كشفت تظاهرات الأحد 30 يناير 2011 - كما ستكشف الأيام التالية - هلع و خوف إنقلابيى الإنقاذ من مصير دولتهم البوليسية ، و التى هى – حتماً- إلى زوال عبر زلزال الإنتفاضات الشعبية و الغليان الجماهيرى الذى ضرب المنطقة من تونس إلى مصر و البقية تاتى !. و مهما تدثّرت الأنظمة الإستبدادية بالشعارات المستهلكة و البائرة حول الشرعية الدستورية و الرغبة فى الإصلاح و الإستجابة لمطالب الشعوب فى الحرية و الديمقراطية و الرخاء و العدل و السلام ، فإن الحقيقة الأزلية الباقية ( لا يصلح العطار ما أفسد الدهر ) ، و ( لن تصلح الإجراءات و ” العمليات التجميلية “، دولة الفساد و الظلم و الطغيان . و هو الدرس الذى وعته الشعوب وأدركته الأمم التى هزّت بثوراتها عروش الطغاة !. هاهى ذات الدورة الخبيثة متمثلة فى مسلسل الرقابة الأمنية على الصحف و مصادرتها من المطابع تعود – كما توقعنا – بليل بهيم – بأسرع مما ذهبت ، فى ذلكم ” الفجر الكذوب ” !. و هاهم الصحفيون و الصحفيات يتعرضون - مرّة أخرى و ليست أخيرة – لعنف الأجهزة الأمنية ( ضرباً و إساءة و تجريحاً معنوياً و مادياً ) ثم إعتقالاً تعسفياً ، لمنعهم من ممارسة حقهم الطبيعى و الدستورى فى التغطية الصحفية الحرة للأحداث .و هاهى آلات تصويرهم و تسجيلهم ، تتعرض للتفتيش و المصادرة و ” التدليت ” . و هاهى المواقع الإلكترونية تتعرض للحجب و ” التهكير ” و تتمدد حالة التصنت على الهواتف و المكالمات ، إنتهاكاً للخصوصية و الحرمات و الحريات الشخصية . و لكن ، على الدولة و أجهزتها القمعية ، أن تعلم أن كل هذه الإجراءات لن تمنع نساء و رجال و شباب الشعب السودانى ( الفضل ) من مواصلة النضال الجسور و الصبور ضد الغلاء و الفساد و ضد مصادرة حرية التعبير و الصحافة و التنظيم و التظاهر السلمى و مجمل إنتهاكات حقوق الإنسان فى الخرطوم و فى غير الخرطوم . التحية و التجلة و التقدير للشهداء الأماجد و المعتقلين الشرفاء . و المجد للشعب السودانى و طلائعه الشبابية و الطلابيه . و على المترددين و الواقفين فى رصيف الأحداث من القوى السياسية حسم أمرهم و خيارهم التاريخىن قبل أن تتجاوزهم الجماهير و الأحداث . فلا توجد فى السودان – بعد اليوم - منطقة وسطى أو رمادية بين الشعب و السلطة الغاشمة . و الثورة قادمة ، و لو كره المستبدون ! . و ما نامت أعين الطغاة و المتجبرين ! . و غداً سينتصر شعبنا. و غداً لناظره قريب .