أكد عماد كرار – عضو بصفحة (سائحون) – ان الإختلاسات بمشروع خط أنبوب البترول (بليلة – حديدة) بلغت (61) مليار جنيه . وقال في مداخلة بصفحة المجموعة على الفيسبوك أمس ، ان اللواء نصرالدين محمد أحمد مدير الشركة السودانية لخطوط أنابيب البترول السابق اخبره بهذه المخالفات المالية الكبيرة : (والله ده كلام انا سمعتو منو بي اضنيني ديل وحتي الان يتملكني الذهول). جدير بالذكر ان خط الأنبوب (بليلة حديدة) – 150 كيلومتر – والواقع بجنوب كردفان أفتتح على يد المشير عمر البشير 28 ديسمبر 2012 ، ووصفه في كلمته بحفل الإفتتاح بانه (رزق من السماء) ، وعلى ما فى الوصف من منافقة باسم الدين الا انه يشير كذلك الى الذهنية التى تتعامل بها قيادات المؤتمر الوطنى مع المال العام ، فرزق السماء الذى يأتى عفواً يمكن استباحته عفواً كذلك !. والفساد في الانقاذ فساد مؤسسي وشامل يرتبط بكونها سلطة أقلية ، تحكم بمصادرة الديمقراطية وحقوق الانسان ، وتحطم بالتالي النظم والآليات والمؤسسات الكفيلة بمكافحة الفساد ، كحرية التعبير ، واستقلال القضاء ، وحيدة اجهزة الدولة ، ورقابة البرلمان المنتخب انتخاباً حراً ونزيهاً . كما يرتبط بآيدولوجيتها التي ترى في الدولة غنيمة ، علاقتها بها وبمقدراتها بل وبمواطنيها علاقة ( امتلاك) وليس علاقة خدمة . وبكونها ترى في نفسها بدءاً جديداً للتاريخ ، فتستهين بالتجربة الانسانية وحكمتها المتراكمة ، بما في ذلك الاسس التي طورتها لمكافحة الفساد . ويجد فساد الانقاذ الحماية من رئيس النظام الذى يشكل مع اسرته اهم مراكز الفساد ، كما يتغطى بالشعارات الاسلامية ، ولذا خلاف ارتباطه بالمؤسسات ذات الصبغة الاسلامية كالاوقاف والزكاة والحج والعمرة ، فانه كذلك فاق فساد جميع الانظمة في تاريخ السودان الحديث ، وذلك ما تؤكده تقارير منظمة الشفافية العالمية – السودان رقم (173)من(176) بحسب تقرير 2012 ، وتؤكده شهادات اسلاميين مختلفين . وحين تنعدم الديمقراطية ، لفترة طويلة ، كما الحال في ظل الانقاذ ، يسود أناس بعقلية العصابات ، ويتحول الفساد الى منظومة تعيد صياغة الافراد على صورتها ، فتحول حتى الابرار الى فجار ، واما أدعياء (الملائكية) فانهم يتحولون الى ما أسوأ من الشياطين !.