قال مسئولون بحكومة جنوب السودان أول أمس الأربعاء إن حوالي 800 متمرد ينتمون إلى مجموعة مسئولة عن شن هجمات في ولاية أعالي النيل على مدى السنتين الماضيتين، قبلوا عرضاً بالعفو من قبل الحكومة، ويقومون بتسليم أسلحتهم. ويأتي هذا الاستسلام بعد شهرين من قبول مجموعة من خمسة آلاف مقاتل من حركة تحرير جنوب السودان بقيادة العميد بابيني مونيتويل، لعرض العفو من الرئيس جنوب السوداني سلفا كير. وقال فيليب أغوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان: "لقد قرروا أن كفى للنزاع الداخلي، الذي ليس له أساس حقيقي، وبالتالي فإن الخيار الأفضل هو صنع السلام بين شعب وحكومة جنوب السودان، وبدون شروط". وبسبب عرض العفو فإن المتمردين الذين يسلمون أنفسهم لا يحاكمون. وينتمي المتمردون الذين استسلموا الأربعاء لمجموعة بقيادة اللواء جونسون أولوني، والذي اشترك في سلسلة من المعارك في ملكال وما حولها راح ضحيتها 65 مدنياً على الأقل في عام 2011م، وذلك فقا لتقرير صادر عن هيومان رايتس ووتش في نفس العام. ويقول التقرير الصادر عن المجموعة الحقوقية إن 45 من المتمردين والجنود قد لقوا حتفهم في القتال كذلك. وقال أغوير إن مقاتلي أولوني ظلوا نشطين منذ تلك الهجمات، وينطلقون من قواعد في ولايتي النيل الأبيض وجنوب كردفان السودانيتين. ونفت الخرطوم مرارا إيواء أو دعم جماعات المتمردين التي تقاتل في جنوب السودان. بينما ظلت تتهم جوبا بدعم فصائل الجبهة الثورية السودانية المكونة من العديد من الحركات التي تقاتلها في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. قال أغوير إن استسلام المتمردين يشير إلى نجاح آخر عرض للعفو من قبل كير. وقال: "إنه انتصار للسلام لشعب جنوب السودان، خاصة في أعالي النيل ومملكة الشلك". وأضاف أغوير "إن هذا هو السلام الحقيقي الذي يريده شعب جنوب السودان ليتمكن من التركيز على التنمية والتقدم بعد فترة طويلة من الصراع المرير من أجل الحرية والمساواة." وعرض كير أول عفو على الجماعات المتمردة عندما تولى منصبه في عام 2011 وجدد العرض في أبريل الماضي. ويشكل المتمردون بقيادة ديفيد ياو ياو من بين أكثر المتمردين عناداً الذين يحاربون الحكومة في ولاية جونقلي. وقال ياو ياو مراراً إنه ليس معنياً بعرض العفو، الذي رفضه باعتباره مزحة. لكن أغوير قال إن قادة المجتمع المحلي في جونقلي يواصلون التفاوض مع مقاتلي ياو ياو من وراء الكواليس، في محاولة لإقناعهم بقبول عرض الرئيس وإلقاء السلاح.