلفزيون،الصحف الموالية ،البرلمان،الولايات ،والقادة الراغبين في عمر اطول ،والمحرضين علي القتال ،لنيل الشهادة وحور العين في الجنة،ونساء جميلات طويلات الشعر ونيرات الوجه ،كل هذا يوم الفتح العظيم ،ومن لديه الرغبة فليلتحق بكتائب التعبئة والاستنفار لتحرير ابو كرشولة وكادوا ومناطق اخري .بالجد ملينا هذه الاحاديث الفارغة ،والجنة وحور العين،كفاية تخدير للعقول بجسد نساء في عالم اخر ،الذين يدعون اليه،اذا طلب منه الذهاب الي هذه المناطق،سيكونوا اخر من يلبي هذه الدعوة الحور عينية.فلنتاول جزء يسير من التضليل الحكومي هذه الايام العجاف ،اعلن الرئيس الخائف علي مقعده ،ان القوات المسلحة علي مقربة ومشارف منطقة ابو كرشولة جنوب كردفان ،وعازمة علي تحريرها من متمردي الجبهة الثورية .ويتمادي نائب الرئيس في التضليل الحاج ادم ان الشريعة هي التي ستمضي بمسيرة السودان ،وان مسيرة الشهداء ماضية من اجل حماية المشروع الحضاري برغم تكالب الاعداء ومكرهم في مخاطبة لعرس شهيد مساء الثلاثاء 14/مايو في ولاية الجزيرة،ويكذب دون خجل ان النصر حليفنا مادمنا متمسكين بحبل الله المتين. ويدحض كلام الرئيس العقيد القاضي رمبوي الناطق العسكري باسم الجبهة الثورية ،ان صباح الاثنين 13/مايو دحرت قوات ماى اسماه بالمؤتمر الوطني بالقرب من ابو كرشولا في متحرك اطلق عليه اسم المنتصر بالله والبنيان المرصوص ،وهزم المتحرك ودمر ،وفر المهزومين. الحشد في الخرطوم ومدن الولايات من اجل المشروع الحضاري وحمايته ،والتمسك بالاوهام الفوقية من اجل شئ ،هم انفسهم ليسوا مقتنعين به،فاذا ارادوا الحفاظ عليه ومسيرة الشهداء مستمرة ،فليذهب احمد ابراهيم الطاهر ،والحاج ساطور،وعبدالرحمن ونافع وعلي عثمان،هم الجالسون علي كرسي الحكم،فليجاهدوا لكسب الشهادة ،بدلا من زج طلاب الجامعات في اتون الموت.يحبون الحياة ،ولايهتمون بالشهادة ،يدعون الناس للذهاب الي ابوكرشولا ،ويقضون وقت فراغهم في المناطق السياحية،والشهادة عندهم ناتجها صفر،وللاخرين حور العين والجنان واشياء اخري.اتأمرون الناس بالذهاب الي كاودا وتذهبون الي شرم الشيخ الترفيهية المصرية .الكثيرون لن يسقطوا في هذه الاحابيل ،فسنين التسعينات نبهت ان الشهادة كان هدفها الحكم والشهادة وكتاب الله كانت مجرد كلمة سر للحفاظ علي مناصبهم .وفشلت كل محاولات الاستنفار الجهادي،وبدأت التعبئة تأخذ طابع عرقي ،وهذا الغرض الميكافيلي ايضايفشل ،لوضوح الرؤية .