كشف أحد أعضاء مجموعة (سائحون) بصفحتها على الفيسبوك بأن الفريق طه عثمان الحسين – مدير مكتب المشير عمر البشير – إشترى منزلاً فخماً بالرياض جوار منزل على عثمان بمبلغ (7) مليار جنيه . وحين سأل أحد المتداخلين من أين للفريق طه بكل هذه المليارات كتب عضو (سائحون) الذى يسمى نفسه ب (سيد الكارو) ان أحد رجال الأعمال من الأثرياء الجدد أجاب على التساؤل قائلاً : ( … الفريق طه رجل كبوشية القوي (جعل) في القصر الجمهوري منضدة (تربيزة) لكل من يريد مقابلة الرئيس وعليها رسم دخول (عشرة) ألف جنيه .. ادفع وستحظى بمقابلة البشير في اليوم التالي مباشرة.. في غياب المؤسسية لابد أن تدفع وإلا فستتعطل مصالحك .. ادفع بالتي هي أحسن أو بالتي هي أخشن) . والفساد في الانقاذ فساد مؤسسي وشامل يرتبط بكونها سلطة أقلية ، تحكم بمصادرة الديمقراطية وحقوق الانسان ، وتحطم بالتالي النظم والآليات والمؤسسات الكفيلة بمكافحة الفساد ، كحرية التعبير ، واستقلال القضاء ، وحيدة اجهزة الدولة ، ورقابة البرلمان المنتخب انتخاباً حراً ونزيهاً . كما يرتبط بآيدولوجيتها التي ترى في الدولة غنيمة ، علاقتها بها وبمقدراتها بل وبمواطنيها علاقة ( امتلاك) وليس علاقة خدمة . وبكونها ترى في نفسها بدءاً جديداً للتاريخ ، فتستهين بالتجربة الانسانية وحكمتها المتراكمة ، بما في ذلك الاسس التي طورتها لمكافحة الفساد . ويجد فساد الانقاذ الحماية من رئيس النظام الذى يشكل مع اسرته اهم مراكز الفساد ، كما يتغطى بالشعارات الاسلامية ، ولذا خلاف ارتباطه بالمؤسسات ذات الصبغة الاسلامية كالاوقاف والزكاة والحج والعمرة ، فانه كذلك فاق فساد جميع الانظمة في تاريخ السودان الحديث ، وذلك ما تؤكده تقارير منظمة الشفافية العالمية – السودان رقم (173)من(176) بحسب تقرير 2012 ، كما تؤكده شهادات اسلاميين مختلفين. وحين تنعدم الديمقراطية ، لفترة طويلة ، كما الحال في ظل الانقاذ ، يسود أناس بعقلية العصابات ، ويتحول الفساد الى منظومة تعيد صياغة الافراد على صورتها ، فتحول حتى الابرار الى فجار ، واما أدعياء (الملائكية) فانهم يتحولون الى ما أسوأ من الشياطين !.