وصف الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي مايثار عن قرب الوحدة مع المؤتمر الوطني باحلام (زلوط) ، وقال ان تصريحات نائب الامين العام للحزب ابراهيم السنوسي تعبرعن نفسه ولا تمثل رأى الحزب . وكان السنوسى ظهر الجمعة الماضية مع الزبير احمد الحسن الامين العام للحركة الاسلامية – التابعة للمؤتمر الوطني – واتفقا على ضرورة وحدة اسلاميى السودان لمواجهة ما اسموه بخطر العلمانيين . وفيما يبدو تراجعاً أمام الضغوط قال السنوسي في حوار مع صحيفة (الجريدة) اليوم ( أنفي تماماً بأنني طالبت البشير بتوحيد الحركة الإسلامية السودانية). وقال الامين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر في مؤتمر صحفي أمس ان حزبه لن يعود عن المفاصلة التي حصلت قبل 13عاما وقلل من تصريحات السنوسي واعتبرها اراء شخصية لاتمثل رأي الحزب ومؤسساته مشددا على ان حزبه اكتسب تعاطفا وسط السودانيين عقب المفاصلة وانه غير مستعد لفقدانها. وأكد ان التقارب بين الاسلاميين بات امرا مستحيلا بسبب توسع الهوة بينه وبين المؤتمر الوطني الذي لايؤمن بالحريات وفصل الجنوب وأشعل الحرب في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق وفعل بالبلاد ما لم تفعله اي حكومة في تاريخها. وإنتقد كمال عمر الزبير احمد الحسن الذي شارك مع السنوسي في مخاطبة احتجاجات الاسلاميين في الخرطوم ضد الحكومة المصرية ، وقال انه فشل في ادارة كافة المرافق الحكومية التي شغلها كما انه دمر وزارة المالية والنفط واتي به المؤتمر الوطني الى الحركة الاسلامية عبر التزوير. وأضاف انه رجل غير اصلاحي ولايشارك في صناعة القرار داخل الحزب الحاكم كما انتقد القيادي في الحركة الاسلامية عبد الرحيم علي ووصفه بالجالس على الرصيف وقال بان عبد الرحيم لديه افكار متشددة ومتطرفة ضد العلمانيين واليساريين ويعتقد بانهم يجب ان يسحلوا ويقتلوا ويبعدوا تماما وانه لايوجد شورى في الاسلام ولايجب العمل بها. وكان عبد الرحيم على قال فى تصريحات صحفية ان الوحدة بين الترابى والبشير ممكنة وقال ان ما حصل فى مصر جدد الشعور بان الكتلة الاسلامية مستهدفة وان بين مكوناتها عناصر اساسية جامعة . وقال انه لايرى اسبابا موضوعية للخلاف مشيرا الى ان الوقت الذى مضى بعد المفاصلة كاف لتجاوز المشاعر السلبية . وشدد كمال عمر على ان الإختلاف حول الأوضاع في مصر لن يؤثر على علاقات المؤتمر الشعبي مع المعارضة . وقال ان حزبه يمضي قدما في اطول واوثق تحالف للمعارضة من اجل ازاحة الحكومة ولايمانع من تولي العلمانيين السلطة بشكل ديمقراطي . و في المقابل قلل نائب الامين السياسي للمؤتمر الشعبي الامين عبد الرزاق من إحتمال وصول علمانيين إلى السلطة وقال ان التحالف مع قوى الإجماع تحالف تكتيكي وليس إستراتيجي وانهم متحسبون تجاه إحتمال ما أسماه بإنقلاب القوى العلمانية ضدهم . وأشار مراقبون إلى ان التباين في تصريحات قيادات المؤتمر الشعبي يعكس تبايناً حقيقياً في الرؤية ، فبينما تحن قيادات إلى ماضيها الشمولي فإن قيادات أخرى أصغر سناً تتطلع إلى مستقبل مشترك مع الآخرين ، وأضاف المراقبون يبدو ان الدكتور الترابي المتنازع بين الرؤيتين يريد الرهان على الإحتمالين معاً .
