[email protected] هل سمعت بما حدث في اليابان؟ قتل 12 حاجا من حجاج اليابان عندم تزاحموا للحصول على فرصة الحج، فانهار عليهم الحائط المبنى الذي تجمعوا فيه منذ الليلة التي تسبق الحادث، فماتت عشر نساء وطفلة ورجل، 12 روح بريئة تم زهقها في يوم عظيم كان من المفترض أن يعبد طريقهم ليقفوا أمام بيت الله، يودعوه سرهم ونجواهم، ويبلغوه إيمانهم وتسليمهم، ويدعونه استغفارا وتبركا، ويدعون لأحبائهم الأحياء والأموات. قطع التليفزيون الياباني إرساله، وأذاع الخبر، وانتقلت كاميراته إلى مكان الحادث، تصور وتتابع الخبر الفاجعة وتنقل المشاهد حية للناس، وتحاصر المسؤولين وتسائلهم، عن أدائهم ومسؤوليتهم عن الحادث. كانت الكاميرات تتابع وجود الشرطة، و عدم وجودها، وتبحث عن سيارات الإسعاف، وما إذا كانت تؤدي مهمتها بالسرعة والكفاءة المطلوبة، وتنتقل أتيام من الصحفيين والإعلاميين إلى المستشفيات لترى كيف يتم التعامل وعلاج ضحايا الحادث. كانت كاميرات أخرى ومراسلين صحفيين كثر تنتقل بين مسؤولي الحكومة المركزية الذين هرعوا منتصف الليل لمكاتبهم ليتابعوا الحادث، وتتحرك مع أعضاء البرلمان الذين هرعوا ليتابعوا الحادث وأسبابه، وتسجل من غابوا وقضوا الليل نياما من المسؤولين التنفيذيين والبرلمانيين. وكانت أسر المتوفين من الحجاج المرتقبين، رحمهم الله وتقبل نية حجتهم، تظهر كل دقائق على شاشة التليفزيون تتحدث عن اللحظات الاخيرة للضحايا. لم يظهر عمدة المدينةاليابانية التي وقع فيها الحادث، ولم يتحدث أو يبرر، بل ظهرت أسرته الحزينة تروي لحظاته الاخيرة، قالوا أنه هرع بعد خمس دقائق إلى مكان الحادث، وظل يتابع الضحايا حتى تم نقلهم للمستشفى، ورأس اجتماع غرفة العمليات بعد ساعة من الحادث، كان غاضبا ومتألما لما حدث. عاد لمنزله في السابعة صباحا، دخل إلى غرفته واغلقها، ثم سمعت الأسرة صوت الطلة التي أو دعها في قلبه، تاركا وراءه رسالة واحدة " أرجو أن تسامحوني، كان خطأي كبيرا، لكنه لم يكن مقصودا، بلغوا أسفي لأسر الضحايا، ولاسرتي التي جلبت لها العار، ارجو أن تسامحوني جميعا، وأن تدعو ليسامحني الخالق ويغفر لي تقصيري". صباح اليوم التالي هرعت أجهزة الإعلام لتحضر اجتماع مجلس الوزراء العاجل الذي تم تخصيصه لمناقشة الحادث، خرج الناطق باسم المجلس ليواجه الصحفيين، ويعتذر عن عدم مثول الوزراء المختصين أمامهم ليجيبوا عن أسئلتهم، فقد قدم مجلس الوزراء استقالته بالكامل، وسيخاطب رئيس الوزراء المستقيل الأمة اليابانية بعد قليل من شاشات التلفزة المحلية والعالمية. مجموعة أخرى من الصحفيين كانت ترابط في البرلمان، تنتظر اجتماع عاجل لهيئة المجلس، خرج رئيس البرلمان ليقول أنهم في انتظار نتائج التحقيق الذي تجريه لجنة برلمانية سافرت للمدينة فجرا، لكنه قال جملة واحدة تعليقا على استقالة الوزراء " جميل أنهم احسوا بمسؤوليتهم تجاه هذه الكارثة، ولن أسبق الأحداث باي تعليق آخر، غير أن الاستقالة لن تعفي من المحاسبة". إنها أرواح دستة من البشر، 12 عشر رجلا وإمرأة وطفلة، وليسوا ربطة جرجير، كما قال الشاعر الياباني صلاح أحمد إبراهيم.