سعر طن القمح حتى بورتسودان يساوي 306 دولار للنوع الجيد، أقسم على 20 لتعرف سعر الجوال الحقيقي بالدولار، ثم أضرب في السعر الرسمي زائد حافز بنك السودان لتصل إلى سعره بالجنيه السوداني. ضف إلى ذلك الترحيل حتي الخرطوم وتكاليف الطحن والاستخلاص وستجد أنّ جوال الدقيق زنة 50 كيلو يحقق معدلات ربح عالية لو بيع بمبلغ 70 جنيه علي أفصي تقدير . ولو بيع بهذا الثمن للمخابز فإن العشرة عيشات وزن 70 جرام ستباع للمواطن بجنيه واحد . وسعر جالون البنزين في مصر التي تشهد الآن انتفاضة شعبية ما يعادل سبعة من عشرة من الدولار أي ما يساوي اتنين جنيه وعشرين قرش بالسوداني . وسعر الجالون من البنزين السيوبر في السعودية لا يتجاوز " نص " دولار ما يساوي واحد جنيه وستين قرش بسعر السوق الأسود السوداني . لكن سعر جوال الدقيق فوق ال 116 جنيه وسعر جالون البنزين 8.5 جنيه وهو من البترول السوداني ومطلوب من المواطن الفقير أن بجوع ويسكت وإلا قبض عليه كما قبض علي العم علي عسيلات المحتجز بسجن كوبر إلي حين إشعار آخر . ولأن الخرطوم لا تعرف الأسرار فإن تلك الجهة الاستراتيجية تعيش علي الأتاوات " القمحية " لذلك يدفع المواطن جنيه كامل لقاء 3 رغيفات في حجم اللقيمات . والبنزين التي قالت الحكومة أنها تدعمه ينقل من مصفاة الجيلي وإلي ميناء بشائر علي البحر الأحمر ثم يصدر إلي جهات " عجيبة " بسعر لا يتجاوز 1.8 دولار للجالون أو ما يعادل 5.7 جنيه !! من الغلاء يستفيد السدنة والتنابلة والمغالطنا يسأل العنبة القاعدة جنب بيتنا وهي العمارات الكائنة في شارع كوبري المنشية جنوبا وشمالاً ، والقلعة المشيدة جنب القيروان ، والفدادين الأسمنتية في كافوري التي جعلت دوري السودان مجرد دافوري . ليس ارتفاع الأسعار العالمية هو سبب الغلاء في بلادنا ، بل ارتفاع معدلات النهب . وكلما ارتفعت حرارة الشارع هضرب السدنة والتنابلة بالحمي أم برد . وكلما استمسك أهالي منطقة الشريك بأرضهم وتاريخهم سقطت مؤامرة النظام وأحلام الطفيلية التي تنشد الثراء من إغراق المنطقة من الباوقة وحتي ضواحي عطبرة . وحالما يخرج الناس للشارع فإن بن علي الطفيلي سيهرب إلي جبل ام علي كجلمود صخر حطه السيل من عل أو كما قال .