صحفي مقيم بالقاهرة [email protected] ربما الصدفة وحدها ساقتني لاول مرة الى ميدان رابعة العدوية حيث يعتصم انصار الرئيس المصري مرسي كنت في الطريق الى مقام السيدة زينب التى اشهد تجلياتها عبر دموع محبيها وزائريها دون تسويق اعلامي لخدمة اهداف سياسية في الطريق الح عليَّ صديقي المصري ان اذهب معه لم اشا ان اكسر بخاطره وهو الذي اكن له مودة صادقة وعيش وملح وكشري رغم اختلافنا في التوجهات. ربما كنت مدفوعا ايضا بفضول الصحفي لمعرفة تجليات جبريل هناك الذي يصلي بالمعتصمين حسب رواية احد انصار مرسي ، توسط المعتصمون ساحة ميدان مسجد العارفة بالله المتصوفة رابعة العدوية التي كانت في مبتدا حياتها (مومساً) ثم صارت رائدة العشق الالهي وكتبت اجمل الابيات في حب الله (احبك حبين حب الهوى وحب لانك اهل لذاك ، فأما الذي حب الهوى فشغلي بذكرك عمن سواكا ، واما الذي انت اهل له فكشفك للحجب حتى اراكا) امتلأ الميدان بمن يحبون مرسي لانه اهل لذاك الحب الذي اقتضته شرعيته وانتخابه من جموع المصريين اما كشف الحجب برؤية جبريل يصلي بهم فلم اراها ، ربما كان جبريلاً ليس بمحجوب عني بل انا المحجوب عن النظر اليه !!!. في الميدان حدثوني كثيرا عن شرعية الرئيس المنتخب قلت لهم صحيح مرسي لا احد يشكك في شرعيته لكن الشرعية انواع ثلاثة : شرعية الانتخاب ، شرعية الفعل وشرعية رضا الجماهير ، نال مرسي الاولى وفشل في الثانية عندما لم يحقق شيئا طوال عام كامل وبدلا ان يكون رئيساً توافقيا باسم كل المصريين الذين انتخبوه حصر نفسه في دائرة عشيرته المقربين من اتباع تنظيمه فكان من الطبيعي ان لا ينال الشرعية الثالثة رضا كل الجماهير التي انتخبته ، نسي مرسي ان من صوتوا له في الجولة الاولى 5 مليون ونيف من انصار حزبه الحرية والعدالة احتاج لمثلها ويزيد 7مليون ونصف ممن صوتوا له (ليس حباً فيه بل كرها في فوز احمد شفيق المحسوب على النظام السابق) حتى يكون اول رئيسا منتخبا في تاريخ مصر. كل المتحدثين في الميدان باسم التحالف الاسلامي لدعم الشرعية كانوا يهيئون الجماهير لحدوث انقلاب عسكري وان عليهم مقاومته بالطرق السلمية كان حديثهم في غاية الاتزان مع وجود بعض المتشنجين ،كتب عصام حداد مستشار الرئيس مرسي على صفحته في الفيس بوك بالانجليزية : ما يجري هو انقلاب عسكري وفي اللحظة التي اكتب فيها هذه السطور فانني ادرك تماما انها قد تكون اخر مرة اتمكن فيها من الكتابة على هذه الصفحة) و البلتاجي قال انهم مستعدون للشهادة ولن نترك رابعة !! بعد صلاة المغرب فرق من المظلات و الصاعقة نزلت الي ميدان رابعة العدوية مع تواجد عدد كبير من المدرعات و ناقلات الجنود قالوا انها لحماية المتظاهرين ثم بعد بيان السيسي بدأت حملة اعتقالات لعدد من منظمي الاعتصام .قبل نهاية خطاب السيسي كانت خمسة قنوات قد اغلقت: الرحمة والفتح والناس والحافظ ومصر25 واعتقال مدير قناة الحافظ ، وبعد الخطاب بنصف ساعة جاء افراد الشرطة العسكرية واوقفوا البث المباشر من ميدان رابعة واعتقل طاقم الجزيرة ولم يسلم حتى موظفو سيارات البث المباشر (SNG) واغلبهم يتبعون لشركات متعاقدة مع عدد من القنوات الخاصة ومع الساعات الاولى للفجر شرعت الجيش في حملة اعتقالات بلغت اكثر من 300 من كوادر وموالي حزب الحرية والعدالة ، ربما ساهم التعتيم الاعلامي في تزايد حالة الاحتقان منذ صدور البيان فقد شهدت ارجاء الجمهورية سقوط 16 قتيلا حتى اللحظة في كل من مطروح والاسكندرية والمنيا في اشتباكات بين انصار مرسي وقوى الامن الجيش قال انه تدخل لحقن دماء المصريين وانه يقف على مسافة واحدة من كل القوى لكن ما حدث انه مارس اقصاء للاسلاميين ومصادرة لحقهم في ابداء رأيهم والتعبير عنه بحرية . الاقصاء يولد مزيداً من العنف والتطرف لا تحتمله البلاد ، قلت لصديقي المصري الذي ادخلني في تلك التجربة القاسية والمفيدة انني ضد تديين الدولة لكنني اؤمن ايمانا تاما ان الحرية للجميع يحمد للرئيس مرسي انه كان يشدد لمدة أسبوع كامل علي قوات الجيش و الشرطة بضرورة تأمين مظاهرات تخرج ضده و حمايتها من البلطجية .. في حين أنه لم يأمر بإرسال عسكري واحد لتأمين مقر من مقرات حزبه وعشيرته التي تعرضت للاعتداء والاحراق