[email protected] بالرغم من دعوتى للمعارضة الإيجابية التى تعارض بمسؤولية وعقلانية والتى ترى بين السلبيات مايستحق المدح إلا أننى وأنا أقرأ خبر إفتتاح طريق ود حبوبة وماورد فيه من مدح للنظام و(إنجازاته) ووفائه للشهيد ودحبوبة ولأبناء المنطقة إلا أن أشعر بالغثيان والرثاء للتردى الذى وصلنا إليه واليأس الذى أوصلنا إليه ربع قرن من حكم الإتقاذ . إن أبناء الجزيرة على العموم وأبناء منطقة (الحلاويين) على وجه الخصوص هم مثلهم مثل غيرهم من ضحايا النظام , دفعوا ثمن بقائه الطويل حزنا ويئسا وفقرا وموتا وتشريدا ودموع , شاهدتها فى عيون الناس وهم يدفنون موتاهم من جراء إنتشار الملاريا والبلهارسيا والتيفويد وفقر الدم فى قرى المنطقة كنتيجة طبيعية للفقر وإنعدام الصحة العامة وعدم توفر الخدمات الصحية من مستشفيات ومراكز طبية , رأيت الدموع فى عيون الأمهات وهن يودعن أبنائهن فى رحلة الإغتراب المذلة إلى الخليج وليبيا بعد أن فقد الشباب والشيبان الأمل فى عمل شريف ومجزى وهم يرون الحواشات بوارا والترع تجف – أو تجفف – عاما بعد عام , رأيت الدموع فى عيون طلاب المدارس وهم يطردون لعجز أهلهم عن دفع جنيهات لمدارسهم نتيجة طبيعية للفقر والعوز , رأيت الدموع فى عيون المزارعين وديوان الزكاة والأمن الإقتصادى تنتزع محاصيلهم فى مواسم الحصاد , رأيت الدموع فى عيون المغتربين من أبناء المنطقة وهم مشتتي العواطف بين منفاهم الاختياري ووطن لاسبيل فيه للقمة كريمة , رأيت الدموع فى المآتم حزنا على ضحايا الحوادث المرورية فى شارع مدنى-الخرطوم وشوارع القرى نظرا لفقدان السلامة المرورية , أنا شاهد على الحزن فى وجوه أبناء المنطقة وهم يطردون من كلية الشرطة فقط لأنهم من قبيلة لم تصنف فى دفاتر الإنقاذ بأنها مؤيدة له , أنا شاهد على الحزن واليأس وفقدان الأمل لأمة كاملة , شاهد على بؤس الحال الذى وصلت إليه منطقتنا وبلادنا طيلة العقدين الماضيين . فهل يمحى كل هذا 31 كيلو متر من الإسفلت ؟؟؟!!! الأمرالآخر من هو الذى أعطى بيعة بإسم قبيلة كاملة ليبايع المؤتمر الوطنى , ومن أعطاه الحق فى التحدث بإسم قبيلة كاملة ذاقت الويلات بفعل هذا النظام ؟؟!! حقيقة لمن يقرأ هذا الخبر يخالنا فى إمارة خليجية يقدم فيها شيوخ القبائل البيعة لملكهم ,لا فى دولة جمهورية كان من المفترض أن تكون ديموقراطية , هل حقا تردى بنا الحال حتى نعود لزمن القبيلة التى تتحدث نيابة عن أبنائها ؟ أخبرونى بالله عليكم حتى أعرف رئيس قبيلتى الموقر كى أزوره وأقدم له فروض الطاعة والولاء !! جاء فى الخبر (وفي اللقاء الجماهيري الحاشد بمدينة المحيريبا تحدث الأستاذ صالح احمد الشيخ ممثلاً للمنطقة مشيداً بالإنقاذ التي ظلت تقدم الانجاز تلو الانجاز معدداً الانجازات التي تمت بالمنطقة مشيراً الي ان قادة الانقاذ هم الذين عرفوا لهذا الشعب صفة من خلال تلك الانجازات التي شملت كل ربوع البلاد مبينا حاجة المنطقة للمزيد من شبكة الطرق لاحداث المزيد من التنمية ….) الإنقاذ تقدم الإنجاز تلو الإنجاز , بل تفضل (ممثل المنطقة) بتعداد الإنجازات التى تمت بالمنطقة ! لقد فاتنى هذا النفاق حقا !! وجاء أيضا ( الدكتورنافع علي نافع مساعد رئيس الجهورية قال باننا اليوم نتشرف بان نكون في ارض الشهيدود حبوبة وقال بان هذا الطريق هو نوع من الوفاء لاولئك النفر الذين باعوا انفسهم من اجل اعلاء رايةلا اله الا الله وقال بان ودحبوبة وغيره من الشهداء قد سجلوا اسمائهم في سجل التاريخ وهناك كثير من الناس في زمانهم ماتوا وهم غير معروفين للناس … وقال بان العبرة الثانية لثورة ود حبوبة بانها ثورة بين الحق والباطل وهذا هو النهج الذي تسير عليه الانقاذ التي ترفع هذا الشعار وتمد يدها لكل الداعين للسير تحت لوائه لانه الغاية الكبري وكل ما سوي ذلك يمكن الاتفاق عليه وقال بان الانقاذ ما جاءت الا لتحقيق ذلك الشعار وما تحقق في مختلف المجالات قال بفضل شعار لا اله الا الله الذي خذل كثير من المتربصين بهذا الدين والدولة ) … حقيقة لايمكن وصف هذا الحديث سوى بأنه نفاق وتضليل وإستخدام لتاريخ المنطقة من أجل منافع سياسية ودعائية رخيصة لأجل حزب يتحمل وزر كل الخراب الذى وصلت اليه منطقتنا وبلادنا . منطقة الحلاوين تشكر لكم بعد عقدين ونيف من الخراب أن عبدتم لها 31 كيلومتر من شوارعها المتربة لكنها لن تنسى ولن تغفر جرائمكم وتشريدكم لأبنائها وإفقاركم لمواطنيها وتدميركم لمشروعها الزراعى مورد الرزق الوحيد لأهلها , هذه ال 31 كيلو متر لاتساوى قطرة من أموالنا التى نهبتوها وكرامتنا التى أهنتوها وعزتنا التى سلبتوها طيلة سنين بقائكم الكالحة والمرة , سوف يسقط النظام ويسقط حزبه الفاشى النازى المتاجر بالدين ويسقط معه اللصوص من إستفادوا من بقائه ودعمه , سوف يسقط بحراك شباب المنطقة ووعى أبنائها وأبناء السودان كله , سوف يسقط النظام وفاء لسيرة الشهيد ودحبوبة الذى أراد الثورة على المستعمر الظالم كى نتحرر ونرفع رؤسنا شامخة لا كي نداس تحت أبوات العسكر والطغاة وتجار الدين .