[email protected] كاد الناس أن ينسوا كل قصص الخيال التي كانت تروى عن متطرفو المليشيات التي تقاتل أبناء الوطن باسم الدين , وكيف ان الملائكة قاتلت معهم وأقاموا أعراس الشهداء وهم يتراقصون ويتمايلون وأمهات الهلكى يعتصرون ألما وقد جفت دموعهن وبكينا دما على فراق أحبائهن الذين غذوا بأفكار الهوس والتطرف لقتل إخوتهم في الوطن بل في الدين , لم يتورعوا في سرد أكاذيب حول من فقدوا أنهم رأوهم وهم يطيرون بأجنحة كالبراق في الجنة وقصص الحور التي لا اشك إطلاقا لو أنها صحيحة لملأت ريحهن السودان وما جاورها إلى قيام الساعة. ولكن سرعان ما تبددت كل تلك الترهات وبين عشية وضحاها فأصبح من يرون صولاتهم وجولاتهم في الجنة أصبحوا فطايس ولا يمتون للشهادة بصلة, لم يندهش الكثيرون الذين يعلمون حقيقة هؤلاء , ولكن كما يقولون إذا لم تستحي فافعل ما تشاء , استمر القوم في هوسهم وبعد ان فصلوا جزئا عزيزا من الوطن سارعوا ولأنهم طلاب حرب ولا يهدأ لهم بال إلا بإيقاد نار الحروب وبأي ثمن فأشعلوا نار الحرب في الجنوب الجديد ليعيدوا ذات الأكاذيب. وعادوا الى قصص التأله ونسج الخيال , حيث خرج أحدهم وقال انه رأى البشير وعلي عثمان ونافع و البشير لابس ميري كمان !! ) وعلي عثمان رأسه ابيض والرسول ممسكا بيد نافع ويتلو عليه قوله تعالى : الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ) انتهت الرؤية. حسنا !! }ما الجديد ؟علي عثمان رأسه ابيض لا يختلف عليه مهوسان. , وبعدين انت زول ملكي ولا شنو , يا أخوي نحن عساكر والعساكر عندهم الاقدمية شيء أساسي مش كان ممكن تقول ممسك بيد البشير عشان عسكري وأقدمهم ولا قول علي عثمان عشان نافع ده تنظيميا هو من الصف الرابع قبل المفاصلة {. لا يهم كثيرا أمر الرؤية لأنني أؤمن بأن أمر العباد بيد رب العباد وربما الرجل (أويس زمانه ) ,ولعل الكثيرون يعلمون قصة أويس بن عامر القرني ذلك الصحابي الورع الذي شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالصلاح وقال المصطفى لعمر بن الخطاب لان استطعت ان تسأله يستغفر لك فافعل وهو حدث فعلا عندما قدم المدينة سأله الفاروق عمر أن يستغفر له ففعل (يمكنكم الرجوع إلى قصة أويس القرني في كتب السيرة أو الموسوعة الحرة ويكيبيديا ) وربما الرجل ممن قال فيهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((رُبَّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبرَّه)). بيد أن للرؤية الصالحة امارت وحيثيات تتعلق بالرآي ومن رؤي له , ولما كانت الرؤية التي نحن بصددها رؤى أثره متعدي وربما فيه اثر بالغ على العامة وفق ما يجري من أحداث وأطراف هذه الواقعة وددت ان أقف عندها قليلا !!! حمدت الله كثيرا أن الرجل لم يكمل الآية في قوله تعالى }الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور{ ( 41 ) ) الحج وقف الرجل عند قوله واتوا الزكاة (يمكنكم الرجوع للفيديو المنشور). نعم حمدت الله كثيرا لأنني اعتقد أن الرجل فيه بقية الحنفية الأولى , ولم يرد أن يدخل في جدل هل حقق هؤلاء معنى وروح هذه الآية الكريمة ؟؟ ربنا سبحانه وتعالى مكن هؤلاء من الحكم واعتقد جازما أنها مصيبة أهل السودان الكبرى التي ابتلوا بها هي مصيبة حكومة الكيزان والله يبتلي العبد لحكمة يعلمها هو, نعم أقاموا الصلاة ولكن أي صلاة ؟ آتوا الزكاة ولكن إلى من ؟؟ إن الفتنة الكبرى التي لا يعير لها هؤلاء بالا هي فتنة تمكنهم من الحكم في بلاد السودان والعفو الغفار بسط لهم كل أسباب النجاح لكنهم نكثوا العهد , صلوا صلوات الريا تنقل على الهواء في مساجد شامخات بنوها بأموال الغلابة بأسماء أبائهم ولا يصلي فيها الا وجهاء القوم بل الموالين لهم , ودفعوا أموال الزكاة لإنشاء قنوات فضائية والمستحقين يتضورون جوعا حول هذه القصور الشامخات التي تطاولوا فيها , وأكثروا الفساد فيها حتى عبر الحدود إلى أقدس الأماكن !! أرأيتم لماذا وقف الرجل ولم يكمل الآية ؟؟؟ لان ربنا سبحانه وتعالى قال (}الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور{ نعم أقاموا الصلاة واتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهو عن المنكر. وتعلمون أعزائي الكرام ان ذروة سنام هذا الأمر هي الصلاة التي إن صلحت صلح باقي الإعمال , هؤلاء لم يأمروا بمعروف ولا ينهوا عن منكر!! نعم هل منعتهم صلاتهم عن قتل الأبرياء ومئات الآلاف في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق فضلا العشرات الذين يموتون من المرض أمام ديون الزكاة الذي صرفوا أموالها في العقارات والعربات الفارهة و الفضائيات ليتركوا هؤلاء يموتون , هل منعتهم صلاتهم وهذا التمكين الذي أعطوها ان يتركوا الربا والتعامل به ؟؟ كيف يفسر لنا صاحب هذه الرؤية ما رأى والقرض الذي مرر بالأمس والقروض الربوية الأخرى التي مررت من قبل؟؟؟ سبحانك يا الله يا ما أنت كريم . يبدو أن مفعول قروض الربا قد أخذ يتفاعل ويختمر في عقول أصحاب المشروع , فأصبحوا يتخبطون كما يتخبط الشيطان من المس فما يغفو أحد هم غفوة حتى يستيقظ بترهة من ترهات القرن الثالث عشر, صكوك غفران لقادتهم يمرون بها مرور البرق نحو الجنان. نواصل ………..