قالت منظمة العفو الدولية 24 يونيو 2013، إثر مقتل أربعة رجال من المسلمين الشيعة جنوبالقاهرة، في هجوم عنيف عليهم يوم الأحد، إنه يتعين على الرئيس المصري، محمد مرسي، أن يتصدى للمستوى غير المسبوق من العنف الطائفي ضد الشيعة، ويضمن حمايتهم من التعرض لمزيد من الهجمات. وأكدت حسيبة حاج صحراوي، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، على أنه "يتعين على السلطات المصرية أن تصدر أوامرها فوراً بمباشرة تحقيق مستقل ومحايد في مقتل الرجال الأربعة، وأن تبعث برسالة واضحة بأنه لن يتم التساهل مع من يقومون بمثل هذه الاعتداءات ويحرضون على العنف ضد الشيعة. "ولا بد للتحقيقات من أن تبيِّن أسباب تقاعس قوات الأمن مجدداً عن وقف سفك الدماء، وكذلك أن تكشف النقاب عن دور دعاوى الكراهية والتحريض على العنف في الجرائم التي وقعت." ففي 23 يونيو/حزيران، طوَّقت مجموعة كبيرة من اهالي القرية بيت أحد الأهالي من الشيعة، ويدعى فرحات علي محمد، في قرية زاوية أبو مسلم، بالجيزة، حيث كان الحضور يقيمون مناسبةً دينيةً. وطالب الأهالي بأن يسلم الشيخ الشيعي حسن شحاتة نفسه إليهم. وطبقاً لأقوال شهود عيان، اقتحم الأهالي المنزل، وحطموا السقف والأبواب والنوافذ. ثم قاموا بضرب وطعن بعض الأفراد، مستخدمين في ذلك العصي والسكاكين، ثم قاموا بإخراجهم من البيت سحلاً على الأرض، وحاولوا إضرام النار في البيت. كما تعرّض من هم داخل البيت- بمن فيهم أطفال- للضرب بالحجارة. وقام المهاجمون بتكسير عدة أشياء داخل البيت، بما في ذلك ثلاجات وسرقوا مصوغات ذهبية وممتلكات أخرى. وأثناء الهجوم،كانت الغوغاء تهتف "الله أكبر"، واصفة الشيعة بأنهم "كفار". وفارق حسن شحاته، واثنان من إخوانه، وعماد ربيع علي، الحياة نتيجة للاعتداء. وقد قامت النيابة العامة يوم الاثنين باستجواب صاحب البيت، فرحات علي محمد، وابنتيه وابنه، الذين أصيبوا جميعاً بجروح نتيجة الهجوم. وبحسب التقارير، أصدرت النيابة 15 مذكرة بالقبض، ولكن لم يقبض على أحد حتى الآن. وقال شهود عيان أن ضباط الشرطة وأفراد من قوات الأمن المركزي كانوا حاضرين في المشهد و لكنهم رفضوا التدخل لوقف العنف. وأفادت الأنباء أن 12 شخصا، بينهم امرأة وطفلة قد أصيبوا أثناء العنف الطائفي في المنطقة, وانه قد تم حرق أربعة منازل يقطنها اهالى من الشيعة. وأصدر الرئيس مرسي، يوم الاثنين، بياناً أدان فيه أعمال القتل وتعهد بتقديم الأشخاص المسؤولين عن القتل إلى ساحة العدالة. بيد أن البيان لم يدن التحريض ضد الشيعة. إلا أن بياناً مشابهاً أصدره رئيس الوزراء، هشام قنديل، أدان التحريض على الكراهية والعنف. وطبقاً لأقوال أهالي المنطقة، دأبت مجموعات سلفية وإسلامية أخرى على التحريض على كراهية الشيعة وعلى العنف ضدهم على مدار الأسابيع القليلة الماضية، بما في ذلك في خطب صلاة الجمعة، وعن طريق توزيع منشورات تدعو إلى طردهم من القرية. وأثناء مؤتمر عقد في 16 يونيو/حزيران "لدعم الثورة السورية" حضره الرئيس مرسي، استخدم عدة شيوخ معروفين من السنة لغة طائفية مثيرة للمشاعر لإدانة الهجمات ضد السنة في النزاع المسلح في سوريا. وعلى سبيل المثال، دعا الشيخ محمد حسن، وسط صيحات وتشجيع الجمهور، الرئيس مرسي، إلى عدم السماح للشيعة بدخول مصر حتى لا يفسدوها؛ بينما وصف متكلم آخر الشيعة بأنهم "أنجاس". وقالت حسيبة حاج صحراوي: "إن الرئيس مرسي، بامتناعه عن النأي بنفسه وبحكومته عن خطاب الكراهية والتحريض ضد الشيعة اللذين أطلقت صيحاتهما أثناء الفعالية، قد أوحى لمستمعيه بأن الهجمات ضد الشيعة لن تواجه برد صارم. "ومجرد إدانة الرئيس مرسي للهجوم لن يكون كافياً لوقف التعصب المتزايد ضد الشيعة في مصر. وما لم يعاقب مرتكبو هذه الاعتداءات في الجيزة، فإن إفلاتهم من العقاب سوف يزيد من شراسة آخرين. "وإنه لمما يثير بواعث القلق الشديد التفكير بأن قوات الأمن قد وقفت تتفرج أمام ارتكاب مثل هذا العنف الوحشي. ولن يوقف مثل هذا النمط من اللامبالاة إبان العنف الطائفي سوى وجود إرادة سياسية صارمة." لقد شهدت مصر، منذ صعود الرئيس مرسي، الذي كان عضواً في حركة الإخوان المسلمين قبل انتخابه، إلى سدة الحكم، في السنة المنصرمة، تعرُّض الأقليات الدينية، من الشيعة وغيرها من الأقليات في مصر- بمن فيهم المسيحيون الأقباط- للعنف والتمييز الطائفيين بصورة متواصلة، مع إفلات الجناة في حوادث العنف من العقاب.