إحتل السودان المركز الأول عربياً في قائمة الدول التي يهاجر مواطنوها للخارج. وحسب إستطلاع أجراه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة ، وشمل (14) دولة عربية ، ونشر أمس 26 يونيو ، أن 54 % من السودانيين أبدوا رغبتهم في الهجرة إلى خارج السودان . وذكر الإستطلاع ان 79% من السودانيين قالوا ان دوافع هجرتهم تحسين الاوضاع المعيشية ، بينما عزا 5% من العينة هجرتهم لأسباب أمنية ، و4% لأسباب سياسية. وأجري الإستطلاع في : السودان ، لبنان، الاردن،العراق، السعودية، مصر، الجزائر، تونس، المغرب، موريتانيا، فلسطين، اليمن، الكويت، وليبيا. وحسب الإستطلاع جاءت لبنان في المركز الثاني بعد السودان بينما حل العراق في المركز الثالث. وقال المركز ان الإستطلاع نُفّذ ميدانيًّا من خلال إجراء مقابلاتٍ مع 21350 شخصاً من البلدان التي شملها الاستطلاع . وجرت مرحلة التنفيذ الميدانيّ للإستطلاع خلال الفترة الممتدّة من يوليو 2012، إلى مارس 2013. وقال محمد المصري الباحث في المركز والمشرف على مشروع استطلاع اتجاهات الرأي العام العربي، ان هذا الاستطلاع يعد أكبر وأضخم إستطلاع يُنفّذ في البلاد العربية ، لافتاً الى أنه تم اعتماد تحليل نتائج البيانات على مستوى المحافظات والولايات حسب كل بلد. وأضاف ان الإستطلاع نفذته فرقٌ بحثيّةٌ مؤهَّلةٌ ومدرَّبة تابعة لمراكزَ ومؤسّساتٍ بحثيّةٍ في البلدان المذكورة ، تحت الإشراف الميدانيّ لفريق المؤشِّر العربيّ في المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات. وسبق وحذر عيسى بشرى وزير العلوم والاتصالات أمام المجلس الوطني 3 يونيو ، من تفاقم هجرة العقول، والكوادر البحثية والمتخصصة في مجالات علمية، وتخصصات نادرة، كاشفاً أن وزارته لوحدها فقدت خلال العام المنصرم 14.6% من حملة الماجستير والدكتوراه. وسبق واقر وزير التعليم العالي والبحث العلمي بروفيسور خميس كجو كندة مارس الماضي ، بإن أكثر من 1000 أستاذ جامعي حتى الآن هاجروا لخارج البلاد من جملة 12 ألفاً بنسبة تقترب من ال 10%. ورأى أن الكوادر المهاجرة من أميز أساتذة التعليم الجامعي في البلاد، وقال إن كثيراً من الجامعات أصبحت بيئتها غير جاذبة بسبب الحروبات والنزاعات. ومن جانبها، أبرزت دراسة أعدتها وزارة العمل والتنمية البشرية مغادرة 94 ألف شخص السودان في 2012 ليلتحقوا بوظائف في دول أخرى مقارنة بعشرة آلاف عام 2008. وتفيد دراسة وزارة العمل أن 1620 طبيباً غادروا السودان العام الماضي مقارنة مع 338 في عام 2008، كما يقدر عدد الذين لا يجدون فرص عمل بحوالى 40% من جملة القادرين على العمل في البلاد. وسبق وإعترف أمين عام جهاز السودانيين العاملين بالخارج في ندوة حول هجرة الكوادر السودانية كرار التهامي يناير الماضي ، أن أكثر من 66 ألف سوداني غادروا البلاد عبر عقود عمل خلال الأشهر الستة الماضية. وقال خبير إقتصادي ان معدل الهجرة المرتفع دلالة على فشل الدولة في معالجة أزمات البلاد الإقتصادية والسياسية والإجتماعية ، مضيفاً ان سبب هجرة الكوادر المدربة والمؤهلة سببه تدمير البني التحتية للمشاريع القومية الرئيسية. وأرجع الخبير الاقتصادي التجاني الطيب السبب إلى تفشي البطالة بين الخريجين والشباب ، ورأى أن تردي الأوضاع المعيشية والضغط الأسري أفضى لمحاولة إيجاد بدائل تعين على مواجهة ظروف مفروضة على الجميع. وقال إن السياسة الاجتماعية والاقتصادية الخاطئة أصبحت لا تتماشى مع طموحات الشباب وتطلعاتهم خاصة في مجالات الحرية والاندماج مع التطور. ونبه إلي تأثير الكفاءات المهنية من الأطباء والمهندسين والعمال المهرة في تطور الاقتصاد، مشيرا في الوقت ذاته إلي معاناة الاقتصاد السوداني من عدم وجود الكوادر المؤهلة. ويضيف أن هجرة آخرين تعني مزيدا من التدهور الاقتصادي ومزيدا من التضخم.