أطلق وزير العلوم والاتصالات عيسى بشرى ، تحذيرات من تفاقم هجرة العقول، والكوادر البحثية، والمتخصصة في مجالات علمية، وتخصصات نادرة، كاشفاً أن وزاته لوحدها فقدت خلال العام المنصرم 14.6% من حملة الماجستير والدكتوراه. وأكد الوزير بشرى، لدى استعراضه أمام أعضاء المجلس الوطني تقرير أداء وزارته يوم الإثنين ، وخططها، أكد التأثيرات السالبة لمثل هذه الهجرة في أداء المراكز البحثية، وتدريب الكوادر الجديدة وتأهيلها. ودعا بشرى المجلس للعمل من أجل حثّ الجهات المختصة بالدولة، من أجل تنفيذ قرار المجلس، الخاص بتخصيص نسبة 1% من الإيرادات لأغراض البحث العلمي، وتطوير العلوم والمعرفة، وأن تعمل الدولة على إيجاد المعالجات اللازمة، والسريعة، لأسباب هذه الهجرة، وتشجيع هذه الكوادر على البقاء في الوطن لأداء مهامها، وواجباتها، لتحقيق طموحات المواطن في غد مشرق وواعد. وأعرب عن أسفه لتراجع التدفقات المالية المخصصة لدعم البحث العلمي، التي تعتمد عليها المراكز، والهيئات البحثية في تسيير أنشطتها، مشيراً إلى أن النقص بلغ 960 ألف جنيه عن العام 2011م. وقال إن هذا التراجع تسبب في نقص التقانات المنتجة، بجانب تقليص البرامج الإستراتيجية من تسعة الى اثنين فقط، بجانب تراجع المشاريع الجارية ل126 مشروعاً، والأوراق العلمية من 115 إلى 79. وأضاف بشرى أن تراجع الدعم أثر كذلك في تدريب العاملين، حيث شهد العام 2012 تدريب 277 فقط، مقارنة مع 415 في العام 2011، بجانب انخفاض فرص التأهيل لدرجتي الماجستير والدكتوراه، لأكثر من 50%، وتراجعت برامج التبادل العلمي لأقل من 9%. وسبق وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي بروفيسور خميس كجو كندة مارس الماضي ، إن أكثر من 1000 أستاذ جامعي حتى الآن هاجروا لخارج البلاد من جملة 12 ألفاً يعملون بالجامعات الوطنية، بنسبة قترب من ال 10%. ورأى أن الكوادر المهاجرة من أميز أساتذة التعليم الجامعي في البلاد، وقال إن كثيراً من الجامعات أصبحت بيئتها غير جاذبة بسبب الحروبات والنزاعات، وكشف عن وجود إقبال خارجي لإنشاء جامعات في البلاد بهدف تعليم طلاب الدول المجاورة. ودعا الجامعات للشروع في مشاريع استثمارية تتبع له لسد النقص الأكاديمي وما تحتاجه من تمويل للعملية التعليمية. ومن جانبها، أبرزت دراسة أعدتها وزارة العمل والتنمية البشرية مغادرة 94 ألف شخص السودان في 2012 ليلتحقوا بوظائف في دول أخرى مقارنة بعشرة آلاف عام 2008. وأبرزت الدراسة أرقام المغادرين من العاملين في الحقل الطبي والأكاديميين والفنيين والذين يعملون في حقل التعليم وإن كانوا لا يزالون يمثلون أقلية في أعداد المغادرين. وتفيد دراسة وزارة العمل أن 1620 طبيباً غادروا السودان العام الماضي مقارنة مع 338 في عام 2008، كما يقدر عدد الذين لا يجدون فرص عمل بحوالى 40% من جملة القادرين على العمل في البلاد. وقال نائب مدير التنمية البشرية في وزارة الصحة الاتحادية الشيخ بدر إن الممرضين والكفاءات الصحية الأخرى كذلك يغادرون البلاد في ما يوصف بمعدَّلات هائلة للهجرة في القطاع الصحي. وفي عام 2011، كانت النسبة 1,3 عامل في القطاع الصحي لكل ألف شخص مقارنة بمعدّل منظمة الصحة العالمية التي تفترض توفير 2,3 عامل في المجال الصحي لكل ألف شخص.