قالت الحكومة أن ارتفاع الأسعار العالمية سبب الغلاء والشقاء ، وقال آخرون " الغالي متروك " رداً علي المثل الشعبي القائل " الغالي بي غلاتو يضوقك حلاتو . وبعض السدنة والتنابلة يقولون أن زيادة سعر الدولار " خلت " الأسعار نار ولكن أسباب الغلاء واضحة ولا تحتاج للف والدوران أو مؤتمر صحفي وبيان يدفع تاجر القطاعي رسوم شهادة صحية ونفايات وعوائد وكهرباء وموية وضرائب ، ضف إلي ذلك أجرة الدكان والصبي العامل فيه وتكاليف نقل البضاعة وأي رشوة يدفعها لأي زول وكل ما ذكر هنا يضاف لثمن السلعة التي تشتريها آمنة أو نهي الزعلانة . ويدفع المواطن " الشغال " من مرتبه ضريبة دخل ، وتأمين صحي وزكاة وجاري معاش وتخصم من مرتبه الضئيل رسوم أخري لاتحادات وهمية ونقابات مضروبة فينقص مرتبه بمقدار ما يدفعه . وتغلق مصانع النسيج الحكومية بأوامر حكومية وينفتح الباب للحرامية ومن لف لفهم لاستيراد القماش والمنسوجات ، ثم تأخذ الجمارك والموانئ والضرائب نصيبها ، ليباع المتر الواحد بالشي الفلاني . وتخصخص الحكومة مؤسساتها ( علي وزن باتا ) وتفتح الباب لسدنتها لتصدير الجلود الخام واستيراد " الجزم " جمع جزمة فلا يجد الفقراء غير " تموت تخلي " وعلي النبي صلي . وتلعب ذات الحكومة مع المزارع لعبة الكديس والفار ، فيختفي القمح في المشاريع المروية ، وتنتهي المطاحن العامة ويدخل سوق الدقيق والقمح بعض ( الفطالحة ) وشعارهم " نطحن دقيق نطحن شعب " وهكذا صارت ال 3 رغيفات وزن الريشة بسعر واحد جنيه جديد أي ما يعادل ألف جنيه قديم . ويطلع السكر من المصانع " علي حد قول علي خليفة " ب 150 جنيه للجوال زنة 50 جرام ، لكنه يباع للمستهلك ب 200 جنيه . اضرب 50 جنيه في استهلاك السودان السنوي الذي يعادل 24 مليون جوال تجد أن الحكومة وسدنتها قد لهفوا من الشعب 1.2 مليار جنيه من السكر ( بس ) ناهيك عن فول الصويا وأراضي الفششوية وأراضي الخزان الما فيها موية أو " قعوية " . بعد دا كلو كمان بتبكي ؟ وتقاطع السلع !! وتعمل فيها عشرة بي قرش . جاتكم ستين نيلة كما يقول المصريون ، تروح ان شاءالله في ستين علي حد قول المبدع محمود عبد العزيز . الميدان نشر بتاريخ 30-09-2011