نفى الإخوان! محمد سلماوي ما إن وقعت المحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية حتى سارعت دوائر جماعة الإخوان لنفى علاقتها بما جرى، والحقيقة أنه لم يحدث أن قامت جماعة الإخوان بارتكاب أى عمل إرهابى إلا وسارعت إلى نفيه، بما فى ذلك حادث اغتيال أحمد بك الخازندار عام 1948، قاضى المحكمة الذى كان قد حكم ضد الإخوان فى عدة قضايا، وكان يقوم وقت اغتياله بنظر القضية المعروفة باسم حادثة سينما مترو، وخشية أن يقوم القاضى بإدانتهم فيها تم اغتياله عند خروجه من منزله فى حلوان متوجهاً إلى المحكمة. وقتها أنكر الإخوان أن لهم أى علاقة بالجريمة، ثم اتضح أن مرتكبها هو حسن عبدالحافظ، السكرتير الخاص لمرشد الجماعة حسن البنا، وأنه ارتكب الجريمة بتوجيه من البنا شخصياً. وفى ديسمبر من العام نفسه ارتكب الإخوان أشهر جريمة اغتيال لهم، حيث اغتالوا رئيس وزراء مصر محمود فهمى النقراشى باشا، الذى كان قد حل جماعة الإخوان لما ارتكبته من جرائم، ووقتها أيضاً استنكر حسن البنا، المرشد العام، «تلك الجريمة النكراء» وأصدر بياناً قال فيه كلمته الشهيرة فى وصف من ارتكبوها، والتى قال فيها: «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين»(!!) وعلى إثر انتهاء حرب فلسطين عام 1948 قام الجهاز السرى للإخوان بإشعال النيران فى بيوت اليهود المصريين وفى بعض المحال والمخازن المملوكة لهم، وهم نفس اليهود الذين عاد الإخوان بعد أن وصلوا للحكم بعد 65 سنة لدعوتهم للعودة من جديد إلى مصر(!!) وفى عام 1954 حاول الإخوان اغتيال جمال عبدالناصر أثناء إلقائه خطاباً جماهيرياً بميدان المنشية بالإسكندرية، وكالعادة نفوا أى صلة لهم بالجريمة، بل وروجوا لفكرة أنه لم تكن هناك محاولة للاغتيال، وأن ما حدث فى المنشية كان تمثيلية(!!) بغرض إلصاق التهمة بالإخوان، تماماً كما يفعلون اليوم بادعاء أن محاولة اغتيال وزير الداخلية مدبرة من الداخلية للغرض نفسه، لكن بعد مرور 58 عاماً على محاولة اغتيال عبدالناصر الفاشلة اعترف المتهم الثالث خليفة عطوة باشتراكه فى الجريمة بتكليف من القيادى الإخوانى عبدالقادر عودة. فهل من الضرورى أن ننتظر السنين هذه المرة أيضاً كى نحصل على اعتراف من الإخوان بمسؤوليتهم عن المحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية؟!.