[email protected] جاء في الأخبار أن الممثل الأمريكي ويل سميث يستعد للقيام ببطولة وإنتاج فيلم عن الملك النوبي تهراقا بإسم (الفرعون الأخير) والذي سيضع السيناريو له راندال والاس الذي كتب فيلم (قلب شجاع BREAVE HEART) من بطولة ميل غيبسون، وسيركز الفيلم علي صراعات تهراقا مع الآشوريين حول أورشليم (القدس) ودوره في إنقاذ اليهود من الآشوريين.. من المعروف أن تهراقا فرعون نوبي ينتمي للأسرة الخامسة والعشرين التي سمي ملوكها بالفراعنة السود وهم أهل حضارة كوش والذين توجد آثارهم اليوم بمعبد سمنة في الولاية الشمالية وكذلك أهراماتهم -التي تجاوز عددها المائتي هرم- بولاية نهر النيل في مناطق البركل، البجراوية والمصورات، وهذه حقائق تاريخية ثابتة ومدونة في كتب التاريخ وقد أكد عليها الأركيولوجيين وعلماء المصريات، لكن أعتقد أن الفيلم المقبل لن يبرز هذه الحقيقة وحتي وسائل الإعلام التي نشرت إعتزام سميث أداء دور تهراقا أشارت لتهراقا ب (الفرعون المصري)، صحيح أن تهراقا كان حاكما لمصر القديمة بحواضرها من البركل، الجيزة، إدفو، صا، طيبة وحتي فلسطين وجنوب غرب تركيا، لكن لابد من خصوصية لهذا الفرعون الآتي من مصر العليا إلتزاما بالأمانة التاريخية وريادية الأسرة الخامسة والعشرين.. جدير بالذكر أن وزير الآثار المصري السابق زاهي حواس وهو باحث في الآثار قد كرس لمنهج تجاهل الأسرة الفرعونية الكوشية التي تضم تهراقا وكاشتا وبعانخي والكنداكة أماني شاخيتو وشباكا وباكا رع الذين سيطروا علي مصر في العام 715 قبل الميلاد، فقد ضم زاهي حواس جل ما عثر عليه الآثاريون في صعيد مصر من آثار تعود للأسرة الخامسة والعشرين ضمها لإرث الأسرة الرابعة والعشرين وملوكها شبسس رع والملك بوكريس، والأسرة السابعة والعشرين وملوكها بسماتيك الأول وأحمس سانيت والتي يحتفي المتحف المصري بأنها الأسرة التي طرد ملوكها (المحتلين النوبيين) علما بأن الأسر الفرعونية التي حكمت مصر منها الفراعنة الفرس والفراعنة الرومان والقرطاجيين.. أخيرا.. الدفاع عن تاريخ النوبيين ليس مهمة النوبيين وحدهم في السودان فالهوية الجامعة التي نتدثر بغطائها تستمد قوتها من تلاقح الثقافتين العربية والإسلامية، فالإسلام أضاف للنوبة الذين هم أهل البلاد الأصليين كما أن العرب الوافدين للسودان أستفادوا من الإرث الحضاري للنوبة السودانيين، ولذلك لا بد لمكونات السودان الحالي خصوصا الإنتلجنسيا السياسية والثقافية من الوقوف في وجه باعة التاريخ والمتاجرين فيه وذلك بإثبات الإرث العتيد للفراعنة السودانيين وإثبات دورهم المحوري في تاريخ مصر القديمة..