بسم الله الرحمن الرحيم.. عبدالغني بريش فيوف [email protected] نشرت جريدة أخبار اليوم المصرية يوم الإثنين 8/7/2013 بنشر رسالة بعثها الجنرال السوداني عمر البشير مؤرخة بتأريخ 4 يوليو 2013 إلى الرئيس المصري المخلوع – الأخواني محمد مرسي . ومحتوى الرسالة ببساطة هي أن الأول يحث الأخير بالصبر على ما حل به من مصيبة وكارثة جراء الإطاحة به من قبل الجيش المصري . ويبديء البشير في رسالته هذه استعداد الحركة الإسلامية السودانية كفرع من حركة الأخوان المسلمين العالمية تقديم الدعم المادي والمعنوي اللأزم لأخوان مصر حتى هزيمة العلمانيين الكُفار ، وعودة ما يسميها " بالشرعية الدستورية " . وما أن تناقلت وكالات الأنباء المصرية الأخرى مضمون الرسالة حتى أُصيب النظام السوداني بالسعار ، لأنه لا يمكن أن يخفي ما حملها هذه الرسالة من تهديد مباشر للأمن القومي المصري والتحريض على العنف والفوضى في مصر . وتطبيقاً لمقولة " الهجوم خير وسيلة للدفاع " ، نَفَت وَزَارة الخارجية السودانية يوم الثلاثاء 10/7/2013 أن يكون الرئيس السودانى حسن البشير قد بعث برسالة إلى الرئيس المعزول محمد مرسى . وقال السفير أبو بكر الصديق محمد الأمين الناطق الرسمى باسم وزارة الخارجية السودانية فى تصريح لوكالة الأنباء السودانية "سونا": أحمد كرتى وزير الخارجية أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره المصرى محمد كامل عمرو بخصوص قيام صحيفة (أخبار اليوم) المصرية بنشر تصريح منسوب لوكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق اللواء ثروت جودة مفاده أنه تحصل على نسخة رسالة مزعومة من الرئيس المشير عمر حسن البشير إلى الرئيس المصرى المعزول محمد مرسى، بعد قرار عزله". وأضاف الناطق إن وزير الخارجية أبلغ نظيره المصرى أن هذا الخبر محاولة للإساءة للعلاقات بين البلدين وأن ما نُشِرَ هو محض افتراء ويعبر عن محاولة مغرضة للنيل من العلاقات بين البلدين الشقيقين. وتابع أن وزارة الخارجية استدعت القائم بالأعمال المصرى بالخرطوم ونقلت له أن ما جاء فى الخبر غير صحيح وهو محاولة للإيقاع بين البلدين الشقيقين، بحسب "سونا" . هكذا قرر النظام السوداني الخوانجي ممارسة استيراتيجية " الهجوم خير وسيلة للدفاع " للرد على الصحف التي نشرت نص الرسالة ، متهما تلك الصحف بالكذب والتضليل ، قائلا أنها تحاول توتير العلاقات الحميمة التي تربط بين البلدين الشقيقين . من هنا يمكن لأي قارئ متوسط أن يكشف أن إتصال النظام بالوزير الخارجية المصري واستدعاء القائم بالأعمال المصري بالخرطوم لنفي وجود مثل هذه الرسالة ، دليل على صحتها ، وأن المسؤولين السودانيين تفاجأوا بتسريبها لوسائل الإعلام . فالنظام الذي يرتبط بعلاقة عقائدية مع حزب الرئيس المصري المخلوع ، لا يمكن أن يكون أبدا أبدا مرتاحا من التطورات الأخيرة التي شهدتها مصر والتي أدت إلى السقوط المذل لحكومة الأخوان . نعم – هرولة النظام الإخواني السوداني على مستوى وزارة الخارجية ، وعلى مستوى مسؤولين كبار في الحزب الحاكم لنفي الرسالة المرسلة لمرسي ، لدليل على أن هذه الرسالة صادرة فعلا منهم ، وأنهم كانوا يأملون أن تكون سرية للغاية ، لكن من سوء حظهم انكشف مضمونها لينفضح أمرهم أمام الجميع . من يعرف تأريخ وأخلاق الإخوان وأكاذيبهم ، لا يشكك أبدا في صحة هذه الرسالة التي تحرض على العنف والفتنة . فأخوان السودان مثلا ، أطاحوا بالحكومة الديمقراطية في عام 1989 تحت شعار" إنقاذ الوطن " لنفي فكرة الإخوانجية عنه أو أي علاقة تربطهم بالحركات والأحزاب والتيارات التي تمثل هذا الفكر الشيطاني الخبيث ، إلآ أن أمرهم افتضح بعض أشهر فقط من انقلابهم على الشرعية ، واتضح أنهم جزء من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين . إذن ، ولطالما دائما نستند على تأريخهم الطويل في الكذب للرد عليهم ، نقول إن الرسالة التي بعثها البشير لأخيه محمد مرسي المعزول لابد أن تكون صحيحة ، لأن النظام السوداني الرسمي حتى اليوم لم يؤيد ما حدث في مصر ، بينما أعضاء الحركة الإسلامية السودانية بكوا بكاء الأطفال على رحيل مرسي وطالبوا الجيش المصري بإعادته إلى الرئاسة . كما تعلمون أيها القُراء الأفاضل ، فالإخوان يعادون اسرائيل علنا ، بينما لهم اتصالات سرية معها .. يرفعون شعار " الموت لأمريكا والغرب " علنا ، بينما يتوددون إليها في الخفاء .. يتاجرون بالدين الإسلامي ، وعندما يقبضوا عليهم متلبسين بهذه الجريمة الشنيعة ، سرعان ما ينبرون لتبرير مواقفهم المخزية . إذن – واستناداً على أخلاقهم عبر التأريخ ، وبناءاً على النماذج السيئة القليلة التي قدمناها عنهم ، نستطيع القول ، إن رسالة الجنرال عمر البشير " أمير " دولة السودان إلى أخيه المعزول محمد مرسي " أمير " دولة مصر ، ليست مزعومة ، إنما رسالة حقيقية ، مهما حاول النظام السوداني انكارها أو إخفاءها ، فهذا هو طبيعة المنافقين . يقولون كل شيء ، وعندما ينكشف أمرهم ، سرعان ما ينكرون ما قالوه .. وإطلاق صلاح قوش "الأخوانجي " رئيس جهاز المخابرات السابق من حبسه بعد اتهام نظام الكيزان له بالتآمر على قلب نظام الحكم ، دليل آخر على كذب الجماعة ! . والسلام عليكم..